برنامج «الخليج للتنمية» يمول المشاريع الصغيرة في سورية
شهدت سورية إطلاق مصرف الإبداع للتمويل الصغير، ليكون بذلك خامس بنوك برنامج الخليج العربي للتنمية الهادفة إلى مكافحة الفقر والبطالة في عدد من الدول العربية والإفريقية، وتأتي الخطوة بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة التي هدفت إلى ضمان تقديم جميع الخدمات البنكية وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر ذات الدخل المنخفض والمحدود وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن شعار تجسد عبر شراكات كاملة مع القطاع الخاص والحكومي، وتم إطلاق البنك بحضور ناصر القحطاني ممثل برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، وحسن الجابري رئيس مجلس إدارة المصرف، ومعتز الصواف ممثلاً عن شركة معمار للاستثمار- نائب رئيس مجلس الإدارة، ومجاهد عبد الله ممثل الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشاريع، إضافة إلى عدد من الإعلاميين.
وتحدث القحطاني عند افتتاح المصرف عن الخدمات المتميزة التي يقدمها المصرف وسعيه إلى أن يصبح مؤسسة مالية مستدامة ذات مكانة منافسة في السوق المحلية، إذ سيسعى إلى الانتشار في المحافظات السورية بمناطقها كافة من خلال 40 فرعاً و407 آلاف قرض، توزع خلال السنوات الخمس المقبلة، وسيبني المصرف استراتيجية تسويق فعالة، كما سيعتمد على كوادر سورية يتم تأهيلها، وأنظمة مالية متطورة قادرة على جذب مصادر التمويل، وأضاف القحطاني: الحجم المتوقع لسوق التمويل المتناهي الصغر يراوح بين مليون إلى مليون و200 ألف مقترض، حيث المغطى من السوق لا احتياجات الأسر ما يوفر أكثر من 500 فرصة عمل.
من جانبه، بين الجابري سعي المصرف إلى تحقيق أهدافه عبر معايير العمل الجماعي والصدق والأمانة بأسعار المنتجات وتوفيرها لكل المحتاجين، وأن يكون عضواً فاعلاً في التمويل الأصغر على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية من خلال التزامه بتحسن أوضاع الأسر الفقيرة، وتقديم أنواع مختلفة من الضمانات والمنتجات والآلية المتبعة لإيصالها إلى العملاء بما يعكس أفضل ما توصلت إليه الدراسات العالمية في أساليب تقديم الخدمات المالية للفقراء.
فيما أشار معتز الصواف - نائب رئيس مجلس الإدارة إلى أن فروع المصرف ستوزع في المحافظات مع الأخذ في الحسبان مختلف احتياجات هذه المحافظات على اعتبار أنه يبدأ ضمن خطة محكمة من 2011-2015 بأربعة فروع في دمشق وريفها وصولاً إلى 15 فرعاً في عام 2015.. كما أوضح الصواف التزام المصرف بهدفه الاجتماعي الأساسي بخدمة المحتاجين في الأرياف والمناطق النائية، إضافة إلى التزامه بالاستفادة من موارده المالية والبشرية وصولاً إلى أفضل النتائج والخدمات بأقل التكاليف.
يشار إلى أنّ الأولوية في خدمات المصرف تنصب على استهدافه النساء والشباب، بمساهمة من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة (الأجفند) وهيئة التشغيل بنسبة 25 في المائة، والباقي مساهمة القطاع الخاص. وأكد مجاهد عبد الله ممثل الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشاريع أن المصرف حظي بدعم من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، وأن خطة المصرف تنطلق من عدة مزايا تفضيلية استثنائية وخدمات مالية شاملة كالإقراض والادخار، على الطريقتين التقليدية والإسلامية ويغطي جميع احتياجات السوق السورية، إضافة إلى وجود شركاء استراتيجيين لديهم الخبرة الكافية.
الجدير بالذكر أن مصطلح التمويل الأصغر لم يعد محصورا في تقديم الخدمات المالية إلى الفئات الفقيرة فقط، بل بات اليوم أكثر شمولاً فهو يشير كذلك إلى خدمات تقديم الائتمان والادخار والتأمين والتدريب والخدمات الاستثمارية، واليوم وبعد الكثير من الجهود المضنية في سبيل التغلب على ما تعانيه المجتمعات في الكثير من دول العالم من مشكلات وخاصة مشكلتي الفقر والبطالة، أصبحت القناعة أكيدة لدى صانعي السياسة الاقتصادية والاجتماعية بضرورة اتباع نهج التشغيل الذاتي، وذلك من خلال تمكين الفئات المستهدفة ببرامج التصحيح الاقتصادي من إنشاء مشاريع متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة، كاتجاه رئيس نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكآلية فاعلة في التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة.