سقوط الطائرات والحقيقة المخيفة
الطائرات هي أكثر وسائل النقل في عامل السلامة بلا مقارنة بجميع الوسائل الأخرى. ويعود ذلك إلى عوامل منها التقنيات المتطورة التي تدخل في صناعة الطيران دوما وقبل الصناعات الأخرى لما للطائرات من خصوصية وتفرد في طبيعة عملها. ومع التطور التقني في الطائرات تلاشت حوادث الطائرات التي تتسبب في حدوثها الأعطال الفنية، وأصبح العامل البشري المسبب شبه الوحيد في الحوادث التي تتعرض لها الطائرات الحديثة فالطائرات الحديثة أصبحت تجهز بأنظمة تحكم بدأت بما يعرف بالطيار الآلي قبل عقود من الزمن وانتهت اليوم بأنظمة قادرة على الإقلاع بالطائرة والهبوط بها آليا دون تدخل البشر. وما التطبيقات العسكرية الأخيرة للطائرات المقاتلة دون طيار إلا نتاج أبحاث متقدمة في علم التحكم والتوجيه في المنظومات الجوية على اختلاف تطبيقاتها من صواريخ وطائرات مأهولة وغير مأهولة. وفي السنوات الأخيرة ولدت شركات خطوط جوية كثيرة في دول العالم الثالث وأصبحت تلك الدول تعاني نقصا في كادر الأطقم الجوية القادرة على التعامل مع الطائرات الجديدة التي زودت شركاتها بها. تدريب وإعداد الأطقم الجوية وخاصة الطيارين من المهام الصعبة التي تتطلب إدارة محكمة في اختيار وتعليم وتدريب الطيارين للوصول بهم إلى معايير عالمية كزملائهم في شركات الخطوط الجوية العالمية الكبرى. في السنوات الأخيرة وقعت حوادث فاق عددها الحد المعقول وتركزت في دول العالم الثالث ولطائرات حديثة، ومن تلك الحوادث سقوط طائرة طيران الخليج في البحرين بعد محاولات اقتراب فاشلة من الطيار، وطائرة خطوط (فلاش) المصرية في شرم الشيخ بعد إقلاعها وطائرة الخطوط الإثيوبية في مطار بيروت وطائرة الخطوط الإفريقية أثناء اقترابها من مطار طرابلس والطائرة اليمنية في جزر القمر .. إلخ، وأخيرا طائرة (أيربلو) الباكستانية، وكلها لطائرات حديثة قادرة على الوصول للمدرج آليا، يشير إلى حقيقة خطيرة تتعلق بمعايير تدريب الطيارين وكفاءتهم. الأمر الخطير في هذه الحوادث الليونة الملحوظة في إصدار تقارير شجاعة من جهات الاختصاص تبين السبب الحقيقي للحادث فترك الحوادث ومسبباتها لعامل النسيان ليس من مصلحة شركات الخطوط ويتسبب في ضعف عامل المحاسبة والتصحيح.