المخاوف من تباطؤ الانتعاش الاقتصادي تكبح جماح المخاطرة
حدث تحول مقلق في نشاط المصانع الأمريكية، وهذا أشعل فتيل موجة من عمليات البيع عند نهاية الأسبوع، وهي موجة اندفعت أكثر من ذي قبل بفعل القرار المفاجئ بتقليص المعدلات المتوقعة في آفاق النمو في منطقة اليورو.
تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية بنسبة 1 في المائة. وأقفل مؤشر يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بهبوط مقداره 0.7 في المائة، وتراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 0.4 في المائة، بعد أن هبط بنسبة 1.1 في المائة عند أدنى مستوياته أثناء اليوم.
كما استمرت العوائد على السندات الحكومية في تراجعها التاريخي، حيث هبطت سندات الخزانة الألمانية إلى أرقام قياسية متدنية جديدة.
من جانب آخر تراجعت عمليات البيع قليلا في الموجودات الخطرة أثناء دخول عطلة نهاية الأسبوع. وقد توقفت حركة الهبوط في العوائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية، وتراجع سعر الذهب.
بعد صدور البيانات الرديئة حول طلبات العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة، وبعد أن أدى التراجع في نشاط المصانع إلى إشعال فتيل عمليات بيع يوم الخميس، لم يقدم المسؤولون مساعدة تذكر لتحسين المزاج العام للأسواق. استمرت الأسهم اليابانية في هبوطها مع تراجع لحديث عن صفقة للتحفيز الاقتصادي. وهبط مؤشر نيكاي 225 بنسبة 2 في المائة تقريبا، حيث اقترب بصورة كبيرة من الرقم القياسي الأدنى الجديد لهذا العام.
تراجعت الأسهم الآسيوية بنسبة 1.3 في المائة. وتشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء الياباني لم يكن يعقد محادثات بشأن برنامج للتحفيز، وأن أي خطة من هذا القبيل ستركز على الأهداف طويلة الأجل، مثل التكنولوجيا الصديقة للبيئة. معنى ذلك أن هناك حقنا سريعا للسيولة.
تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.7 في المائة، وتراجع مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 0.4 في المائة. لكن مؤشر شنغهاي لا يزال أدنى بنسبة 15 في المائة عن معدل الذروة الذي سجله في عام 2010.
وفي أستراليا تراجع المؤشر بنسبة 1.1 في المائة. وتراجعت أسهم شركتي التعدين BHPBilliton و Rio Tinto بعد ظهور تقرير يفيد بأن المشروع المشترك للإنتاج بين الشركتين ربما لا تسمح به الأجهزة التنظيمية. كما أن رئيسة الوزراء جوليا جيلارد وعدت بتمديد ضريبة الموارد المثيرة للجدل.
في بريطانيا سجل مؤشر فاينانشيال تايمز 100 أداء جيداً من الناحية النسبية، وذلك بفضل الاندفاع في أسهم دانا بتروليوم بنسبة 6.1 في المائة وشركة بي جروب بنسبة 6 في المائة. لكن معظم أسهم الشركات الأخرى كان نصيبها التراجع. وقد هبط المؤشر بنسبة 0.3 في المائة، إلى أدنى مستوى له منذ 23 تموز (يوليو).
في ألمانيا تراجع مؤشر داكس بنسبة 1.2 في المائة. وكانت أكثر الشركات تأثرا هي شركات صناعة السيارات، بما فيها شركة BMW. كما أن الحكومة الفرنسية قلصت توقعاتها لآفاق النمو للسنة المقبلة لتصل إلى 2 في المائة. وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.3 في المائة.
استمرت سوق سندات الخزانة الألمانية بالتراجع. لكن العوائد على تلك السندات أخذت تدخل في منطقة الأرقام القياسية المتدنية. فقد تراجع العائد على سندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار أربع نقاط أساس ليصل إلى 2.26 في المائة، وتراجع العائد على السندات لأجل 30 سنة بنسبة ثماني نقاط أساس ليصل إلى 2.88 في المائة.
قال جافين نولان، نائب الرئيس لأبحاث الائتمان لدى مؤسسة ماركِت Markit: "المزاج العام الإيجابي بخصوص السندات بسبب المزاد الناجح يوم الثلاثاء يبدو أنه في حالة تراجع". وقال إن الأنظار ستكون مركزة على مزاد السندات البرتغالية في الأسبوع المقبل.
سجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات رقماً قياسياً جديداً نحو الأدنى، وهو أدنى مستوى له منذ 16 شهراً، ليصل إلى 2.55 في المائة، لكن العائد ارتفع بنسبة أربع نقاط أساس ليصل إلى 2.61 في وقت تأخر من جلسة التعاملات. وتعدل وضع السندات لأجل 30 سنة نوعاً ما، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها منذ 16 شهراً عند 3.62 في المائة، ثم ارتفع العائد بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 3.66 في المائة.
ربما يتراجع الضغط على الشراء إلى حد ما بفعل مزاد السندات المزمع عقده لبيع ما قيمته 100 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية في الأسبوع المقبل, وقد اشترى البنك المركزي الأمريكي هذا الأسبوع سندات بقيمة ستة مليارات دولار كجزء من توسعة "التسهيل الكمي". لكن من جانب آخر علينا ألا ننسى أن ألمانيا كذلك طرحت في المزاد سندات لأجل عشر سنوات في وقت مبكر من هذا الأسبوع، لكن هذا لم يفعل شيئاً يذكر لإبقاء العوائد بمنجاة من التراجع.