«المركزي الياباني» يعد بالتدخل في الوقت المناسب لكبح الين
أبقى بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية دون تغيير أمس لكنه تعهد بالتدخل في الوقت المناسب وعند الضرورة ممهدا الطريق أمام إمكانية تيسير سياسته الشهر المقبل عندما تتضح صورة القيادة السياسية والضرر الذي يلحقه صعود الين بالاقتصاد المتباطئ.
لكن ماساكي شيراكاوا محافظ البنك المركزي لم يعط مؤشرات تذكر بشأن الخطوة التالية التي قد يقدم عليها البنك تحديدا وقال إن السلطات النقدية لا يمكنها السيطرة على أسعار الصرف الأجنبي مما جعل المستثمرين يقبلون على شراء الين بسبب المضاربة على استبعاد تيسير السياسة النقدية في الأجل القريب.
وقال كيجي ماتسوموتو محلل العملات لدى نيكو كورديال سيكيوريتيز "اقترب الدولار من أدنى مستوى له في 15 عاما عند 83.58 ين بسبب خيبة الأمل من تصريحات شيراكاوا".
وأضاف "لا يبدو أنه يشير إلى تيسير إضافي. وما لم يخفض البنك المركزي تقييمه الاقتصادي بالكامل فلن يتخذ خطوات إضافية جديدة. وقد يتراجع الدولار مقابل الين إلى نحو 82 ينا".
لكن بعض المحللين يقولون إن ضغط الحكومة على البنك المركزي لاتخاذ إجراءات أشد حزما سيتنامى في الأسابيع القادمة على الأرجح مع توقع تباطؤ الاقتصاد ومع زيادة فرص تيسير السياسة المالية بسبب المنافسة على قيادة الحزب الحاكم.
وهوت السندات الحكومية اليابانية في الأسبوعين الماضيين بسبب مخاوف من احتمال حدوث تحول عن جهود رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان للسيطرة على ديون اليابان الضخمة إذا خسر في انتخابات مقررة في 14 أيلول (سبتمبر) على منصب زعيم الحزب لصالح منافسه إيشيرو أوزاوا.
وتشير استطلاعات لوسائل إعلام إلى أن أوزاوا قد يفوز، ويتوقع مستثمرون أن يضطر إلى إصدار مزيد من السندات للوفاء بتعهدات الإنفاق التي قطعت عندما وصل الحزب إلى السلطة العام الماضي.
ويتوقع آخرون أن يواجه البنك المركزي ضغوطا بصرف النظر عمن يفوز في المعركة على زعامة الحزب الديمقراطي الياباني. وبعد أن قام البنك المركزي بتيسير السياسة النقدية الأسبوع الماضي أبقى البنك أمس أسعار الفائدة عند مستواها البالغ 0.1 في المائة لكنه قال إنه سيتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب عندما يقتضي الأمر ذلك. لكن البعض في السوق يرون فرصة ضئيلة لاتخاذ بنك اليابان المركزي خطوات تيسير قوية مع إبقائه على توقعاته بحدوث انتعاش اقتصادي متوسط. وقال شيراكاوا إن السياسة النقدية لا تستهدف الين بشكل مباشر.
وقال في مؤتمر صحافي "ندرس دائما خيارات شتى فيما يتعلق بالسياسة". وأضاف "لكن السلطات النقدية لا تستطيع السيطرة على أسعار العملة بحرية.. نحن نراقب باهتمام كيف يؤثر صعود الين على الاقتصاد الياباني".
وارتفع الين لفترة وجيزة إلى مستوى 83.70 مقابل الدولار - مقتربا من أعلى مستوى في 15 عاما سجله الشهر الماضي - عقب هذه التصريحات.