مسؤول خليجي: الفساد المعوق الأكبر للتنمية ويتطلب أكبر قدر من الحزم والردع

مسؤول خليجي: الفساد المعوق الأكبر للتنمية ويتطلب أكبر قدر من الحزم والردع

حذر مسؤول خليجي من تأثيرات الفساد المالي والإداري في دول مجلس التعاون الخليجي في ظل الطفرة الحالية والإنفاق الحكومي الهائل.
وقال عقل الضميري ممثل الأمين العام لمجلس التعاون خلال افتتاح اجتماع لرؤساء دواوين المراقبة والمحاسبة الخليجية في الكويت أمس: "إن الفساد يعبث بالقيم ويدمر مكتسبات الأمة وهو المعوق الأكبر للتنمية"، داعيا إلى التعامل مع قضية الفساد بأكبر قدر من الحزم والردع للقضاء عليه.
وأضاف أن محاربة الفساد تتطلب من أجهزة الرقابة المالية أن تمتلك أفضل القدرات البشرية ذات التأهيل العالي والتدريب لتوفير إمكانية التغلب على أساليب ووسائل الفساد، كما تتطلب استقلالا كاملا للأجهزة في شؤونها المالية والإدارية لتلافي أي معوقات في عملها. وأكد الضميري أن للرقابة الفعالة دورا كبيرا في تحقيق الأهداف التي تتضمنها موازنات الدول وبرامجها التنموية من حيث الوقت والتكلفة، مبينا أن لها إسهاما فعالا في تحقيق العدالة وفي الارتقاء بالأداء في تنفيذ المشاريع والخدمات الحكومية.
أمام ذلك، أكد مسؤولون في دواوين المحاسبة والرقابة لدول المجلس أهمية استقلالية هذه الأجهزة للقيام بعملها المنوط بها مما يسهم في المحافظة على المال العام. وقالوا في تصريحات على هامش الاجتماع الذي يستمر يومين، إن الدول الخليجية قدمت جميع التسهيلات لقيام أجهزة المراقبة والمحاسبة بشكل سليم ومحايد للرقابة على أجهزتها الحكومية بصورة كاملة.
وقال أسامة بن جعفر فقيه رئيس ديوان المراقبة العامة السعودي، إن ديوان المحاسبة لديه استقلالية كاملة وهو يرتبط بالملك مباشرة، مبينا أن الديوان يرفع إلى الملك تقاريره، وكذلك إلى مجلس الوزراء وإلى مجلس الشورى، حيث تتم مناقشته في جلسات عامة. وأضاف أن الديوان يختص بالرقابة على جميع الأجهزة الحكومية والمؤسسات والشركات التي تسهم بها الدولة بنسبة لا تقل عن 25 في المائة، مضيفا أن الديوان يقوم بمراقبة الأداء أيضا وليس الجانب المالي فقط.
وأوضح فقيه أن الرقابة على الأداء مهمة جدا في عملية قياس تحقيق الأجهزة الحكومية للأهداف المرسومة لها، وأن الإنفاق المالي على أداء الأجهزة للوصول إلى أهدافها تم بالشكل السليم حسب الخطة المرسومة لها أو المشروع التنموي المراد تنفيذه. وعن اجتماعات دواوين المحاسبة الخليجية الدورية، أكد أنها تسهم في تبادل الخبرات وعمل المقارنات لتبني معايير للرقابة والمحاسبة بشكل أفضل والوصول إلى نتائج ذات قيمة تطور من أدائها الرقابي، مضيفا أن تلك الاجتماعات تنسق الجهود بين الأجهزة تجاه ما يعرض على المنظمة الدولية "الانتوساي"، وكذلك في المنظمة الإقليمية الآسيوية لدواوين المحاسبة "الاسوساي".
من جهته، قال عبد الله البوسعيدي رئيس جهاز الرقابة المالية العماني إن جميع الأجهزة الرقابية في العالم تستند في استقلاليتها وقوتها إلى تبعيتها إما لرئيس الدولة أو للسلطة التشريعية لتكتسب استقلالية وحيادية أكثر وعدم تأثرها بأي مؤثرات.
وذكر البوسعيدي أن الاجتماع بحث عددا من المواضيع المهمة مثل تدريب وتأهيل العاملين في دواوين المحاسبة والمراقبة والاطلاع على تجارب كل جهاز، وكذلك العمل على تنسيق جهودها في اجتماع المنظمات الإقليمية والدولية التي تنتمي إليها الأجهزة الخليجية. وأضاف أن الكثير من البرامج والتطبيقات تشترك فيها دواوين المحاسبة الخليجية التي تعمل على تبادل الخبرات والتدريب وتطوير أدوات الرقابة والدخول في مجالات رقابية جديدة مثل الرقابة على البيئة والتخصيص.
من جانبه، أكد عبد العزيز العدساني رئيس ديوان المحاسبة الكويتي أهمية تلقي دواوين المحاسبة الخليجية المزيد من الدعم والاستقلالية بما يتسق مع ما تصدره المنظمات الرقابية المتخصصة في هذا المجال ولا سيما المنظمة الدولية لهيئات الرقابة المالية العليا وذلك للقيام بمهامها بكفاءة وفاعلية.

الأكثر قراءة