«تاتا» الهندية تستهدف السوق الصينية في إطار حملتها العالمية

«تاتا» الهندية تستهدف السوق الصينية  في إطار حملتها العالمية

تتطلع الشركات الهندية للتوسع في الخارج: ليس فقط غرباً، بل شرقا أيضاً إلى الصين، سوق الفرص المحلية الهائلة. وإحدى تلك الشركات هي مجموعة تاتا للخدمات الاستشارية التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهي شركة توظف نحو 160 ألف شخص في 42 دولة.
ويقول جيريجا باندي، رئيس شركة تاتا الاستشارية لمنطقة آسيا والباسفيك: ''لقد حققت نتائج في الصين بحيث إن الشركات المتعددة الجنسيات تستخدم الشركات الهندية وشركات تكنولوجيا المعلومات، خاصة الممتازة منها بشكل جيد. وما يريدون معرفته هو ما إذا كنا في الصين، وإذا كنا نملك المقدرة على إدارة أعمالهم في الصين.''
وأخبر باندي الأستاذ أنيل جوبتا من إنسياد في مقابلة مع مجلة إنسياد نوليج: ''تزدهر سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات مع كل من هذين الاقتصادين فالصين سوق مجزأة تضم كثيرا من اللاعبين الصغار؛ فيما تضم الهند عدداً أكبر من الشركات العالمية الكبرى- هذا هو الاختلاف بينهما إلا أن كليهما ينمو بشكل سريع جدا.'' ولدى شركة تاتا استراتيجية من ثلاث شعب لتوسيع أعمالها في الصين. أولا، تهدف إلى خدمة الزبائن من الشركات المتعددة الجنسيات التي وسعت أعمالها في الصين وتحتاج إلى الدعم. ثانيا، توفر قاعدة مصادر لتقديم الخدمات لأسواق شرق آسيا مثل اليابان وكوريا وتايوان. وثالثا، تأمل الاستفادة من الطلب على خدمات وحلول تكنولوجيا المعلومات.
إلا أن باندي يشير إلى أن هناك بعض الأمور التي يجب وضعها بعين الاعتبار عند ممارسة الأعمال في الصين، ففيما يتعلق بالموظفين، فإن نحو 94 في المائة من موظفيها في الصين، البالغ عددهم 1.100، هم صينيون، بقيادة رئيس قسم صيني. ويضيف أنه يتم أيضاً منح اللغة الاهتمام اللازم فحين تقوم شركة تاتا بحملة عالمية لشركة متعددة الجنسيات كبيرة هناك، قد يتم التعامل مع عدة لغات آسيوية مثل الماندرين، الكانتونية ،الكورية، اليابانية ،التايلاندية، والإندونيسية.
وهو يقول إن هذا مختلف بالنسبة للهند. ''لا يمكن نقل العمليات إلى الهند. لذا فإن ما نقوم به بفعالية هو أن الدول الناطقة باللغة الإنجليزية تنقل العمليات إلى الهند في المراكز المنخفضة التكلفة، ويتم نقل هذه اللغات إلى الصين- ولهذا دور مهم للغاية حين نروج عالميا للشركات المتعددة الجنسيات التي تعمل في جميع تلك الدول.''
ولكن خارج الصين، يوضح باندي أن نقل ''تاتا'' إلى المرحلة التالية من التوسع يشمل إعادة الهيكلة من الداخل. ''التحديات التي تنتظرنا هي حين الحصول على المواهب ودمج الكفاءات العالمية في الشركة، خاصة على مستوى الإدارة العليا- كيف نوفر لهم الدوافع بأنهم في شركة عالمية وليس في شركة هندية كبيرة... والخبر الجيد بالنسبة لنا هو أن مجموعة تاتا بحد ذاتها تتجه نحو العالمية: يأتي ثلثا عائدات الدخل لشركة تاتا، البالغة 60 مليون دولار، من الخارج، ربما من خلال عمليات الاستحواذ أو من خلال النمو. لدينا الشركة الأم التي بدأت بالفعل التوسع نحو العالمية.''
ويضيف أن إحدى أهم الاستراتيجيات للتقدم للأمام هي كيفية تحقيق ''النمو غير الخطي''، من خلال حقوق الملكية الفكرية وإيرادات الترخيص والحوسبة السحابية وفرص أخرى.
''البصمة العالمية، ورأس المال العالمي، والمواهب العالمية ــ هذه هي الأشياء الثلاثة التي تحتاج إليها أي شركة تريد أن تصف نفسها بأنها شركة عالمية حقا.''

• تمت كتابة هذا المقال من قبل كارين تشو بناء على مقابلة خاصة بمجلة ''إنسياد نوليج''.

الأكثر قراءة