التحلية .. تنمية وإنجازات
الماء ليس سلعة كمالية، فهو مسألة حياة أو موت، فالدولة لم تؤجل موضوع النظر في أمر الماء من فراغ، وإنما لإدراكها أهمية الماء لكل مواطن فجاءت تحلية مياه البحر كأفضل حل لمشكلة ندرة الموارد المائية، فمنذ القدم وآباؤنا وأجدادنا يجدون مشقة في الحصول على الماء العذب.. ومع تقدم بلادنا المطرد.. كان لا بد أن يكون للماء حيز أكبر من الاهتمام، فأنشئت مؤسسة عامة لتحلية مياه البحر، مهمتها أن تعالج لنا مياه بحرنا المالحة وتحوّلها إلى مياه صالحة للشرب، وتضخها إلى مدن المملكة الشاسعة، وفي هذا العهد الزاهر حظيت المياه عموماً والتحلية خصوصاً باهتمام خاص من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة, حيث اعتمدت المشاريع والبرامج المطلوبة حتى أصبحت تحلية مياه البحر المالحة خياراً استراتيجياً للوطن ويحظى بأولوية وأهمية واهتمام, والدليل هو المشاريع والاعتمادات السنوية المتصاعدة والبرامج التطويرية والإعمارية لمحطات التحلية، وفي هذا الإصدار المتخصص من جريدة «الاقتصادية» «التحلية تنمية وإنجاز» نستعرض قصة التحلية في المملكة منذ نشأتها وحتى اليوم، ونستعرض شركاء النجاح من المقاولين المحليين والعالميين الذين ينفذون تلك المشاريع التنموية ورغم صرف أكثر من 70 مليار ريال على مشاريع التحلية تبقى الحاجة ملحة إلى مزيد من المشاريع لتروي عطش مناطق الجنوب، خصوصا منطقة الباحة ومحافظاتها وقراها، التي تعيش في كل صيف أزمة مياه. وبقي لنا القول: إن الحفاظ على هذه الثروة مهمة لا بد أن يتصدى لها الجميع، فهدر المياه من المشكلات التي تعانيها المملكة، حيث إن فئات من المواطنين والمقيمين لا يعون أن إهدار هذه الثروة النفيسة يشكل ضرراً عليهم كمواطنين, ووزارة المياه والكهرباء كجهة مسؤولة تقوم بجهود مشكورة ومتواصلة ومستمرة لتوعية الجمهور بخطورة هدر المياه عن طريق توزيع وسائل الترشيد التي حققت نجاحات ملحوظة في توفير استهلاك المياه اللازمة.