هاتف نقال «هجين» يقدم خدمات مصرفية

هاتف نقال «هجين» يقدم خدمات مصرفية

دعت شركة أمريكية تعمل في قطاع الاستشارات المالية البنوك الإسلامية في الخليج، إلى التوجه نحو ما يمكن وصفه بـ ''الثورة القادمة'' اليابانية في صناعة الهواتف المحمولة والقطاع المالي، وذلك عبر منتج ''هجين'' يجعل عملياتك المصرفية تنتهي بضغطة زر عبر هاتفك النقال.
وما تدعو إليه شركة سيلينت ليس خدمة الجوال المصرفي التقليدي الموجود في بعض البنوك الخليجية، إنما شراكة تجارية بين مصرف يقدم خدمات التجزئة إلى الأفراد وبين شركة مقدمة لخدمات الهاتف المحمول.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

دعت شركة أمريكية تعمل في قطاع الاستشارات المالية البنوك الإسلامية في الخليج إلى التوجه نحو ما يمكن وصفه بـ ''الثورة القادمة'' اليابانية في صناعة الهواتف المحمولة والقطاع المالي، وذلك عبر منتج ''هجين'' يجعل عملياتك المصرفية تنتهي بضغطة زر عبر هاتفك النقال.
وما تدعو إليه شركة ''سيلينت'' ليس خدمة الجوال المصرفي التقليدي الموجود في بعض البنوك الخليجية، إنما شراكة تجارية بين مصرف يقدم خدمات التجزئة إلى الأفراد وبين الشركة المقدمة خدمات الهاتف المحمول، لينتج عن ذلك قيام مصرف جديد يجري من خلاله عملاء شركة الهاتف النقال عملياتهم المصرفية عبر الخدمات التكنولوجية المتطورة وذلك في وقت قصير، ما ينتج عنه تقليص النفقات التشغيلية التي كان البنك سيقدمها عبر خدماته التقليدية، فضلا عن تعظيم حجم أرباحه.
وقال لـ ''الاقتصادية'' براثيما راجان: إن الهاتف النقال أصبح أكثر من مجرد هاتف، وإن المؤسسات المالية بدأت تنظر إليه كأحد أحدث الطرق فعالية ورخصاً من حيث الوصول إلى العملاء''.
وأوضحت شركة سيلينت أن العام الجاري شهد لأول مرة خدمة تقديم فتح حساب مصرفي جديد، بحيث تتم العملية بأكملها عبر الهاتف الجوال. ليس هذا فقط، بل بالإمكان إنشاء قرض من خلال الجوال فقط.
فعلى سبيل المثال يقدم بنك ''جيبون'' أكثر من عشرة منتجات مصرفية يستطيع العميل تنفيذها عبر هاتفه المحمول فقط.
وقال راجان: ''إن المصارف الإسلامية ستستفيد من دخولها في شراكات تجارية مع الشركات المقدمة خدمات الهاتف المحمول، بحيث تكون نسبت النفاذ إلى عملاء الهاتف النقال أعظم من إجمالي الخدمات المصرفية التي يقدمها المصرف إلى عملائه. وعليها تكون هذه الطريقة أكثر فعالية من حيث تقديم الخدمات والمنتجات إلى عملاء أكثر، من وجهة نظر البنك''.
ويطرح تجاهل بنوك الخليج هذه ''المعرفة التقنية'' التي يمكن ''استيرادها من اليابان عديدا من التساؤلات، ففي أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي، قطعت ''التعاملات البنكية عبر الجوال'' خطوات واسعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وهذه الخدمات (Mobile Banking) متوافرة من أكبر البنوك إلى أصغر الاتحادات الائتمانية، وأصبحت الخدمات البنكية التي كانت تعتبر من الأمور المبتكرة في عام 2007، الآن عادية ومقدمة على شكل سلع تجارية.

خدمات «الهاتف
النقال المصرفي»
يقول ريد جيلن، وهو محلل أول لدى مجموعة سيلنت: ''إذا أردت التعرف على مثال ممتاز للتعاملات البنكية على الجوال، لا بد لك من أن تتحول إلى اليابان، التي تعتبر من الناحية التاريخية سوقاً متطورة من حيث خدمات الجوال''. من الأمثلة القوية على ذلك هناك بنك جيبون Jibun، وهو بنك تتركز خدماته على الجوال، وهو يتمتع بالسلالة المناسبة، على اعتبار أنه مملوك من قبل أحد البنوك الكبيرة وإحدى شركات الجوال الكبرى. يعرض بنك جيبون عدداً من الخدمات المباشرة في مجال التعاملات المصرفية عبر الهاتف الجوال، وخدمات من شأنها ''إثارة حسد'' أي بنك في أمريكا الشمالية أو أوروبا، وذلك بحسب مذكرة بحثية صادرة من شركة ''سيلنت''.
لكن ما يجعل خدمات البنك مذهلة بصورة خاصة هو أنه يطرح منتجات جديدة (مثل فتح الحساب) لها أثر مباشر في الإيرادات، وكل ذلك عبر الجوال. وقد تمكن البنك من تحقيق ما يطرحه من خدمات من خلال استخدام المنصات البنكية FLEXCUBE من شركة أوراكل Oracle إلى جانب سلسلة من التحالفات مع الشركات الأخرى.
ففي عام 2010 نجد أن عدداً من الخدمات البنكية المباشرة عبر الجوال متطورة جدا. من هذه الخدمات نذكر المسح الضوئي للشيكات وإرسالها إلى البنك إما لإيداعها أو تخليصها، والدفعات من شخص لشخص، والإبلاغ المباشر حول التعاملات، والتسجيل من خلال الهاتف قبل التسجيل على الإنترنت. ورغم أن الدفعات عبر الجوال في سبيلها إلى الظهور الآن، إلا أنها مقصورة على البرامج الأولية التجريبية، وستحتاج إلى سنين قبل أن تصبح متاحة على نطاق تجاري.
ومن حيث الاستخدامات في المخرجات، فإن التعريف الحالي للخدمات المتطورة هذه هو تواصل الهاتف النقال مع مجموعة متعددة من الأنظمة الأساسية والمساعدة. وهذا يتيح لعملاء البنوك الاطلاع على حساباتهم، مثل الحسابات الجارية، وحسابات الادخار والقروض العادية، والقروض العقارية وبطاقات الائتمان وما إلى ذلك. لكن المشكلة مع هذا النوع من الأنظمة المتطورة في مجال المخرجات هي أنها ساكنة إلى حد كبير، فهي إما تنتظر من الزبون أن يتفاعل معها (مثل الاستفسار عن الرصيد على سبيل المثال)، أو أنها تقدم بيانات شبيهة بالبيانات المتاحة من أية قناة (مثل البيانات المتاحة عبر الإنترنت أو جهاز الصراف الآلي).

شركات الاتصالات تدخل على الخط
من الناحية العملية لم يكن للخدمات البنكية على الجوال وجود يذكر في عام 2007، لكنها قطعت أشواطاً عظيمة في سوق أمريكا الشمالية. على مدى ثلاثة أعوام تواصلت الابتكارات في هذه الخدمات دون انقطاع، ما أدى إلى إعادة تعريف متواصلة لمفهوم الخدمات البنكية المتطورة عبر الجوال.
يعتبر بنك ''جيبون'' أحد أفضل الأمثلة على البنوك التي تقدم الخدمات البنكية المتطورة عبر الجوال. وهو جزء من اتجاه عام متزايد يتسم بالتعاون بين المؤسسات المالية وشركات الجوال. وهو مملوك من قبل البنك الياباني الضخم ''بنك طوكيو ميتسوبيشي''، وشركة KDDI (ثاني أكبر مزود لخدمة الجوال في اليابان). وقد أسست الشركتان بنك ''جيبون كسبيل'' للاستحواذ على عملاء شركة الهاتف النقال والاحتفاظ بهم، ولا سيما أولئك الذين يتبعون بصورة متزايدة نمط حياة يعتمد اعتماداً كبيراً على استخدام الجوال.
ومن المنتجات الحصرية والمتطورة التي يقدمها البنك، تعاملات الصرف الأجنبي، والتعاملات البنكية المؤمنة للفواتير والشيكات، وحسابات الإيداع لأجل ثابت، واستخدام بطاقات الائتمان والسحب المباشر لدفع الفواتير بصورة آلية تماماً. وجميع تلك الخدمات السابقة يتم تقديمها عبر الهاتف النقال.
ويرى برويز سعيد، المدير التنفيذي لبنك داود الإسلامي في باكستان، أن المؤسسات المالية الإسلامية تستطيع القفز واستباق البنوك الأخرى، وذلك لأن البنوك التقليدية عالقة في عقلية التعاملات البنكية التقليدية. في حين أن المؤسسات المالية الإسلامية لا تزال في مراحلها المبكرة، وبالتالي تستطيع ''التكيف'' مبكراً واقتناص الفرص العظيمة التي يقدمها التقدم التكنولوجي.

الفكرة تتلخص في دخول الشركة المقدمة خدمات الهاتف المحمول كشريك رئيسي في البنك، والفائدة التي يجنيها البنك من الشراكة تتمثل في:
ـ نسبة النفاذ إلى عملاء الهاتف النقال أعظم من إجمالي الخدمات المصرفية التي يقدمها المصرف إلى عملائه.
ـ تعظيم الأرباح وتقليص النفقات التشغيلية التي كان البنك سيقدمها عبر خدماته التقليدية.

الأكثر قراءة