حقوق أصحاب العقارات والحقوق التي عليهم
ترتبط بالعقار حقوق عديدة يلزم أداؤها لأهلها؛ استجابة للنصوص الشرعية وإبراء للذمة، ولطبيعة العقار فإن الحقوق المرتبطة به متعددة بتعدد أنواعه، فأما أهم هذه الحقوق: فهو حق الله وهو الحق الزكوي، وهو كذلك حق للفقراء والمحتاجين من مستحقي الزكاة في العقار في حال كان من العقارات التي تجب فيه الزكاة عينا أو غلةً.
ومن الحقوق الواجبة في العقار: حُسن إدارتِها على من وَلي أمر الإدارة، فعلى صاحب المساهمة أو الشركة العقارية ذات الأسهم واجب أمام المساهمين بأن يبذل جهده في أن يدير العقار بأحسن ما تكون الإدارة؛ حفظا له وتحصيلا لما يمكن تحصيله من نفع للمساهمين، ومن ذلك أيضا: من التزموا بإدارة العقارات المؤجرة من مكاتب العقار وغيرهم، فهم مؤتمنون عليها أمام الملاك في متابعة المستأجرين وتحصيل الإيجارات والإشراف على العقارات بما يتوافق مع العقود التي بينهم، ومما يَندرج في ذلك: الحق الواجب على المستأجرين في المحافظة على العقار على اعتبار أنه أمانة في أيديهم، وضرورة تسليمه لأصحابه كما استلموها، إلاَّ ما من شأنه أن يتأثر مع مرور الزمن أو بسبب مقتضيات الاستعمال.
ومن الحقوق الواجبة في العقارات: حقوق ظاهرة لا لبس فيها، إلا أن البعض للأسف الشديد استمرأوا الظلم وتساهلوا في الاستجابة لأوامر الله واستهانوا بحقوق الغير فضيّعوها، ومن هذه الحقوق الظاهرة: تسليم العقارات لأهلها في حال البيع أو قيمتها في حال الشراء وعدم المماطلة، وتسليم السعاة حقوقهم ـــ السعي ـــ حال إتمام البيع، والحذر من الطمع واستكثار ما وجب لهم؛ فهو حق شرعي ونظامي يلزم الوفاء به.
ومن حقوق أصحاب العقارات: عدم الإضرار بعقاراتهم من مثل البناء فيها أو كشفها بالتعلي عليها بما لا يجوز أو فتح منافذ عليها، أو التأثير على الساكنين فيها بالتضييق عليهم وإيذائهم بالمباشرة أو التسبب من مثل: تشغيل العقار المجاور بمناشط مؤذية بما يخالف المسموح به كقصور الأفراح أو محطات بنزين أو مقاهٍ، أو تسكين العزاب عند المتأهلين ونحوها من أضرار.
ومن الحقوق كذلك: السماح بما يلزم العقار لصالح جاره مما هو مبين في النصوص الشرعية والقواعد الفقهية، من مثل ''لا يمنعن جارٌ جارَه أن يغرس خشبة في جداره''، وحق المرور والشرب والارتفاق وغيرها.
وهذه الحقوق وغيرها مشمولة في نصوص عامة وخاصة في الكتاب والسنة، وفي قواعد الفقهاء المبثوثة في مدوناتهم، ومن أصرح هذه النصوص قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) وقوله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ كما في البخاري: ''من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله''، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على أداء الحقوق لأصحابها.