احتياجات الطاقة ستستمر في النمو بمعدل 10 % سنوياً .. ومحطات الطاقة الشمسية في المملكة واعدة
أكد كريم العمودي رئيس قسم الطاقة في ''سيمنس'' في المملكة أن نمو الطلب على الطاقة في المملكة يمكن تلبيته من خلال التقدم التقني ومفاهيم الطاقة الذكية, وبين أن لدى ''سيمنس'' علاقة موثوقة وطويلة الأمد تمتد لـ 75 عاما في المملكة, نستنتج من ذلك أننا نعرف زبائننا بشكل جيد, ونحن متعاونون معهم في مشاريع البنية التحتية الكبيرة المهمة والصغيرة, وهدفنا في ''سيمنس'' تطوير وتحسين فهمنا لاحتياجات زبائننا كل يوم, ولدينا اليوم أكثر من 1800 شخص يعملون لدى ''سيمنس'' المملكة العربية السعودية, وأعتقد أنه لا يوجد منافس دولي آخر في مجال الطاقة لديه فريق عمل محلي أكبر هنا ويُظهر هذا الأمر التزامنا القوي تجاه المملكة, حيث يوجد مقرنا الرئيس المحلي في مدينة الرياض، لكننا نغطي البلد بأكمله، حيث نمتلك مكاتب في جدة، الخبر، وجبيل. كما أن ''سيمنس'' تمتلك في جدة معملا للقواطع الكهربائية وأتمتتة الطاقة. وبين العمودي في حديث مع ''الاقتصادية'' أن ''سيمنس'' هي الشركة الوحيدة في العالم التي تستطيع مساعدة زبائنها بتقديم الحلول المبتكرة والمستدامة على كل مستوى من مستويات سلسلة تحويل الطاقة .. فكان نص الحوار التالي:
إذا نظرت إلى معالم المملكة العربية السعودية، ما التحديات التي تواجه تأمين الطاقة كما تراها؟
كما هي الحال في معظم البلدان في منطقة الخليج، فإن المملكة تتطور بسرعة كبيرة جداً. ينمو عدد السكان والبنية التحتية التي تتعلق بهم بمعدل مرتفع جداً. تنجم عن هذا زيادة سريعة في الطلب على الطاقة الكهربائية. يقدر المحللون أن احتياجات الطاقة ستستمر في النمو بمعدل 10 في المائة سنوياً. تصور 10 في المائة في كل سنة! ومن أجل التغلب على هذا الموقف الصعب، تقوم المملكة باتخاذ الخطوات الصحيحة من أجل مواجهة التغيرات السريعة والمتطلبات الجديدة. على سبيل المثال، الاستمرار في جعل شبكة الكهرباء الوطنية تعمل بسلاسة, فقد أعلنت شركة الكهرباء السعودية أخيرا إنهاء مشروع بقيمة 155 مليون يورو, هذا المشروع عبارة عن تقدم كبير لحل موضوع عمل الشبكة بشكل متناسق. لقد كانت ''سيمنس'' شريكاً في هذا المشروع، وأضافت المحطة الفرعية ذات التوتر 380 كيلو فولت، والموجودة في محافظة القصيم، والتي بنتها ''سيمنس''، أضافت 1000 ميغا فولت أمبير MVA, من استطاعة الطاقة المنقولة المستقرة إلى شبكة الكهرباء في المملكة. إنها تساعد على اللحاق بالطلب الذي يتزايد بسرعة على الطاقة كنتيجة للربط الحاصل بين شبكات الكهرباء الإقليمية في هذا البلد. إنها تنقل كحد أقصى 1000 MVA من الطاقة من الإقليم الأوسط إلى الإقليم الغربي من خلال المدينة وبالعكس.
#2#
إذاً بناء محطات فرعية ومحطات توليد طاقة هو الطريق من أجل تأمين إمدادات الطاقة في المستقبل؟
أود القول إنه لا يوجد طريق واحد فقط لعمل ذلك, ستؤمن ''سيمنس'' في المملكة توربينات الغاز لمشاريع مثل التوسعة الثانية لمحطة توليد الطاقة التي تعمل بتوربينات الغاز في حائل والتوسعة الثانية لمحطة توليد الطاقة الجديدة التي تعمل بتوربينات الغاز في القريات، وذلك من أجل تغطية الحاجات الآنية من الطاقة. لكن من أجل تلبية حاجة العالم المتزايدة - وليس المملكة فقط - من الطاقة، يجب علينا المزج بين مجموعة من مفاهيم الطاقة. السؤال الكبير الذي يتردد هو: ''ما مستقبل الطاقة؟'', دعني أتوسع في الشرح عن هذا السؤال بشكل مختصر. في المستقبل ستلعب الطاقات الناتجة عن الوقود الأحفوري والطاقات المتجددة كذلك تحديث محطات الطاقة الموجودة حالياً، دوراً من أجل زيادة كفاءة الطاقة. إن إيجاد مزيج الطاقة المناسب هو مفتاح تأمين إمدادات الطاقة التي يمكن الاعتماد عليها وجعلها متوافرة للاستهلاك. لكن يجب أن نفهم أنه لا يوجد مزيج مثالي محدد يمكن تطبيقه في كل مكان, كل منطقة لها ظروفها الخاصة بها والتي تحتاج إلى التحليل بعناية من أجل تطوير حل مستديم يلائم تلك المنطقة بشكل جيد. من الواضح أن فكرة محطات الطاقة التي تعمل بالمياه في المملكة لن تنجح، لكن تبدو فكرة استخدام الطاقة الشمسية منطقية جداً في هذه المنطقة. بالفعل فإن محطات الطاقة الشمسية في المملكة تبدو مشاريع واعدة, هناك طريقة مهمة أخرى يمكن من خلالها تأمين إمدادات الطاقة الحالية والمستقبلية، تكون من خلال زيادة كفاءة الطاقة مع تطبيق سلسلة تحويل طاقة كاملة. يمكن أن يؤدي هذا إلى توفير كبير جداً في التكاليف. إضافة إلى ذلك، فإن الكرة الأرضية ستستفيد بطريقتين: ستتم المحافظة على مصادر الوقود الأحفوري وسيتم تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2. يعمل، على سبيل المثال، أحدث جيل من محطات توليد الطاقة ذات الدارات المشتركة، بكفاءة تزيد على 60 في المائة, وهو رقم أعلى بكثير من محطات توليد الطاقة التقليدية. يمكن أن تخفض بشكل كبير جداً التطورات التقنية في كل مرحلة من سلسلة تحويل الطاقة، استهلاك الوقود الأحفوري وزيادة الناتج من مصادر الطاقة المتجددة. أظن أن الأرقام مقنعة. يعود ذلك إلى الاستهلاك الأقل من الوقود. تستطيع كل محطة توليد طاقة جديدة وفاعلة من هذا الجيل أن توفر إطلاق انبعاثات من غاز CO2 كل سنة تعادل ما تطلقه عشرة آلاف سيارة تسير كل منها 20 ألف كيلو متر.
#3#
هل ستقل أهمية الوقود الأحفوري من أجل توليد الطاقة في المملكة؟
سيستمر الوقود الأحفوري في لعب دور مهم في المستقبل المنظور بسبب كثافة الطاقة المرتفعة، البنية التحتية لمحطات توليد الطاقة الموجودة حالياً، وتوفر هذا النوع من الوقود على المدى الطويل خاصة في المملكة. أنا أعتقد أنه حتى خلال الـ 20 إلى الـ 30 سنة المقبلة سيتم استبدال أجزاء فقط من جيل محطات التوليد التي تعتمد على الوقود الأحفوري بأخرى تعتمد على توليد الطاقة من الرياح أو من الشمس. من ناحية أخرى، الوقود هو مصدر مفيد. إنه مخزون قيم بالنسبة إلى العديد من الصناعات التي تتطور في منطقة الشرق الأوسط. لهذا السبب نحن في ''سيمنس'' مقتنعون بأن أهمية الطاقة المتجددة ستزداد حتى في المناطق الغنية بالنفط. وفي الوقت نفسه نحن ندرك، كما ذكر سابقاً، أهمية التطورات التقنية عند توليد الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري. نحن نعتقد أن السبب وراء هذا المنحى هو الأمران التاليان. أولاً، هناك إمكانية كبيرة لإنقاص انبعاثات غاز CO2. ثانياً، تولد التقنية المبتكرة كهرباء أكثر من كمية وقود أقل. توفر الكفاءة الأفضل مع سلسلة تحويل الطاقة المال وتساعد على حماية البيئة. دعني أعطيك مثالين: يستطيع أكبر توربين غاز في العالم والذي صنعته شركة سيمنس أن يجعل محطة توليد طاقة ذات دارة مشتركة جديدة تعمل بكفاءة تزيد على 60 في المائة. ألا يبدو هذا وكأنه رقما قياسيا؟ كما أن حبس الكربون وتخزينه يعتبر أحد الابتكارات المهمة التي ستساعد على استغلال حقول النفط بشكل أفضل.
ما مفهوم حبس الكربون وتخزينه؟
إن الإمساك بالكربون وتخزينه عبارة عن تقنية استثمرت فيها ''سيمنس'' الكثير من القوى العاملة المبتكرة والمقدرات الهندسية المثبتة. إن هذه التقنية معقدة للغاية، لكن بكلمات بسيطة جداً فإن المبدأ هو الإمساك بغاز CO2 الناتج عن الاحتراق وتخزينه في حقول النفط, تكون النتيجة زيادة الضغط في حقول النفط وبالتالي استغلال أفضل, تنعكس النتيجة الإيجابية الأخرى على المناخ ويعود ذلك إلى إنقاص تلوث الهواء بغاز CO2.
ما الدور الذي ستلعبه الطاقة النووية في مستقبل مزيج الطاقة؟
أنا أعتقد أنه عند الأخذ في الاعتبار الكفاءة واعتمادية مصدر الطاقة والتوافق مع البيئة والمناخ، فإن إنتاج الكهرباء في المستقبل سيحتاج إلى استخدام الطاقة النووية. ستلعب الطاقة النووية في الشرق الأوسط دوراً, يختلف الوضع بعض الشيء في أوروبا. في بعض البلدان سيكون قراراً سياسياً فيما إذا كانت الطاقة النووية ستشكل جزءاً من مزيج الطاقة اللازم لحماية المناخ.
كيف ترى السوق بالنسبة لـ ''سيمنس'' في المملكة؟
إن المنافسة في هذا البلد شديدة كأي مكان آخر، لكني أرى مزايا قوية لـ ''سيمنس'' هنا. أريد أن أعطيك نظرة متفحصة سريعة للأسباب التي تعطينا نقاط القوة هنا: لدينا علاقة موثوقة وطويلة الأمد تمتد لـ 75 عاما في هذا البلد. نستنتج من ذلك أننا نعرف زبائننا بشكل جيد ونحن متعاونون معهم في مشاريع البنية التحتية الكبيرة المهمة والصغيرة على مبدأ تسليم المفتاح باليد وذلك لسنوات متعددة. هدفنا تطوير وتحسين فهمنا لاحتياجات زبائننا كل يوم. ولدينا اليوم أكثر من 1800 شخص يعملون لدى ''سيمنس'' المملكة العربية السعودية. أنا لست متأكداً، لكنني أعتقد أنه لا يوجد منافس دولي آخر في مجال الطاقة لديه فريق عمل محلي أكبر هنا. يُظهر هذا الأمر التزامنا القوي تجاه المملكة. يوجد مقرنا الرئيسي المحلي في مدينة الرياض، لكننا نغطي البلد بأكمله، حيث نمتلك مكاتب في جدة، الخبر، وجبيل. كما أن ''سيمنس'' تمتلك في جدة معملا للقواطع الكهربائية وأتمتتة الطاقة. وعندما يتعلق الأمر بخدمة الزبائن، لدى شركتنا في الدمام ISCOSA دون أي شك قصة نجاح. إنها تقدم حلولا خدمية لزبائننا لأكثر من 30 عاماً, إنها أكبر منشأة إصلاح من نوعها في الشرق الأوسط للمعدات الدوارة مثل الضواغط, وتوربينات الغاز والبخار وغيرها. كذلك فإن ISCOSA مسؤولة عن عقود الصيانة طويلة الأمد مع زبائننا المحليين. بالنسبة إلى زبائننا, من المهم أن نكون أقوياء محلياً, لكن يجب أن تتوافر لنا إمكانية الوصول إلى الابتكارات والحلول العالمية. كشركة سيمنس بإمكاننا أن نلبي هذه الرغبة. أخيراً وليس آخراً، إن ''سيمنس'' هي الشركة الوحيدة في العالم التي تستطيع مساعدة زبائنها بتقديم الحلول المبتكرة والمستدامة على كل مستوى من مستويات سلسلة تحويل الطاقة. لدينا قائمة من المنتجات والخدمات التي تضمن إمداد طاقة موثوقا به وفاعلا يلبي الطلب السريع المتنامي على الطاقة في الشرق الأوسط. نحن نتطلع إلى مستقبل زاهر.