الأحد, 1 يونِيو 2025 | 4 ذو الحِجّةِ 1446


«يا وابور قولي رايح على فين» «الله يذكر أيامك بالخير .. يا أبو مطير*»

في 16/12/2009 طالعتنا الصحف بشقيها الورقية والإلكترونية بخبر احتراق مقطورة قطار بضائع نتيجة اصطدامه بقطار آخر في مدخل محطة حرض على خط سكة الدمام الرياض، وأصيب في الحادث قائد القطار ومساعده، وتضررت سبع عربات وقلنا قدر ولطف.
وفي 26/01/2010 تعرض قطار الركاب المتجه من الرياض إلى الدمام إلى جنوح قاطرته وثلاث عربات، ما تسبب في إصابة قائد القطار ومساعده وذلك على مسافة 77 كم من الرياض، وفي منطقة صحراوية، ما اضطر الركاب للبقاء ثلاث ساعات إلى أن تم توفير قطار قادم من الأحساء وباصات لنقل الركاب العالقين، هذا عدا اصطدام قطار الدمام العتيد بالجمال وأحيانا بالشاحنات، وما واجهه من سفي الرمال المتحركة الغاشمة لأطنان منها على وجه قضباننا المسكينة.
وأخيراً ـــ إن شاء الله ـــ وآخرا في فجر السبت الماضي 21/08/2010 تسبب عطل في المحولات الحديدية على طريق سكة الحديد في انقلاب وجنوح تسع عربات من اثنتي عشرة عربة، كما نقلت الصحف لقطار بضائع محمل بالشعير، وكان متجهاً للرياض، وبحمد الله لم تسجل إصابات.
وبعد كل حادث يصرح لنا مسؤول من السكة الحديدية شارحاً كيفية حصول الحادث، وآخرها ما خرج به أبو زيد واصفاً الحادث الأخير، ومشيراً إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى مشاكل بانعكاس المحولات الحديدية (لا جزاها الله خيراً هذه المحولات)، وانتهى الأمر، وكم كان ودي أن يتم إحالة هذه المحولات الحديدية للتحقيق.
وأقول إنني عجزت وشل تفكيري عندما فكرت في ماذا سيحدث لو كان لدينا شبكة طويلة عريضة من خطوط السكك الحديدية؟ وأقول كأننا يا أبا زيد ما غزينا (أو كأننا يا أبا زيد لا رحنا ولا جينا) منذ ستين عاماً، وهو أقل عمراً لسكتنا العتيدة التي سبق، وتولى زمامها أربعة وزراء على ما أعتقد حتى شبهها الناس كأنها جامعة لتخرجهم.
ورجعت أردد كلمات أحمد رامي التي رددها الموسيقار محمد عبد الوهاب،
يا وابور قولي رايح على فين ـ هذا الوابور وابور الصعيد الذي نسمع دائماً عن حوادثه واحتراقه، ونسمع أيضا عن قصصه الطريفة، حيث ينتظره عييايرة، وعكاريت مصر، إخواننا التجار القادمون من الصعيد من محطة قطار صعيد مصر، ويبيعون عليهم الأهرامات، وكوبري عباس، ومجمع ميدان التحرير. حيث سمعنا عن التاجر الصعيدي الذي اشترى كوبري عباس (والذي كان من المصادفة المضحكة، المبكية أن اسمه عباس) من أحد العيارين ثم جلس ينتظر قبض الأتاوة على كل سيارة تمر فيه ذهاباً وإياباً، وأخيرا انتهى به الأمر إما إلى السجن أو إلى العباسية؟؟!!
أما أهل الشرقية (شرقية مصر الزقازيق) فلشدة كرمهم فقد احتفلوا بوصول أول قطار لمحافظتهم، وعملوا له أكبر وليمة في تاريخ المحافظة وأكل منها القطار حتى شبع، هكذا قالوا لنا أهل المنوفية.
وأشكر الأخ أبو عبد اللطيف الشبيكي لمشاركته لي في كتابة هذا الموضوع إما إلى السجن أو إلى العباسية؟؟!!
وسلامتكم، وإلى اللقاء.

*أبو مطير أول قاطع تذاكر مراقب (كمساري) كما اعتقد عمل بسكة حديد الدمام الرياض ولا أذكر اسمه كاملا، فيا ليت من يذكره.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي