الإسلام قدّم حفظ العهود مع الكفار على نصرة المسلمين

الإسلام قدّم حفظ العهود مع الكفار على نصرة المسلمين
الإسلام قدّم حفظ العهود مع الكفار على نصرة المسلمين
الإسلام قدّم حفظ العهود مع الكفار على نصرة المسلمين
الإسلام قدّم حفظ العهود مع الكفار على نصرة المسلمين
الإسلام قدّم حفظ العهود مع الكفار على نصرة المسلمين

أكد الشيخ الدكتور عبد العزيز بن أحمد بن محسن الحميدي الأستاذ المساعد في قسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، أن الشارع في القرآن الكريم والسنة النبوية شدد على ضرورة حفظ العهود والمواثيق مع الكفار المعاهدين، وصيانتها في كل الظروف والأحوال، بل تقديمها على نصرة المسلمين المعتدى عليهم من الكفار، مستشهدا بعدد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، التي منها قوله تعالى (والذين آمنوا ولم يهاجروا) أي لم يكونوا من جماعتكم ولم يكونوا من فئتكم.

(ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين)، وقصة حذيفة ووالده اليمان وعهدهما مع قريش وقول النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لهما عندما سألاه: إننا على عهد مع الكفار ألا نقاتل معك إن خرجت إليهم فقال: "نفي لكما بعهدكما ونستعين بالله عليهم فارجعا".

وبين الدكتور الحميدي خلال مراجعاته الفكرية لمفهوم "الولاء والبراء" في الإسلام، في الجزء الثاني من برنامج "همومنا" الذي عرضته القناة السعودية الأولى البارحة الأولى، أنه لا يوجد تصادم أو تعارض بين مفهوم الولاء والبراء الذي هو أصل من أصول الشريعة وحقوق النصرة بين المسلمين.

وما ذكره الله - سبحانه وتعالى - في سورة الأنفال وكذلك ما وقع في سنة نبينا محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ دليل صريح يفسر هذه الآية ويعطي حكما وحقا وجوازا للأمة المسلمة المعاهدة أن تحفظ عهدها وتقدمه على واجب النصرة لتلك الأمة المسلمة المعتدى عليها من قبل الدولة التي عاهدتها".

في مايلي مزيد من التفاصيل:

واصل الشيخ الدكتور عبد العزيز بن أحمد بن محسن الحميدي الأستاذ المساعد في قسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، مراجعاته الفكرية لمفهوم ''الولاء والبراء'' في الإسلام، بعد أن كان قد تطرق في الجزء الأول من برنامج ''همومنا'' الذي تعرضه القناة السعودية الأولى، إلى أصول هذا المفهوم العظيم باعتباره أصلا من أصول الشريعة الإسلامية، إلا أنه استغل لتشتيت المجتمع وزعزعة أمن الوطن، بعد أن تم تحييده في بعض الأحيان عن مساره الصحيح.

وتناول الشيخ الدكتور الحميدي خلال مراجعاتها الفكرية لهذا المفهوم العظيم في الإسلام خلال الجزء الثاني من برنامج ''همومنا'' تساؤلات كبيرة ومهمة وشبهات تطرحها بعض التوجهات الفكرية حول مفهوم ''الولاء والبراء'' وكيفية الربط بينه وبين الأحداث المتعلقة بنصرة الأمم المسلمة لغيرها من الأمم المسلمة وهي في معاهدات مع غيرها من الأمم الكافرة، أو طلب النصرة من دول ''كافرة''.

استهل الشيخ الحميدي الحلقة بالرد على تلك التساؤلات مستعينا بالآية الكريمة في سورة الأنفال .. (والذين آمنوا ولم يهاجروا) أي لم يكونوا من جماعتكم ولم يكونوا من فئتكم) بقوا في أماكنهم التي بقوا فيها (ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين) أي عدا عليهم قوم كفار .. كشاهد دليل على جواز حفظ العهود والمواثيق مع الأمم غير المسلمة.

الشيخ الحميدي تطرق لعديد من الأمور المرتبطه بمفهوم الولاء والبراء فإليكم تفاصيل اللقاء:

#2#

## القرآن: تقديم «العهد» على «واجب النصرة»

في البداية علق الدكتور الحميدي على سؤال المدخل لمقدم البرنامج وهو''إذا كانت هناك معاهدة بين المسلمين في بلد من البلدان، وبين بلد من بلدان الأمم الكافرة ولكن هذه الأمة الكافرة اعتدت على بلد آخر من بلاد المسلمين، وهي مسألة تحدث عنها علماء والفقهاء من قديم الزمان .. السؤال هنا: كيف نستطيع أن نربط ما بين هذه المسألة والولاء والبراء؟ هل هناك تعارض بين النصرة لأمة غير مسلمة وبين أمة مسلمة تطلب النصرة منا لأنها اعتدى عليها من دولة كافرة؟

الشيخ الدكتور الحميدي: ''بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله ونشكره ونصلي ونسلم على خاتم رسله أما بعد.. لا شك أن المسلمين مأمورون أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يتناصروا فيما بينهم المسلم أخو المسلم يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''لا يسلمه ولا يخذله'' والله ـ عز وجل ـ يقول ''وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان''، واعتبر أن النجاة من الخسران منوطا بالعمل الصالح وقال ''إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر'' هذا أصل متفق عليه ومعمول به بين المسلمين منذ بُعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيستمر ـ إن شاء الله ـ هكذا إلى قيام الساعة.

ولكن لو حصل أن طائفة من المسلمين أو بلد من بلدان المسلمين اقتضت مصلحتهم وراء وليهم والقائم عليهم أن يعاهد أمة كافرة سواء كانت مشركة أو نصرانية أو يهودية عهدا تضع الحرب بينهم أوزارها ولا يعتدي هؤلاء على هؤلاء ولا هؤلاء على هؤلاء، وألا يقع بينهم اعتداء ونحو ذلك من أمور، فوقع وحصل أن هذه الأمة الكافرة أو الدولة الكافرة حاربت طائفة أخرى من المسلمين أو دولة أخرى ليس بينها وبينها عهد فطلب أؤلئك المسلمون من هؤلاء المسلمين المعاهدين لتلك الدولة الكافرة نصرتهم والقيام معهم.

وهنا المسألة.. إذ يظن الكثير من الناس - وأنا كنت قديما أظن ذلك أنها - تتصادم وتتعارض مع مفهوم الولاء والبراء وحقوق النصرة بين المسلمين.. والله ـ سبحانه وتعالى ـ في سورة الأنفال وكذلك وقع في سنة نبينا ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ دليل صرح يفسر هذه الآية يعطي حكما وحقا وجوازا للأمة المسلمة المعاهدة أن تحفظ عهدها وتقدمه على واجب النصرة لتلك الأمة المسلمة المعتدى عليها من قبل الدولة التي هي عاهدتها''.

وتابع يقول ''النص في سورة الأنفال والتي كما نعرف نزلت في أعقاب غزوة بدر، أي في أعقاب النصر المؤزر الظافر الذي نصر الله ـ جل وعلا ـ وهو القوي العزيز نبيه وأصحابه ''ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون''، فهم الآن في موضع منعة في موضع قوة وانكسرت قريش وذلت -أي كفار قريش - وذلوا وأصابهم ما أصابهم من المقتلة والحزن والهم فأمرهم في نزول ورياحهم في ذهاب، وقد هبت رياح التغيير عليهم ومع ذلك تنزل تعقيبات غزوة بدر في سورة الأنفال التي ختمت بآية الولاء والبراء وهي أحد أدلة الولاء والبراء وهي آية الأنفال هي من أدلة الولاء والبراء، واستثنى الله مسألة مراعاة العهد ذاته وقدمه على واجب النصرة اللي هو من المتعلقات بمسألة الولاء والبراء ومن مقتضياتها.

قال الله تعالى في خاتمة سورة الأنفال ''إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض'' أسس الله الولاية بين المؤمنين المهاجرين والأنصار ثم قال ''والذين آمنوا ولم يهاجروا'' لم يكونوا من جماعتكم ولم يكونوا من فئتكم بقوا فيما هم أماكنهم التي بقوا فيها ''ما لكم من ولايتهم شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين'' أي عدا عليهم قوم كفار.

وأضاف الشيخ الحميدي ''هذا هو الشاهد في مسألتنا وإن استنصروكم في الدين مسلمون استنصروا مسلمين آخرين لأنه اعتدى عليهم في دينهم من قبل أمة ودولة كافرة، فعليكم النصر أي عليكم واجب أن تنصروهم واستثنى ''إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق'' فإذا كان بين هؤلاء المسلمين وهؤلاء الكافرين المعتدين على إخوانهم المسلمين في بلد آخر عهد وميثاق بعدم الاعتداء فأمر الله واستثنى هذا الحالة ويقدم العهد ويقدم الميثاق ومراعاته وحفظه على واجب النصرة.

فلما نص الله عليها دل على أنها مسألة أولا مستثناه من الحكم في واجب النصرة، وثانيا وقطعا بالتالي هي لا تقدح في ولاء هؤلاء المسلمين المعاهدين لأولئك الأمة الكافرة لله ولا لرسوله ولا لدينه ولا لإخوانهم المسلمين في شيء بناء على حكم الله في تقديم العهد والميثاق على واجب النصرة.

#3#

## السنة النبوية: فضل الإيفاء بالعهود على النصرة

ثم طرح الشيخ الحميدي نص نبويا قال إنه حل إشكالا شخصيا بالنسبة له في فهم الآية الكريمة، ولكي لا يدخل أي تأويل للآية ولا يدخل عليها أي شبهة، كما أنه التفسير العملي والواقعي من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهذه الآية الكريمة ولنظائرها لأن سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيرته ـ عليه الصلاة والسلام ـ هي التفسير والتطبيق العملي للقرآن.. لأن القرآن الكريم كما يقول العلماء حمال وجوه ربما يطرقه التأويل ربما يطرقه سوء الفهم من القارئين، ربما تأتيه أمور كثيرة فتأتي السنة تفصل وتبين وتشرح، وربما تخصص مطلق القرآن وربما تعمم ما خصصه ونحو ذلك، فالسنة والسيرة النبوية قيمتها العلمية أنها هي التفسير والتطبيق العملي للنص القرآني وبالتالي تكون حجتها قوية وصريحة ولا يجادل فيها إلا مكابر أو منازع.

ثم قال'' أخرج الإمام مسلم في الصحيح (صحيح مسلم) معتبر عند أهل السنة كما نعلم وهو ثاني كتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة، حديث حذيفة بن اليمان بن حِسن العبسي، اليمان بن حِسن العبسي صحابي وابن حذيفة صحابي مشهور كانوا محالفين للأنصار وهم ليسوا منهم كانوا من بني عبس، لكن كانوا حلفاء للأنصار فأصبحوا منهم بحكم هذا الحلف ودخلوا وكانوا من الصحابة.

خرج حذيفة ووالده لبعض شأنهم فوقعوا أسيرين لدى قريش بعد هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة وقالوا قالت قريش لحذيفة ولليمان ولابنه آويتم الصباء عندكم الصباء يقصدون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه فنحن نأخذكم يعني عوضا عنهم أو رهنا عنهم ففاوضهم اليمان وحذيفة فاوض قريش على أن يطلقوا سراحيهما مقابل أن يعاهدا قريش ألا يحاربا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضدهم إذا خرجا إليهم، فوافقت قريش وعاهدتهما على ذلك فرجعا إلى المدينة فصارا الآن بين حذيفة بن اليمان وأبوه اليمان وهما صحابيان فاضلان من الأنصار ممن بايعوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيعة العقبة على النصرة ونصرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما هي أي نصرة ما يدخلها أي ريبة أو تردد أو شك ومن متعلقات وضرورات الإيمان الأساسية صار بينهم عهد مع قريش على عدم الحرب حتى مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إذا كانت الحرب إذا خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليهم''.

حصل بعد أشهر أن خرج النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأصحابه يرصدون عيرا لقريش فجمع الله بهم مع قريش في أرض بدر في اليوم العظيم المشهور وهو يوم بدر، وقبل أن نذكر الموقف الذي حصل أنبه إلى قيمة بدر في الإسلام هو يوم الفرقان كما سماه الله ـ جل وعلا ـ والذين شهدوا بدرا من الصحابة هم خيار المسلمين، وأصبحت كلمة البدر وأهل بدر علامة فارقة، وفي حديث البخاري أن جبريل نزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال ما تعدون أهل بدر فيكم قال هم خيار المسلمين قال كذلك ما شهد بدر من الملائكة أو كما قال فلما اقتربت المعركة أخبر اليمان وابنه حذيفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعهدهما مع قريش قالا نحن حصل منا كذا وكذا عهدا فأفتاهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفتوى التالية قال بالنص والحرف كما في الصحيح المسلم ''نفي لكما بعهدكما ونستعين الله عليهم فارجعا'' مع أن قريش محاربة في ذاك الوقت يعني قبل إسلامهم من أعظم القبائل حربا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت أذيتهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه خلال 13 عاما حرب وأذية عظيمة وشديدة.. والمسلمون كان عددهم قليلا جدا في حاجة إلى الرجل والرجلين.

مع ذلك أفتاهم النبي أن يبقيا على عهدهما ولا يخيسا بعهدهما مطلقا فرجعا ووقعت المعركة ونصر الله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه كما هو معلوم ومعروف، لكن في أحد شاركا لأن لم يكن عهدهما إلا إذا خرج النبي، أما إذا هم غزوهم في المدينة فينصرانه في ذلك، فالشاهد من هذا الكلام أن الآية فيها استثناء صريح وحديث حذيفة واضح الدلالة، وذلك ابن القيم ـ رحمه الله ـ وهو يعدد الدروس والمسائل الفقهية المستنبطة من غزوة بدر قال إذا عاهد بعض المسلمين وإمامهم قوما من الكفار ثم اعتدى هؤلاء الكفار على مسلمين آخرين مستضعفين فاستنصروا هؤلاء فلا ينصروهم وفاء بعهدهم كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا قول ابن القيم في الزاد ''زاد المعاد'' كما في السنة والسيرة النبوية قيمتها العلمية أنها هي التفسير والتطبيق العملي للنص القرآني، وبالتالي تكون حجتها قوية وصريحة ولا يجادل فيها إلا مكابر أو منازع.

فبالتالي تبقى القرارات والمعاهدات ولا يخيس مسلم بعهده.

ثم تابع الشيخ يقول ''أريد أن أضيف نقطة مهمة.. قدم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل أوفدته قريش رسول منهم برسالة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أبو رافع فلما وصل المدينة وقع الإسلام في قلبه وأسلم وقال للنبي ـ عليه الصلاة السلام ـ لا أريد أن أرجع للمشركين أريد أن أبقى معك قال لا نحن قوم لا نخيس بالعهد، ارجع فإن كان في قلبك الذي فيه الآن فعد بعد ذلك وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا.. لا نخيس بعهد ورجع إليهم مع كراهيته لذلك وإعلانه الإسلام واحتياجه لهم.. وفي رواية إنا لا نخيس بعهودنا ليعمم الحكم عليه وعلى عموم المسلمين.

#4#

وقال الدكتور الحميدي إن الأمر بات ظاهرا وواضحا، فعلى كل مسلم يسمع مثلا أو يبلغه قضية النصرة مهمة خاصة في الزمن الحاضر يعني تتناقل وسائل الإعلام مثلا ما يقع من عدوان على المسلمين في بلد من البلدان من خلال بعض الدول والمآسي، فربما توظف هذه المآسي من بعض التنظيمات وبعض الجماعات لحشد الأنصار من طوائف المسلمين وبلدانهم والمساعدات والأموال وكذا بداعي النصرة وبداعي كذا فيقع هذا تأثيره في النفوس فلا يراعي ربما كثير من الشباب الذين يستجيبون لهذه الدعوة وكثير من يخرجون إلى بعض هذه التجمعات هنا، وهنا لا ينتبهون إلى أن ربما إمامهم في بلدهم أو حاكمهم في إقليمهم له عهد مع تلك الدولة بعدم الاعتداء والحكم الشرعي إنا لا نخيس بالعهد، والحكم الشرعي فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والحكم الشرعي ''نفي لهما بعهدهما ونستعين الله عليهم''، فإذا تدارسنا هذا الدليل واستوعبناه صار عندنا فقه في المسألة، حيث لا تغلب العاطفة فيخيس المسلمون بعهودهم أو يخفروا ذمم وعهود ولاة أمرهم بداعي أنهم خذلوا المسلمين ولم ينصروهم.

## التكفير والحاكم وعلاقتهما بالولاء والبراء

عاد مقدم البرنامج ليطرح شبهة تقول: ''يقول البعض إن القضية هنا قضية المضطهدين من المسلمين، فإذا اضطهدوا واعتدي عليهم وأكل مالهم واعتدى على عرضهم من قبل كفار كان بينهم وبين إمام مسلم ميثاق، وهذا الإمام لديه في تصورهم مثالب حول الولاء والبراء، مما يخرجه من الإسلام، ولذلك يقولون إن هذا الميثاق الذي بينه وبينهم ساقط .. كيف ترد على هذه المسألة؟

الحميدي: القضية لها جوانب مختلفة.. وأنت فتحت موضوع التكفير ومتعلقاته ولوازمه والتكفير ليس كلمة عابرة تقال وليس حكما من حقي ومن حقك ومن حق أي شخص أن يطلقه على أي مسلم عرف إسلامه بيقين ولو ظهر من أفعاله ما ربما يقع في ذهنك أنه مناقض لبعض أصول الدين مثلا أو بعض الأحكام التي لا تحتمل النقض في الشريعة وفي الإسلام، لأن التكفير هو في الحقيقة قبل أن يكون حكما على فعل الإنسان وعمله هو حكم على باطنه، فعندما يكفر شخصُ هو في الحقيقة حكم على باطنه وعلى داخله أنه في داخله وفي قلبه كره الإسلام كفر بالله خرج من الملة، أصبح من أهل النار وهذا حكم غيبي، حكم غيبي ليس لأحد حق هو حق الله ـ سبحانه وتعالى ـ وللنبي ، صلى الله عليه وسلم ـ إذا أوحي إليه بوحي معين يبلغه أما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتعامل مع الناس التعامل الشرعي والحكم الشرعي.

وحتى لا يكون الكلام نظريا بحتا أسوق خبرا وقصة وقعت وأخرجه البخاري في الصحيح وهي قصة ذي خويصل التميمي الذي كان رأس الخوارج الأولين، حديث أبي سعيد الخدري في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قسم عطاء أتاه من اليمن من علي بن أبي طالب أرسل إليه بذهيبة فقسمها بين أربعة رجال رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باجتهاده باعتباره حاكما وإماما للمسلمين أن هؤلاء الأربعة يتألفون بهذا المال ولم يعطِ البقية، اجتهد في ذلك وله الحق في ذلك لمراعاة مصلحة معينة رآها، فقال رجل كما وصفه أبو سعيد الخدري فقام رجل غائر العينين ناشز الوجنتين ناتئ الجبهة مشمر الإزار محلوق الرأس وهو بو خويصل التميمي رأس الخوارج: يا محمد، يخاطب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكما تعرف لم يخاطب أحدا من الصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلفظ يا محمد ما يرد يقول له إلا يا نبي الله يا رسول الله بغاية اللطف والأدب معاه يا محمد ما تقال له هكذا كأنه يعني شخصا عاديا من عامة الناس قال يا محمد اعدل فإنك لم تعدل، هذا تخوين للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولو أُخذ به لكان هذا تكفيرا له، لأنه أطلق عدم العدل والخيانة على أمين أهل السماء وأمين أهل الأرض وهو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغضب عليه الصلاة والسلام وتمعر وجهه، وقال: ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل ألا تأمنوني في قليل من المال قسمته وأنا أمين مَن في السماء يعني رب العالمين يأتيني الوحي صباح مساء أأمنتوني في الدين والبلاغ عن الله والأخبار الغيبية عن الآخرة، ولا تأمني في دنانير أقسمها رأيت مصلحة في قسمتها ولو كان لي غرض فيها لأخذتها لنفسي ما أعطيتها أحدا أصلا أو أعطيتها بعض قرابتي أو أعطيتها بعض زوجاتي أو أعطيتها بعض وجوه العرب أتألفهم بها فغضب خالد بن الوليد تبعا لغضب النبي عليه الصلاة والسلام ورأى في كلام هذا الرجل تخوينا للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومن موجبات الردة وسل سيفه خالد، وسيف خالد ماض بلا شك، وقال يا رسول الله دعني أضرب عنقه باعتبار يعني استوجب عنده القتل باعتبار كفره وردته وتخوينه لرسول الله عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام دعه رد قتله قال دعه ثم علل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك يعني في فهمي أنا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رد تكفير خالد الذي بنى عليه الرغبة في قتله قال دعه لعله أن يصلي وهنا موقف مهم جدا علمي من النبي عليه الصلاة السلام مؤيد بالوحي يأتيه الوحي ويخبره هذا منافق وهذا ما هو منافق يأتيه الوحي من الله يخبره هذا مؤمن حق ولا وحي إلا من الله الذي يعلم السرائر والضمائر لكن هنا لم يخبر بخبر يتعلق بهذا الشخص في ذاته وإنما أعطى قاعدة يحتاج إليها المسلمون بعد إلى اليوم وإلى ما شاء الله لعله أن يصلي، ومعنى لعله أن يصلي أن الصلاة هي فارقة فمن أقام الصلاة أو احتمل أنه يصلي لأن العبارة ما تشر باليقين إنه يصلي فهو معصوم الدم ولا يقتل ولو صدر منه ما ترى أنت أنه يستوجب ذلك كأن يقول للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعدل فإنك لم تعدل فضلا عن أشياء مثل هذه المعاهدات هي عندي أقل بكثير من تخوين النبي عليه الصلاة والسلام لعله أن يصلي.. خالد ـ رضي الله عنه ـ لشدة غضبه وعدم استيعابه أن ينطق بهذا التخوين للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال يا رسول الله وكم من مصل لست في قلبه.. في منافقين يصلون هكذا ظاهرا وليس في قلوبهم، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا فماذا قال عليه السلام؟ أعطى قاعدة أخرى أنت تتعامل بالظاهر وما يظهر لك ومالك ومال السرائر لأنها من حكم علام الغيوب قال إني لم أؤمر وفي رواية خارج الصحيح وأظنها في مسلم أني لم أؤمر فيما أوحي إلي أن أنقب عن صدور الناس أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أن أشق عن صدورهم أنا آخذ بالظاهر ولو كان الظاهر مظنونا وليس مقطوعا به لعله يصلي.

#5#

التكفير .. أنت حكمت على باطن الإنسان خلاص أنه من أهل النار هل عندك بيان من الله نزل عليك صك بأسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار أما القول أنه عاهد الكفار وناصر الكفار تكلمنا في حلقة سابقة ونتكلم اليوم أنه من حق المسلمين ومن حق إمام المسلمين إذا رأى المصلحة ولو حتى بغلبة الظن لأنه لا يقطع في كثير من القضايا يعمل بها بدلالة اليقين والقطع لأن لو اشترطنا اليقين التام في تحقق المصلحة لما قمنا بأي معاهدة ولا حتى البيع والشراء العادي، وإنما يكتفى بغلبة الظن، إن مصلحته ومصلحة من تحت ولايته أن يعاهد هؤلاء الكفار ليكتفي شرهم عهدا مفتوحا عهدا مقيدا عهدا بمال عهدا كما فصلناه في حلقة سابقة.

ثم تابع الدكتور الحميدي''بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سرية إلى حركات من جهينة وكان فيهم أسامة بن زيد .. كان شابا في حدود الـ 17 من عمره أو قريب منها يعني يغلب عليه الحماس ككثير من شبابنا اليوم الحماس والقوة والجهاد وقتال الكفار أكثر ربما من الروية والحكمة وتنزيل الأحكام الشرعية منازلها، ولو خالفت غيظا في نفسه فالتقوا مع الكفار الذين بعثهم نبينا من جهة الحرقات من جهينة واقتتلوا يقول أسامة وكان في المشركين رجل أبلغ في المسلمين الجراح وقتل فلانا وفلانا وعدد قتل جماعة من الصحابة هذا المشرك، وأبلغ فيهم حتى يعني أغاظ أسامة غيظا شديدا قال فقصدته أنا ورجل من الأنصار وفي رواية في صحيح مسلم فقصدته أنا ورجل وشيخ من الأنصار إذا فرق الآن بين الشاب وبين الشيخ في التصرف وكلاهما في المعركة والمعركة يعني ربما يعني اتخاذ قرار فيها يكون غير منضبط نظرا لاحتدام القتال.. فلما وصلنا إليه وعلوته بسيفي وعلاه الأنصاري برمحه قال لا إله إلا الله قال فكف عنه الأنصاري وطعنته بالسيف لأنه غلب على ظن أسامة يعني قتل نصف الجيش، والآن يأتي يقول لا إله إلا الله أكيد قالها ليحتمي من القتل تعوذا كما برر أسامة ذلك .. فلما رجعوا أخبروا النبي - عليه الصلاة والسلام - قال يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله، قال يا رسول الله إنه قتل فلانا وفلانا كما يقول الشباب اليوم قتلوا المسلمين وفعلوا كذا، طيب في عهود في مواثيق في أشياء في أسباب يجب أن تراعى سواء قال لا إله إلا الله أو بينكم عهد وميثاق يراعى ولا يقدم على ما أحفظك أو أغاظك من قتل المسلمين

المقدم لا يقدم على الحكم الشرعي .. قال هل شققت عن قلبه لتعلم قالها تعوذا أو حقا وصدقا فما زال يكرر عليه كيف تصنع بـ (لا إله إلا الله) إذا جاءتك يوم القيامة حتى قال أسامة وددت أني لم أسلم إلا ذلك اليوم، ولم أكن شهدت هذه المعركة وحصل مني هذا الموقف لشدة ما عظم عليه النبي - عليه الصلاة والسلام - هذا الفعل.

وتابع الحميدي ''قصة المقداد بن الأسود وهي مثلها في الدليل، استفتى المقداد النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال يا رسول الله أرأيت إذا التقيت أنا ورجل من المشركين فاقتتلنا فضربني بالسيف فقطع يدي ثم لاذ مني بشجرة فلما علوته بسيفي قال لا إله إلا الله .. قال أأقتله؟ قال لا تقتله، قال إنه قطع يدي، قال لا تقتله فإنك إن قتلته فإنك بمنزلته، وإنك إن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله''.

ما الدرس الذي نريد أن نستفيده ويستفيده كل من يسمعنا الآن من الشباب بالذات؟.. كل مسلم يتأثر عندما يرى عدوانا على هذا البلد المسلم أو ذاك .. وإذا ما تأثر يعني ما يكون ربما إنسان فضلا عن أن يكون مسلما يتأثر ويأخذه الغيظ والحرق لكن يبقى الحكم الشرعي في مجاله في رويته وفي حدوده فهذه يعني ما عذر النبي أسامة في قتله بعد أن قال لا إله إلا الله لأن العصمة حصلت له ولا أغفل القرآن العهد حتى في حالة اعتدى أؤلئك الكفار على طائفة أخرى من المسلمين إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق فيجب أن تعطى العهود حقوقها وتراعى ويصبر على الأذى ويدعى للمسلمين ويبحث عن طرق أخرى لا تخيس بالعهود ولا تنقضها لإعانة المسلمين ونصرتهم.

المقدم يجب أن تنضبط العاطفة والحماس لدى الشباب بالحكم الشرعي .. وإلا تقع مشكلة.

## الجهاد والخروج .. ومسألة التكفير

قال الدكتور الحميدي إن مسألة التكفير وخصوصا تكفير الحاكم مرتبطة بالولاء والبراء، لأن ولي الأمر أو الحاكم المسلم علقت به أحكام شرعية كثيرة يعني أمر السلم والحرب والمعاهدات والمواثيق، ومن يعادى ومن لا يعادى ومن يدخل بلد المسلمين ومن لا يدخل كلها متعلقة بحقوق ولي الأمر ومعاهداته فإذا أسقط باسم التكفير أو نقض الولاء والبراء مع أنه ربما يمارس حكما شرعيا صحيحا لا ينقض أصل الولاء والبراء كالأحكام التي نتكلم عنها سابقا ونتكلم عنها الآن فإذا أسقط بموجب هذا التكفير ألغيت كل هذه الأحكام تبعا لذلك فسهل إقناع هذا الشاب والمتحمس المغتاظ من الكفار إلى أن يهجر بلد إمامه وجماعة المسلمين في بلده يعني إلى التنظيمات هنا وهناك ربما يعني لا يجد عنهم ما تصوره من نصرة أو من حق أو من دفع باطل أو حتى من دفع الكفار.

ثم إذا خرج يفاجأ بأمور كثيرة جدا كما أخبرنا كثير من الشباب غير ما كان يتصوره ويظنه ويتوقعه. أنا أريد أن أشير إلى قضية لعل من يسمعنا خصوصا الشباب قضية مهمة جدا.

كثير ممن يدعون إلى أمور الجهاد بصرف النظر عن نياتهم، الله أعلم بنيات الخلائق والعباد، ومن يستخدمون هناك تيار فكري هو قديم، لكن تجدد يسمونه في علم الدراسات وعلم البحوث ''الغنوصية''، وممكن نترك كلمة الغنوصية هو نوع من إخفاء الأهداف الحقيقية إلى أمد وإلى حين، واستخدام مساحة مشتركة كعاطفة دينية كرفع راية دفع الكفار ومجاهدتهم ونصرة المسلمين.

وهي أمور تروج باستخدام إما التكفير لحكام المسلمين في هذا البلد أو ذاك أو إضعاف ولائهم للدين أو انشغالهم بدنياهم أو ملاذهم وشهواتهم لإقناع هذا الشاب وذاك والثاني والثالث إلى التحلل من البيعة لإمامه وهجر أرضه وبلده والالتحاق بهم ثم إذا صار في تلك التجمعات ربما تظهر له الأهداف الحقيقية التي ربما ليس لنصرة من وظفت قضيتهم كمغناطيس للجذب نصيب منها في شيء ربما حتى تجر عليهم كوارث أكثر من ذلك، فتقع هنا متاهة عظيمة وكارثة كبيرة.

الجهاد لا يقوم به إلا إمام متمكن مجتمعة عليه الكلمة، عنده المكنة وعنده القوة على أن يكسر ما يعاديه من الكفار، ويظهر عليهم وإلا سالمه ودعا للسلم وسأذكر آية من القرآن يصدقها حديث نبوي من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي عظيمة وكبيرة قال الله تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) قال أهل التفسير مهما جنح أعداؤكم من الكفار إلى المسالمة والموادعة فاجنحوا لها سواء كنتم متمكنين وأقوياء وعندكم القدرة على دفعهم وقتالهم أو كنتم في حال خوف وقلة وضعف مهما جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، هذه الآية جاءت في سورة الأنفال أيضا في الترتيب القرآني بعد آية القوة ورباط الخيل المشهورة وهو قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم) آية العزة والقوة هذه بعدها مباشرة قال (وإن جنحوا) حتى مع إعداد العدة حتى مع وجود رباط الخيل حتى مع وجود رهبة أعدائكم منكم وإن جنحوا للسلم أي مهما جنحوا للسلم فاجنح لهم وتوكل على الله.

وزاد الدكتور الحميدي ''ثم حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح وأخرجه الطبراني وأبو يعلى في المسند بأسانيد كثيرة جميل جدا وقاعدة وأسلوب الخطاب من النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أسلوب للمستقبل يخاطب الأمة للقادم وهو رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ خاتم الأنبياء يعلم أنه ستستجد على المسلمين ظروف وأحوال يضعفون في بلد من البلدان، يضعفون في جهة من الجهات يكثر عليهم أعداؤهم يحتاجون إلى المسالمة والحديث العجيب الذي يرويه علي بن أبي طالب، وهو يعني حصلت له في خلافته يعني أمور ومشكلات وقتال فتنة حصل له يعني تأسف هو نفسه كما نقل عنه من وقوع كثير منهم يقول علي بن أبي طالب قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يا علي إنها ستكون فتن إنها ستكون فتن وأمور تنكرونها) يعني القادم تتغير الأمور وتأتي فتن في الشبهات فتن في الشهوات فتن في القلة فتن في الضعف فتن في الفقر فتن في الجهل كثيرة جدا (وأمور تنكرونها قلت فما تأمرني قال مهما كانت السلم فافعل)، مهما وجدت المجال للمسالمة والموادعة ودفع الكفار بأي وسيلة غير القتال مهما أمكن ذلك لا تجعل القتال إلا في يعني كما يقال آخر الدواء الكي.

مهما كانت السلم فافعل هذا توجيه عظيم والحديث هذا ساقه ابن كثير في تفسير عند تفسير هذه الآية وإن جنحوا للسلم فاجنح لتكون قاعدة، فإذا إمام المسلمين في بلد من البلدان أو إقليم أو المسلمون إذا رأوا من مصلحتهم أن يسالموا هؤلاء ويعاهدوا هؤلاء ويكتفوا شرهم خيراً من أن يدخلوا في حروب طاحنة

قد تضعف المسلمين ولربما تبيد آلافاً مؤلفة منهم دون أن تحقق مصلحة لهم بل تتعين فيها المفسدة والمفسدة الكبرى أيضا.

مسألة عقد الذمة والأمان وعلاقتها بالولاء والبراء هي الأخرى من المسائل التي يتشابه على الكثير من الناس التوفيق بينهما، وهي المحور الأساسي للجزء الثالث من حلقة همومنا على القناة السعودية الأولى في الأسبوع المقبل.

الأكثر قراءة