السمبوسة .. أكلة هندية جلبها الحضارم من مومباي إلى الحجاز قبل 100 عام
أعادت أغلبية الأسر السعودية والخليجية ربط أصناف معينة من الأكلات بشهر رمضان واعتبارها صنفا أساسيا للإفطار, ولا تكاد تخلو وجبة إفطار منها حتى باتت تفتح لها بسطات ومحلات خاصة في شهر رمضان لارتفاع الطلب عليها, وكان من أكثر هذه الأصناف انتشارا ''السمبوسة'' و''المشبك''، وتضاربت الروايات حول بداية ظهورها بعد انتشارها في كثير من الدول الإسلامية خاصة الخليج والهند.
فبرغم الشهرة التي تحظى بها ''السمبوسة'' في السعودية ودول الخليج إلا أنها لا تعد الموطن الأصلي لها, حيث تضاربت المصادر التاريخية في تاريخ ومكان نشأتها, فأرجعها البعض إلى الأتراك في الزمن العثماني والبعض الآخر إلى اليمن، وتحديدا جبال حضرموت، والرواية الأخيرة والراجحة الهند حيث اشتهرت الهند بالمقليات المغمورة بالزيت ولا تخلو سفرهم منها، لذلك اعتبرت الهند منشأها الأصلي, فقد كانت تقدم للضيوف من الطبقة المخملية في الهند واعتبارها من الأصناف الخاصة بطبقة معينة، ثم انتقلت إلى اليمن إبان الاستعمار البريطاني للهند واليمن ثم إلى الخليج عن طريق الزائرين للحرمين الشريفين والتجار, كانت تعد عند تجهيز سفر الإفطار ومن ثم انتشرت بين سكان الخليج لتنتقل إلى دول أخرى.
#2#
والأصل في السمبوسة تكون مثلثة وتصنع بعجينة الرقائق ''ورق السمبوسة'' وهذه العجينة يزيد عليها الطلب في رمضان وتعمل المخابز على توفيرها للمتسوقين بشكل يومي, ثم يوضع بداخلها اللحم ـــ غير أن الطهاة وربات المنازل ابتكروا طرقا جديدة لها ـــ فأصبحت تصنع بالجبن والتونة والخضار.
ولكل أسرة طريقة خاصة في عمل السمبوسة, وأشار عدد من الأسر السعودية إلى أن السمبوسة هي زينة سفرة الإفطار ولا يمكن التخلي عنها في شهر رمضان، موضحين أن لها طعما معينا في رمضان بخلاف الأيام الأخرى رغم حرص بعض المطاعم على بيعها على مدار العام.
و''المشبك '' نوع من الحلويات وأكثر نوع اشتهر في رمضان وتعتبر أقدم نوع من الحلويات الشرقية ذات الانتشار الواسع.
والمشبك عبارة عن حلوى هندية عرفت في الحجاز منذ القدم وتصنع في الأصل من الدقيق والسمن وتأخذ أشكالا مخرمة ومتشابكة, وبعد استخراجها توضع في الشيرة (القطر).
ومن الدول التي اشتهرت بإعداده مصر، وهو أحد أنواع الحلوى الدمياطي المصرية، ويصنع من الدقيق (الطحين) والزيت والسكر على شكل أقراص نصف قطر كل قرص عشرة سنتيمترات تقريبا بسمك 1.5 سم، فهو عبارة عن خطوط متداخلة متشابكة بعضها في بعض.
ويقلى في الزيت ثم يضاف إليه محلول السكر، ويغلف كل قرص في غلاف بلاستيكي شفاف. واشتهرت بصناعته مدينة دمياط المصرية وله طعم لذيذ جدا.
وأكثر ما كانت تصنع له في السابق بداية دخول العام الجديد ويوم المولد النبوي كذلك ليلة الإسراء والمعراج وليلة المنتصف من شعبان, أما الآن فيزيد الطلب على هذه الحلوى في رمضان لتصبح إحدى الحلويات التي تفضلها الأسر الحجازية على المائدة.
وفي المملكة لها صناعها الأصليون الذين ارتبطت أسماء عائلاتهم بها وبطعمها الغني المميز، حيث أصبح كثير من المحال تتناقلها بأسماء تلك العائلات حتى تكون دليلا على جودة طعمها.