«اليوان» وفتح الأسواق أبرز التحديات التي تواجهها القمة الأوروبية - الآسيوية

«اليوان» وفتح الأسواق أبرز التحديات التي تواجهها القمة الأوروبية - الآسيوية

أعلنت بلجيكا في بيان رسمي أمس أنه بات من المؤكد مشاركة عدد كبير من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات في أعمال القمة الأوروبية ـــ الآسيوية الثانية التي تجري في بروكسل يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية البلجيكية التي تتولى تنسيق الإعداد للقمة، إن الاجتماعات ستكون تحت إشراف هيرمان فان رومباي الرئيس الأوروبي، وسورين بيتسوان الأمين العام لمنظمة الآسيان، وخوسيه مانويل باروزو بحضور رئيس المفوضية الأوروبية.
وتخيم مسائل محددة اقتصادية وتجارية وسياسية وأمنية وبيئية على أعمال القمة التي يأمل من خلالها الطرفان إحداث مزيد من التنسيق لمواجهة عدد من التحديات المشتركة، وخاصة في ضوء تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وبروز بؤر توتر في علاقات بعض الأطراف المشاركة في اللقاء مثل الصين واليابان. ويقول المحللون إن الاتحاد الأوروبي يعول كثيرا على هذه القمة لتجنب مزيد من التهميش في إدارة الشؤون العالمية، وخاصة الشؤون الاقتصادية أمام تسجيل توجه بإدارة ثنائية للشؤون النقدية والتجارية بشكل متصاعد بين الصين والولايات المتحدة.
ويردد الأوروبيون أن العملات الآسيوية وخاصة العملة الصينية لا تعكس الثقل الفعلي للاقتصاد الصيني، كما أن الطرف الأوروبي يرى أن المبادلات التجارية تسير في الغالب لمصلحة الشريك الآسيوي. ويريد الأوروبيون في مرحلة أولى التوصل إلى مقاربات مشتركة مع آسيا تسمح بإرساء مناخ من الثقة بين الطرفين. ويمكن اعتبار توجه الاتحاد الأوروبي نحو التخلي عن بعض من حقوق التصويت التي يمتلكها داخل صندوق النقد الدولي لمصلحة الدول الآسيوية أول خطوة عملية لبلورة ذلك. ولكن على الرغم من إرادة حسن النيات المعلنة من الطرف الأوروبي لا يتوقع الدبلوماسيون التوصل إلى اتفاق حول هذه النقطة المحددة خلال قمة بروكسل. ولا يتجه الاتحاد الأوروبي حسب مصادر دبلوماسية في بروكسل إلى طرح مسألة سعر صرف اليوان الصيني بشكل رسمي لتجنب ممارسة ضغوط مفتوحة على الصين، ولكن إشكاليات التعامل مع العملات في أسواق المال ستمثل أحد عناصر المحادثات غير الرسمية. ومن المقرر أن يجتمع رئيس منطقة اليورو وجان كلود جونكر رئيس وزراء لكسمبورج على انفراد الثلاثاء المقبل في بروكسل مع وين جيباو رئيس وزراء الصين قبل انطلاق أعلى قمة صينية ـــ أوروبية. ويشير الأوروبيون في السياق نفسه أيضا بأصابع الاتهام لليابان التي يمثلها ناوتو كان رئيس وزرائها بسبب قيامها بشكل أحادي الجانب بخفض قيمة عملتها الين الأسبوع الماضي. وإضافة إلى إشكالية العملة يركز الطرف الأوروبي على مسائل محددة أخرى تندرج ضمن التحديات الفعلية التي تواجه العلاقات مع آسيا، وتحديدا تقنين الملكية الفكرية وفتح الأسواق الآسيوية على الاستثمارات والخدمات الأوروبية وفتح الأسواق العامة الآسيوية ـــ وهو محل جدل حاد بين الطرفين. وإضافة إلى ذلك يريد الأوروبيون جر الدول الآسيوية نحو التعهد بالتوصل إلى اتفاق ملزم حول الاحتباس الحراري والحد من التقلبات المناخية، كما أن القمة ستكرس جانبا من أعمالها للإعداد للقاءات مجموعة العشرين المقرر عقدها في سيئول يومي 11 و12 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

الأكثر قراءة