التحديات الخاصة بإدارة الأسطول في العمليات الإنسانية

التحديات الخاصة بإدارة الأسطول في العمليات الإنسانية

تشهد الكوارث الإنسانية تزايداً فحسب لارس جوستفاسون، كبير المسؤولين التنفيذيين لمنظمة World Vision International، تم تسجيل حالتين طارئتين كبيرتين في عام 1982 وذلك بالمقارنة بـ 90 حالة في عام 2000، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 170 حالة في عام 2020. وإذا وضعنا هذا بعين الاعتبار، فإن السؤال الطبيعي هو كيف يمكن للمنظمات الإنسانية أن تواصل القيام بعمليات فعالة رداً على الكوارث؟
وكان منتصف تسعينيات القرن الماضي إيذاناً بعهد جديد في العمليات الإنسانية ففي أعقاب النقد الذي وجه إلى الرد على الكوارث الكبيرة، بدأت المنظمات الإنسانية تركز بشكل متزايد على تحسين ردها على الكوارث من خلال تحسين الوسائل اللوجستية. وكانت إدارة الأساطيل جزءاً مكملاً لهذه العملية. وكما يشير لوك فان وفاسينهوف، المدير الأكاديمي لمركز الابتكار الاجتماعي التابع لكلية انسياد، فإن ''المنظمات الإنسانية لا تستطيع الرد من دون أساطيل السيارات.''
ويعتبر النقل حجر الزاوية في تنفيذ البرامج الإنسانية، ويعتبر ثاني أكبر الأمور تكلفة من حيث النفقات غير المباشرة بالنسبة إلى المنظمات الإنسانية. ويقدر مجموع الأسطول الإنساني بأكمله حالياً بما يزيد على 100 ألف عربة تبلغ التكلفة السنوية لتشغيلها مليار دولار أمريكي. ويتوقع البرنامج البيئي للأمم المتحدة أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050. وكدلالة على الاهتمام المتزايد الذي يتم إيلاؤه لإدارة الأسطول في عمليات الرد الإنسانية، تم تأسيس منتدى الأساطيل في عام 2003 كمبادرة مشتركة بين برنامج الغذاء العالمي، والاتحاد العالمي للصليب الأحمر ومنظمة World Vision International وشركةTNT للخدمات اللوجستية التجارية. وكان الغرض من منتدى الأساطيل هو استخدام خبرة أصحاب المصلحة المختلفين ممن يعملون في قطاع الخدمات الإنسانية لإيجاد الحلول لبعض أكثر المشاكل الملحة التي تواجه المنظمات الإنسانية في مجال النقل وتنفيذ البرامج. وقد ركز المنتدى تحديداً على السلامة، والآثار البيئية وإدارة الأسطول. ومنذ ذلك الوقت، نما المنتدى ليصبح الاتحاد الرائد للوكالات الذي يعمل على هذه المسائل وهو يضم أكثر من 40 منظمة غير حكومية ودولية، والأمم المتحدة، ومؤسسة أكاديمية، وجهة مانحة وشركة.
وحسب بالي ماشوريك، اختصاصي تطوير الأعمال في مجموعة Kjaer، فإن منتدى الأساطيل ''يجلب المعرفة إلى الطاولة''. وتعمل مجموعة البحوث الإنسانية التابعة لكلية انسياد مع المنتدى منذ عام 2004، حيث تدرس كيف يمكن للتعلم المتبادل يبن القطاع الخاص وقطاع العمل الإنساني أن يعود بفائدة حقيقية على الطرفين.
ومنذ عام 2007، تعكف مجموعة الموارد البشرية في انسياد على إجراء بحوث موسعة في موضوع إدارة الأساطيل في قطاع الأعمال الإنسانية. وهي تهدف أولاً لفهم كيفية قيام المنظمات الإنسانية الدولية بإدارة أساطيل سياراتها. وتقوم ثانياً بتقصي العوامل المهمة التي تؤثر في إدارة أساطيل السيارات في المنظمات الإنسانية الدولية. وثالثاً، فإنها تدرس كيف تؤثر إدارة أسطول السيارات في تنفيذ البرامج الإنسانية. ويعتبر هذا أول مشروع للبحث العلمي من نوعه لدراسة وتطوير الحلول الخاصة بموضوع إدارة أسطول السيارات في العمليات الإنسانية. وفي قيامها بذلك، تأمل مجموعة الموارد البشرية في الإسهام في بناء قدرة منظمات العمل الإنساني الدولية على تحسين الممارسات في معرض تنفيذ برامجها. ويقول روب مكونيل، المدير المؤسس لمنتدى الأساطيل:'' إن إخضاع إدارة الأساطيل لتمحيص وتدقيق واحدة من كبرى كليات الإدارة مثل انسياد يمكن مديري الأساطيل من تحسين ممارساتهم ورفع مستوى تنفيذ البرامج الإنسانية.''
وكجزء من هذا المشروع، قامت مجموعة الموارد البشرية في انسياد بإجراء بحوث ميدانية بالاشتراك مع أعضاء منتدى الأساطيل وهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة World Vision International، والاتحاد الدولي للصليب الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي في إفريقيا والشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، قامت مجموعة الموارد البشرية بتطوير الحلول بالاشتراك مع فرق الإدارة في أوروبا ودرست تطوير منتج لإدارة الأساطيل من قبل أحد الشركاء الخاصين في منتدى الأساطيل. وحتى تاريخه، تم عرض النتائج التي تم التوصل إليها من هذا البحث في مؤتمرات أكاديمية مثل اتحاد إدارة الإنتاج والعمليات، ومعهد بحوث العمليات وعلوم الإدارة، ومؤتمر كلية لندن للأعمال لبرنامج الدكتوراه عبر الأطلسي الذي حصل فيه على جائرة أفضل ورقة بحث في عام 2008. ولكن من أجل ضمان أن يكون له أعلى مستويات الأثر في القطاع نفسه، تم عرض تلك النتائج في المؤتمرات العملية مثل كلية هارفرد للأعمال، ومجموعة Inter-Agency Procurement ومنتدى الأساطيل.
وقد ضم المؤتمر الذي عقده منتدى الأساطيل في عام 2010 بعنوان:''من المانح إلى التنفيد: دور النقل في تنفيذ برنامج ناجح'' أكثر من 60 مشاركاً من شركات القطاع الخاص مثل TNT ، ولاند روفر، ونيسان، وتويوتا، ومجموعة Kjaer ومجموعة Overseas Leasing، كما ضم منظمات إنسانية مثل برنامج الغذاء العالمي، والاتحاد الدولي للصليب الأحمر، وأوكسفام، وخدمات الإغاثة الكاثوليكية، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولجنة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وضم مؤسسات علمية مثل HEC، وجامعة لوجانو.
وفي معرض افتتاحه للمؤتمر، أكد لارس جوستافسون دور منتدى الأساطيل باعتباره:'' الإسهام في منجزات البلدان من خلال إدارة أفضل للأساطيل''.
لقد تم تحديد ثمانية أهداف للألفية هي: القضاء على الفقر المدقع، تحقيق التعليم الأساس في العالم، زيادة المساواة بين الجنسين، تمكين النساء، خفض معدلات الوفيات بين الأطفال، تحسين صحة الأمهات، التغلب على أمراض فايروس الإيدز، والملاريا والأمراض الأخرى، وضمان الاستدامة البيئية وتطوير شراكة عالمية للتنمية. وفي عملية تنفيذ برامجها، فإن للمنظمات الإنسانية أثراً مباشراً في كثير من هذه الأهداف. إن هدف منتدى الأساطيل يعكس هذا، وعليه فإن الأوراق التي تقدم بها كبار الخبراء في هذا المجال تناولت جعل الأساطيل صديقة للبيئة لتقليل أثرها فيها، وتحسين وسائل السلامة تجنباً للحوادث التي تقع على نطاق واسع، وتجميع السيارات لخفض التكاليف وزيادة كفايتها، والعمليات الهادفة إلى تحسين الممارسات الإدارية، وفوائد الشراكات بين القطاعات المتعددة في تحقيق نتائج فعلية. وأكد المؤتمر أيضاً الدور القيم التي تقوم به إنسياد في توليد وتعميم المعرفة المناسبة لإحداث تغيير حقيقي. إن البحوث التي تقوم بها مجموعة الموارد البشرية في انسياد حول إدارة الأساطيل في قطاع العمل الإنساني ما زالت مستمرة. وكانت استضافة المؤتمر الذي عقده منتدى الأساطيل واحداً من الأمور البارزة في هذه الرحلة المستمرة
فقد تم عقد المؤتمر السنوي السابع لمنتدى الأساطيل في حرم جامعة انسياد في أوروبا في حي Fountainebleau منتصف آذار (مارس) الماضي.

الكاتبة: زميلة البحث في مجموعة البحوث الإنسانية التابعة لـ ''انسياد''.

الأكثر قراءة