النبي محمد كان يأخذ البيعة من الناس على أنه هو الإمام.. والقائد.. والزعيم

النبي محمد كان يأخذ البيعة من الناس على أنه هو الإمام.. والقائد.. والزعيم

يقول الحميدي أنه : ''عندما كان يأخذ النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ البيعة من الناس كان يأخذها منهم له على جهتين اثنتين، الجهة الأولى على أنه النبي المرسل الخاتم ـــ عليه الصلاة والسلام - الذي لا يؤخذ الدين ولا الشرع ولا القرآن إلا منه، وهذه البيعة للنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ليست منوطة ولا متعلقة بوجوده في حياته مستمرة إلى اليوم، نحن جميعنا المسلمين عندما نقول أشهد أن لا اله إلا الله كل مسلم إلى قيام الساعة، وأشهد أن محمدا رسول الله، نعقد بيعتنا وديانتنا وولاءنا التام لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - باعتباره رسول الله أن يطاع فلا يعصى، وأن يطاع فيما أمر ويجتنب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع مقتضيات كوننا آمنا به نبيا مرسلا''.
وأضاف: ''والجهة الأخرى وهي المهمة التي نعتبرها هي الأصل والتي أنطلق منها لشرح القضية التي أشرت إليها يأخذها على أنه هو الإمام يأخذ البيعة من الناس على أنه هو الإمام هو القائد هو الرائد هو الزعيم ممكن (إن لم تخني العبارة) فيسلمون له الطاعة؛ لأنه لا بد لكل تجمع بشري عضوي حركي لا بد له من رأس يقوده''.
وأوضح: ''وهذا استمر بعد النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لكل من يلي الأمر بعده، ولذلك في تراجم البخاري في الصحيح وفي تراجم الشراح في صحيح مسلم وفي تراجم الترمذي في كل أبواب الإمارة والخلافة، التي يعقدها وجميع الفقهاء يأتون لمثل هذه الأحاديث كصلح الحديبية يكون باب تقدير الإمام المصلحة في مصالحته الكفار ولا يقولون النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لأنه ليس قضية مرحلية تتعلق بشخص ينصرم باعتباره ينفذ ما أوحاه الله إليه، وإنما هو يفرض ما أوحاه الله إليه ليكون منهجاً وهدياً وسنةً بعده وإلا ممكن تصادر الشريعة كلها بمثل هذا المدخل''.
وتطرق إلى: ''قد يأتي من يقول لنا شخص النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ كان يصلي لأنه رسول الله، ونحن نريد أن نصلي بصلاة تخصنا أو نقدرها نحن، والآخر يقدر شيئا في باب الزكاة والثالث يقدر شيئا في باب المحرمات الكبار، كما يقال الآن أنا قرأت بعض الكتب يكتبها بعض الكتاب المتأثرين بأفكار إما بالشيوعية وكذا يعتبرون كل ما أسسه النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في الشرع قضية مرحلية خاصة بمرحلته الزمنية، وغير صالحة كتحريم الربا مثلا يقول هي سياسية اقتصادية اقتضاها، وتحريم الزنا مثلا سياسة اجتماعية اقتضاها، فبالتالي تصادر الشريعة بمثل هذا المدخل، فما يفعله النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في المصالح الكبار هو رسول الله ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ وهو المشرّع وهو الإمام، وقالوا لذلك استند به الخلفاء الراشدون بعده في ذلك، ولذلك علي بن أبي طالب نفسه حتى نعرف أن هذه فهموها على أنها منهج يتبع هو الذي كتب صلح الحديبية فلما اشترط المشركون أن يمسح النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ اسمه بوصف الرسالة قالوا لا تكتب محمد رسول الله فلو كنا نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك اكتب محمد بن عبد الله، فقال النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي امحُ امحُ رسول الله واكتب محمد، فأبى علي غيرة وحمية قال لا أمحوك أبداً؛ فأخذ النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قلما وقيل فأشار له إلى موضع فمحاهُ، ثم أمر فكتب اسمه الخاص به ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ ثم قال لعلي ـــ وهذه وجدتها عند الترمذي مهمة جدا، قال: 'لتأتين لها يوما من الأيام ولتذكرن''، هذا يعني أنت ستكون يوما من الأيام إماما وقائدا وتحتك رعية تراعي مصالحهم وستضطر إلى قبول بعض الشروط التي في ذاك الوقت ترى عليك ضيما؛ لأنك ترى أن مصلحة من معك توافق ذلك، وهذا ما حصل في قضية الحكمين والتحكيم بعد يعني فذكر حتى قيل إن علي بكى لما جاءت القضية، قال صدق رسول الله وبلغ ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ وذكر هذه القصة إنه قال فدل على أن النبي ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ يعطيهم الشرع هذا، أنا الآن ربما أكون متمكنا معي ممكن الله ينزل ملائكة الآن تطبق على أهل مكة الأخشبين ما المانع، وقد حصلت لما بعث الله ملك الجبال إلى النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لما آذاه المشركون هذا قبل الهجرة حتى قال لا تحزن إن الله قد سمع قول قوم يقرضهم ما ردوا عليك فإن شئت أن نطبق عليهم الأخشبين جبال مكة ونزلزلها عليهم وينتهون الآن في لحظة واحدة، فامتنع النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ لأنه لا يتكلم الآن عن نفسه ولا عن وقته وهو يعرف أنه خاتم المرسلين فيعطي شرعا إلى قيام الساعة سيأتي ظروف على المسلمين ستأتي على أئمتهم حوائج معينة يقدرون فيها المصالح فيحتاجون إلى مثل هذه الأدلة ليستدلوا بها وتكون قواعد شرعية عندهم يقدرون بها المصالح''.

الأكثر قراءة