الدولار ينخفض إلى مستوى قياسي
أعلن المكتب الوطني للإحصاءات الاقتصادية في الولايات المتحدة أن تحديد الشهر الذي خرج فيه الاقتصاد الأمريكي من الانكماش في 2009، سيتم "قريبا" خلال اجتماع للجنة تحديد مواعيد الدورات الاقتصادية. وأعلنت المتحدثة باسم المكتب دونا زيرفيتز أن هذه اللجنة التابعة للمكتب التي تضم ألمع الاقتصاديين في البلاد "تجري محادثات غير رسمية بطريقة مستمرة، وستجتمع على الأرجح قريبا"، وأضافت أن هذا الاجتماع لن يعلن عنه مسبقا للصحافيين.
وكانت اللجنة قد اجتمعت للمرة الأخيرة في نيسان (أبريل)، وخلصت إلى أنه لا يزال من المبكر جدا اتخاذ أي قرار بهذا الشأن. وتعتبر مواعيد بدء وانتهاء فترات الانكماش التي يحددها المكتب الوطني للإحصاءات الاقتصادية أمرا مهما في الاقتصاد كونها تعتبر مرجعا للاقتصاديين وللسلطات العامة على حد سواء. وبعدما كان الانكماش يحدد على أساس فصلين متتاليين من تراجع إجمالي الناتج المحلي، أصبح تحديده اليوم يعتمد إضافة إلى هذا المعيار على معايير أخرى هي عائدات العائلات ونسبة البطالة والنشاط الصناعي.
واستلزم الأمر 12 شهرا حتى يتمكن المكتب الوطني للإحصاءات الاقتصادية من أن يحدد بشكل مؤكد أن الانكماش بدأ في كانون الأول (ديسمبر) 2007. وبحسب أغلبية خبراء الاقتصاد فإن الانكماش يفترض أن يكون انتهى في وقت ما خلال الفترة الممتدة بين حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر) 2009 ما يجعل منه الركود الاقتصادي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة منذ الكساد الكبير في 1929 ،الذي استمر من آب (أغسطس) 1929 إلى آذار (مارس) 1933.
وقد سجل إجمالي الناتج الداخلي في الولايات المتحدة نموا في الفصل الثالث من 2009 بنسبة 1.6 في المائة وفق الوتيرة السنوية، بعد أربعة فصول متتالية من التراجع.
من جهة أخرى، سجل الدولار أدنى مستوى في 15 عاما مقابل الين أمس مع فوز رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان باقتراع على زعامة الحزب الحاكم مما أثار تكهنات بأن طوكيو لن تتحرك على الفور لكبح صعود عملتها.
واحتفظ كان بمنصبه بعدما هزم ايتشيرو أوزاوا العضو البارز في الحزب، الذي كان أكثر حدة في الدعوة إلى كبح صعود الين. وتراجع الدولار إلى 09ر83 ين على منصة التداول اي.بي.اس مع تفعيل أوامر بيع لوقف الخسائر عند نزول السعر عن 83.20 ين. وقلصت العملة الأمريكية خسائرها أثناء التداولات إلى 0.4 في المائة لتسجل 83.31 ين.
وقال سايمون ديريك مدير أبحاث العملات في بنك أوف نيويورك ميلون "أدلى أوزاوا بتصريحات أقوى بشأن التدخل ومن ثم حدث رد فعل تلقائي على فوز كان. كما أن النتائج تمنحنا قدرا من اليقين السياسي.. خطر التدخل سيبقى ماثلا في السوق لكن هل يحدث تعاون دولي.. على الأرجح لا. لذا ستواصل السوق اختبار عزم كان".
وقال متعاملون إن أي ارتفاع في الدولار سيكون قصير الأجل وإن أعلى مستوى مسجل في معاملات أمس الأول 84.43 هو أول نقطة مقاومة وذلك لتوقعات بمزيد من عمليات البيع في الدولار من جانب المصدرين اليابانيين قبيل إغلاق دفاتر منتصف العام في 30 أيلول (سبتمبر).
وسجل الدولار أدنى مستوى في تسعة أشهر مقابل الفرنك السويسري وأدنى مستوى في شهر أمام سلة عملات بعدما عانى في الجلسة السابقة أعمق تراجع مقابل اليورو في شهرين حيث استفاد اليورو من إقبال المستثمرين على المخاطرة.
واستقر اليورو دون تغير يذكر عند 1.2882 دولار محتفظا بمعظم مكاسب الإثنين البالغة 1.6 في المائة في أعقاب بيانات قوية من الصين وحالة من الارتياح بشأن قواعد بال 3 المصرفية الجديدة.