«السوداني المركزي» يوافق على وثيقة إسلامية لتأمين عمليات التمويل الأصغر

«السوداني المركزي» يوافق على وثيقة إسلامية لتأمين عمليات التمويل الأصغر

دعا المتخصصون في عديد من المؤتمرات والندوات وكتاباتهم العلمية إلى تفعيل دور التمويل الأصغر وأنه يجب على البنوك الإسلامية أن تكون لها بصمة واضحة وظاهرة في إزالة آثار الفقر في المجتمعات المسلمة عن طريق تفعيل دور الزكاة والصدقة وخاصة دور التمويل الأصغر الذي يمكن الفقير من الوقوف على قدميه ويفتح أمامه آفاق الحياة مع عوائده وربحيته العالية للمصارف، إلا أن هذا الأمر لم تتجه المصارف الإسلامية نحوه خاصة لارتفاع مخاطر هذا النوع من التمويل كون أغلب المستفيدين منه فقراء لا يملكون ضمانات ويفقدون الخبرة في إدارة العمليات التجارية.
ويعتبر السودان أحد أهم المجتمعات وأكثرها حاجة إلى عمليات التمويل الأصغر لكنه كباقي الدول يعاني تلك المخاطر، في سبيل ذلك تم تطوير منتج تأميني متوافق مع الضوابط الشرعية يحمي البنوك الإسلامية من مخاطر هذه العوائد الأمر الذي يجب أن يشجع هذه المصارف على التوجه أكثر نحو التمويل الأصغر.
ففي وقت سابق نقلت وكالة الأنباء السودانية خبر موافقة وحدة التمويل الأصغر في بنك السودان المركزي على وثيقة تأمين عمليات التمويل الأصغر التي تصدرها شركات التأمين الإسلامية المحدودة لصالح البنوك المقدمة لخدمات التمويل الأصغر في البلاد
وأوضحت سامية عثمان مدير التسويق في وحدة التمويل الأصغر في بنك السودان أن الشركات تقدمت بالفعل بهذه الوثيقة وتمت إجازتها والموافقة عليها بعد إجازتها من هيئات الرقابة الشرعية.
من ناحية أخرى، أوضح عبد الإله حسن عبد الرحيم مدير إعادة التأمين في الشركة الإسلامية أن إصدار وثيقة تأمين عمليات التمويل الأصغر جاء بعد أن رأت الشركة المساهمة في إنجاح مشروع محاربة الفقر الذي تتبناه الدولة ومساعدة الشرائح الضعيفة في المجتمع عبر النهوض اقتصاديا, وذلك من خلال إنشاء صندوق تأمين تعاوني لعمليات التمويل الأصغر وهو عبارة عن صندوق تعاون متكامل بين المصارف المشاركة الناشطة في تقديم التمويل الأصغر حيث تبرع كل مصرف للمصرف بنسبة محدودة من مبالغ التمويل والعائد من استثماراتها في تعويض أي مصرف مشارك عن الخسائر التي يتكبدها بسبب الإعسار كما دعا عبد الإله إلى التخفيف من الشروط التي تفرضها على المواطنين للحصول على التمويل خاصة أن هذه القروض مؤمنة لدى بعض شركات التأمين في البلاد، وجاءت هذه الدعوة متزامنة مع دعوة أطلقها الدكتور صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان المركزي خلال ورشة دور أئمة المساجد في رفع الوعي بالتمويل الأصغر وأهمية إرجاع القروض التي نظمتها وحدة التمويل الأصغر.
تجدر الإشارة إلى أن وثيقة التأمين أنشأت لها الشركة صندوق تأمين يقدم خدماتها وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث تلتزم الشركة بموجب الوثيقة بالسعي لتحقيق التعاون بين المؤمن لهم عن طريق اشتراكهم في تحمل الأضرار التي تلحق بأي من المشترك والمستفيد في حالة الخطر أو الأخطار المغطاة وتوزيع ما قد يتحقق من فائض في عمليات التأمين وإعادة التأمين علي المؤمن لهم بعد مقابلة الاحتياطيات كما تلتزم الشركة باستثمار مواردها المالية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
من ناحية أخرى، قال عمر الفاروق مساعد العضو المنتدب للاكتتاب في شركة شيكان للتأمين إن برنامج التمويل الأصغر الذي تقدمه البنوك حاليا للمواطنين حقق نجاحاً كبيراً في دفع اقتصاديات الناس والدولة، وذلك بسبب تغطية رصيد الدين الذي يقدمه البنك للمواطن عن طريق وثيقة تأمين تصدرها حاليا شركة شيكان للتأمين، حيث تضمن الوثيقة للبنك سداد الدين في حالة فشل المقترض في السداد. وأوضح أن هناك حالات تقوم الوثيقة بتغطيتها؛ بينما هناك حالات يتم فيها اللجوء للقضاء؛ وذلك في حالة توارد معلومات للشركة أن صاحب الدين قد مارس الاحتيال، بينما الحالات التي تقوم بتغطيتها الوثيقة تشمل في حالة وفاة صاحب القرض، أو تعثر مشروعه لأسباب خارجة عن إرادته، مثل الكساد والإغراق أو حالات السرقة والسطو والكوارث وجميع الأخطار الاحتمالية.
وبيّن الفاروق أن شركته تعاقدت مع نحو ثمانية بنوك لتقديم هذه الخدمة التأمينية؛ وذلك لتغطية عملاء التمويل الأصغر خاصة أن بنك السودان وجه بأن تخصص البنوك 12 في المائة من أموالها لعملاء التأمين الأصغر، كما أن هيئة الرقابة الشرعية على التأمين أجازت وثيقة تأمين الدين من الناحية الشرعية.
تجدر الإشارة إلى ورشة عمل ستعقد في السودان حول موضوع التمويل الأصغر ويتوقع أن تخرج بتوصيات تسهم في إنجاح المشاريع التي يمولها القطاع المصرفي للمواطنين خاصة قروض التمويل الأصغر، حيث تحولت نسبة عالية من هذه القروض من إنتاجية إلى استهلاكية، وسيستعرض خلالها دراسات الجدوى الاقتصادية ومتابعة تنفيذ وإنجاح المشاريع التي يمولها القطاع المصرفي خاصة قروض التمويل الأصغر.

الأكثر قراءة