«الخطوط السعودية» وكفاءة الحجوزات
أكتب هذا المقال بعد ساعتين من هبوطي في مدينة جدة على الرحلة رقم SV 1027, التي أقلعت من الرياض في موعدها تماما يوم الجمعة الماضي. ولا تحتاج ''الخطوط السعودية'' إلى مشاهدتي أو مشاهدات غيري من المسافرين عن نسبة الإشغال المنخفضة في هذه الرحلة وغيرها من الرحلات مقارنة بما يقوله موظف الحجز, نقلا عن نظام الحجز الآلي, إن الرحلات جميعها مغلقة Close لأسابيع مقبلة. وكانت ''الخطوط السعودية'' قد طبقت أخيرا نظاما جديدا لأتممة وتكامل أعمال الحجوزات وغيرها من إجراءات العمل، إلا أنها فشلت فشلا مستغربا، عطفا على مكانتها وقدرات قواها البشرية ومؤهلاتهم، في التحول السلس من النظام القديم إلى النظام الجديد. خطوط بحجم ومكانة ''السعودية'' ومواردها لا يصدق أن يقع منها مثل هذا الخطأ، فجميع مؤسسات العالم, بمختلف طبيعة أعمالها, تطبق منهجيات موثوقة ومتعارف عليها عند التخلي عن نظام أتممة ما والتحول إلى آخر. تلك المنهجيات تضمن بقاء النظام القديم فاعلا ومستعدا عند تعثر النظام الجديد، إضافة إلى إيجاد أنظمة تقليدية عند الطوارئ, وتدريب كوادر معينة على إدارتها. تبعات الخلل في تطبيق النظام الجديد هل أثر في نسبة إشغال الرحلات في هذا الموسم مقارنة بحجم الطلب الكبير نتيجة لقصر موسم الإجازة الصيفية هذه السنة والزيادة الكبيرة في حجم الحركة الجوية من وإلى وبين مطارات المملكة؟ ضعف نسبة الإشغال مع وجود قوائم كبيرة من المسافرين الذين لم يستطيعوا الحجز يتسبب في هدر مالي ضخم لـ ''الخطوط السعودية'' في وقت هي في حاجة إلى كل ريال لتطوير كيانها. وكما طبقت ''الخطوط السعودية'' هذا النظام العالمي الرائد والمجرب والموثوق في الأتممة، فإنه بإمكانها تطبيق أنظمة عالمية موثوقة ومجربة في أعمال الحجوزات والمبيعات وليتحمل كل طرف تقصيره. لا شك أن لدينا موروثا قديما هو (الواسطة), و''الخطوط السعودية'' لا تزال (منا وفينا), لكن للإنصاف فإن هذه الظاهرة غير الحضارية بدأت تنحسر في الحجوزات وإن بقيت في كاونترات المطارات.