الشباب في أجندة القمة الثقافية العربية
حديثي اليوم عن الرجل المسؤول والمتواضع، الإنسان والشاعر، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الذي يستحق أن يكتب عنه الكثير، ولكن أعذروا قلمي القاصر فلعل صفحة من القلب أكتبها عنه أبلغ من سِفْرٍ يُكتب بمجلدات.
لقد سعدت بلقاء أميرنا مراتٍ عديدة وفي كل مرة كنت أخرج أكثر تفاؤلاً وحماسة. ولكنني اليوم أريد أن أتحدث عن موقفين اثنين عن الأمير خالد، أولهما اهتمامه بالشباب محليا وعربيا، فقد تابعت مرات عديدة الحوارات الشبابية التي كانت تجري فيما يسمى بـ “مقاهي الشباب” في مؤسسة الفكر العربي بحضوره الكريم. كان يتخلى عن “البشت” ويجلس معهم كأي أحد منهم فيدخل معهم في نقاشات مخلصة، يعارضهم مرة ويوافقهم مرات منصتا لهمومهم وأحلامهم وهواجسهم.
لا أنسى مرة عندما كنا في إحدى جلسات مقهى الشباب في مؤسسة الفكر العربي.
كنا جالسين على طاولة إدارة الجلسة نستمع إلى أحد المتحدثين وكان شاباً من الأردن متحمساً يطرح رأيه بجرأة، ولكن ما إن انضم إلينا الأمير خالد لطاولة النقاش حتى تلعثم ذلك الشاب، وبعد أن غادرنا الأمير، سألته: لماذا ارتبكت يا أحمد؟ قال: ولك هذا الأمير خالد الشاعر..
وقبل أيام جهود ومبادرات الأمير خالد الفيصل، التي طرحت ثمارها في اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية في ختام أعماله التي عقدت على مدى يومين في العاصمة اللبنانية بيروت من إحدى التوصيات “ثقافة الشباب”. أما الموقف الآخر الذي أريد أن أتحدث عنه في هذه العُجالة فهو ذلك الموقف البالغ التأثير الذي كنت شاهدةً عليه. في تكريم متطوعي سيول جدة، هؤلاء الذين ساهموا في التخفيف من الأضرار التي نتجت عن السيول وإنقاذ الأرواح العديدة. وجه إليهم كلامه بكل صدق وأبوية وبقلب مشرَع: “شرفتموني يا شباب جدة.. فلكم حياتي يا شباب جدة”..
كان لكلمة الأمير الأثر الأكبر في نفوس شبابنا، في حواراتهم الشفوية ومنتدياتهم وفي صفحاتهم الإلكترونية والورقية.
اليوم أوجه حروفي لسموه
نحتاج يا سيدي إلى إنعاش الضمائر وإلى تشجيع مبادرات الشباب لتستنير الدروب بهم. نحتاج إلى الاستعانة بالعناصر أصحاب الخبرة منهم واستثمار الطاقات الشابة إلى الحد الأقصى وشحذها وتطويرها للاستفادة منها في التنمية.
نحتاج إلى تواجد الشباب في الصفوف الأولى وتخصص لهم جلسات في منتدياتنا لنستمع إلى وجهات نظرهم ونناقشهم ومن ثم نحتاج إلى مرافقتهم إلى المحافل والمؤتمرات الدولية حول العالم، الرسمية منها والثقافية والاقتصادية والعلمية.
إنني متأكدة يا سيدي أن حماستي لن تفتر ولن تتوقف وأن الإحباط لا مكان له في نفسي حين أرى طريقتكم التي اعتمدتموها في مرافقة الشباب الواعد في السير في طريق التنمية. حماستي لن تفتر يوماً لأنني أؤمن برسالتكم، التي لا تتوقف عن العمل بها ألا وهي “الوصول إلى العالم الأول” حسب تعبيركم الكريم و”استبعاد ثقافة الإحباط”.