اندفاع الموجودات الخطرة مع استيعاب نتائج اختبارات البنوك الأوروبية
## التقرير الأسبوعي للبورصات العالمية
استفادت الموجودات الخطرة في أعقاب النتائج الأولية لاختبارات الإجهاد التي خضعت لها البنوك الأوروبية، والتي كانت نتيجتها أن جميع البنوك اجتازت الاختبار باستثناء سبعة منها، لكن المتداولين ينتظرون تعاملات اليوم ليتخذوا وجهة نظر أقوى بخصوص منطقة اليورو ومستقبل الاقتصاد العالمي.
وكان رد فعل السوق بصورة عامة خافتاً. وارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 0.7 في المائة، لكن المتداولين ينسبون الفضل في ذلك إلى شركة جنرال إلكتريك، التي قالت إنها سترفع من نسبة الأرباح التي توزعها على الأسهم، وشركة سانوفي أفانتيس، التي ذكرت التقارير أنها تبحث الدخول في صفقة ضخمة مع شركة الأدوية المنافسة "جينزايم". وارتفعت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية واليورو، إلى جانب الأسهم، لكنها في معظمها بقيت على حالها بعد صدور نتائج الاختبارات.
وارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية بنسبة 0.8 في المائة. ورغم أن أسهم البنوك الأوروبية كانت متدنية خلال معظم جلسة التعاملات، إلا أن أوروبا تلقت في نهاية الأمر مساندة قوية بفعل ارتفاع المد الاقتصادي، بما في ذلك الارتفاع المفاجئ في معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا، وفي معدل الثقة بالشركات الألمانية. وتظل أسعار النفط غير قوية على الرغم من المساندة من خطر العواصف التي يمكن أن تعترض سبيل الإمدادات. وبصورة عامة، لم يكن المتداولون تواقين للدخول في تعاملات قوية في أية سوق قبل أن تُفهم نتائج اختبارات البنوك بصورة تامة. وكان الاندفاع الحاد يوم الخميس هو رد الفعل الحقيقي على تسريب بعض الأنباء المبكرة حول نتائج الاختبارات. والآن بدأ الانتظار للحصول على التحليل الجاد. وفي حين أن النتائج ربما لم تكن تدعو للإعجاب، إلا أن الحجم الكبير للمعلومات التي نشرت أعطت على ما يقال أموراً كثيرة تكفي لكي يعمل عليها المحللون والمستثمرون على مدى عطلة نهاية الأسبوع.
وقال سِباستيان جالي، وهو محلل استراتيجي لدى بنك بي إن بي باريبا في نيويورك: "تشير التوقعات إلى أن المعلومات غنية إلى حد كبير، ومن المفترض أنه سيكون من الممكن بالنسبة المحللين التوصل إلى قرار بخصوص كل بنك. وحين يختفي الخوف من عدم المعرفة، فإنك سترى أن هذا الأمر يعتبر إيجابياً بالنسبة للمخاطر".
والواقع أن رد الفعل المذكور بدأ بالظهور إلى درجة معينة. ذلك أن أسواق الائتمان في الواقع هللت للنتائج، وفقاً للأرقام التي نشرتها مؤسسة ماركيت، حيث إن معدلات التأمين ضد إعسار السندات الصادرة عن البنوك الأوروبية تتراجع بصورة عامة تقريباً. وكان أكبر المستفيدين هو مجموعة البنوك اليونانية "إي إف جي يوروبانك"، حيث تراجعت نسبة التأمين بمقدار 109 نقاط أساس، والبنك الوطني اليوناني، الذي تراجعت نسبة التأمين على سنداته بمقدار 92 نقطة أساس. وكانت أسواق الأسهم الأوروبية متدنية إلى حد ما خلال معظم التعاملات. وقد ساد هذا المزاج العام بعد أن فوتت شركة إريكسون للهواتف الجوالة أهداف الأرباح، وقالت إن ذلك يعود إلى تراجع مبيعات الشبكات العالمية. وقد هبط سعر سهم الشركة بنسبة 5.7 في المائة، ما دفع بأسهم قطاع الاتصالات إلى الأدنى في مختلف أنحاء أوروبا. وارتفعت أسهم القطاع البنكي بنسبة 0.1 في المائة، حيث ارتفعت قليلاً قبيل موعد الإقفال. وكانت البنوك البريطانية أضعف قليلاً، ما دفع بمؤشر فاينانشال تايمز 100 إلى الأدنى قليلاً. وأخذت الأسواق الآسيوية إشارتها من نتائج الليلة السابقة في وول ستريت. وقد تعززت أكثر من ذي قبل بفعل مجموعة من تقارير الأرباح الجيدة بعد موعد الإقفال، خصوصاً من عدد من الشركات التي تشتمل على "أمريكان إكسبريس" و"مايكروسوفت".
وارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 2.3 في المائة، وارتفع مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 1.1 في المائة، كما ارتفع مؤشر منطقة آسيا – الباسيفيك بنسبة 1.6 في المائة. وجل مؤشر شنغهاي المركب بعض التباطؤ وكان أدنى من المؤشرات الأخرى، حيث سجل زيادة طفيفة مقدارها 0.4 في المائة فقط، ما أثر في الآمال بأن السوق الصينية المتباطئة أخذت أخيراً في التحول إلى الأحسن.
كذلك كان أداء مؤشر سينسيكس متباطئاً، حيث سجل زيادة مقدارها 0.1 في المائة فقط. وقد صدرت تلميحات عن مسؤولي البنك المركزي الهندي تفيد بأنهم يشعرون برغبة قوية في رفع أسعار الفائدة، على الرغم من صدور تقرير من أحد الوزراء يفيد بأن نمو الأسعار كان أدنى من المتوقع.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين (التي تعتبر حساسة لأسعار الفائدة) بنسبة نقطتي أساس، بعد أن سجل أدنى مستوى له على الإطلاق عند 0.58 في المائة. وارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بنسبة ست نقاط أساس، ليصل إلى 2.99 في المائة، وهو أعلى معدل لها منذ أسبوع. وفي أوروبا أشارت السندات الحكومية الرئيسة إلى اهتزاز الثقة أثناء جلسة التعاملات الأوروبية. وقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الألمانية خلال معظم جلسة التعاملات، لكنه بقي على حاله عند الإقفال، بنسبة 2.71 في المائة. لكن سندات الخزانة البريطانية ارتفعت بنسبة سبع نقاط أساس لتصل إلى 3.43 في المائة، في أعقاب صدور أرقام النمو في الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني في بريطانيا، حيث كانت النسبة تعادل ضعف النسبة المتوقعة تقريباً.
وكان هناك طلب على سندات البلدان الأوروبية الهامشية (إسبانيا والبرتغال)، في حين أن العائد على السندات اليونانية لأجل سنتين ارتفع بنسبة 22 نقطة أساس، ليصل إلى 10.85 في المائة.