المعهد ثمرة تعاون بين كبريات الشركات والمؤسسات الخليجية والعالمية
قدم المهندس عبد اللطيف أحمد العثمان النائب الأعلى للرئيس للشؤون المالية في شركة أرامكو السعودية ورئيس مجلس محافظي معهد أعضاء مجالس الإدارات لدول مجلس التعاون الخليجي أمس الأول، لمحة تعريفية موثقة لفكرة تأسيس المعهد وأهدافه وبرامجه المستقبلية.
ورحب العثمان خلال لقاء له مع «الاقتصادية» على هامش لقاء الثلاثاء الذي أقيم الأسبوع الماضي في غرفة الشرقية في الدمام وتم خلاله استضافة الدكتور عبد الله حسن عبد القادر المشرف على معهد أعضاء مجلس الإدارات لدول مجلس التعاون الخليجي, بانضمام الدكتور العبد القادر وقال انتهز هذه الفرصة للتعبير عن ارتياح وسرور مجلس محافظي أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي لاختيار الدكتور العبد القادر مشرفا عاما للمعهد لما يتمتع به من خبرة واسعة وطويلة في مجال حوكمت الشركات.
وأوضح العثمان لـ «الاقتصادية» عددا من الحقائق والمعلومات عن معهد أعضاء مجالس الإدارات لدول مجلس التعاون الخليجي واستراتيجيته ودوره في النهوض بأداء المجالس الإدارية والدورات التي نظمها داخل السعودية.
وتحدث عن نظرة المعهد المستقبلية للارتقاء بمستوى كفاءة مجالس إدارات الشركات ومصادره المالية لدعم برامجه وأنشطته.
فكرة التأسيس
طرحت «الاقتصادية» عددا من المحاور التي وجدت الإجابة الشافية من العثمان، الذي بدأ حديثه لنا عن انطلاق فكرة تأسيس معهد أعضاء مجالس الإدارات لدول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا أنها مؤسسة غير ربحية انطلقت عام 2006.
كثمرة تعاون وثيق بين «أرامكو السعودية»، «سابك», بنك الإمارات دبي الوطني, «إنفستكورب», مجموعة زين للاتصالات, إضافة إلى عدد من البيوت الاستشارية الرائدة، وهي «ماكينزي آند كومباني», «آلين آند أوفري», «هايدريك آند ستراجلز», و»بريس ووتر هاوس كوبرز».
وأضاف، لقد حظي المعهد أيضا بدعم قوي من الهيئات التنظيمية الإقليمية بما في ذلك هيئة سوق المال السعودية, الهيئة العامة لسوق المال في سلطنة عمان, هيئة الأوراق المالية والسلع في الإمارات, وهيئة قطر للأسواق المالية.
#2#
أهداف واستراتيجية
ما الأهداف التي يسعى المعهد لتحقيقها وكيف هي نظرته الاستراتيجية؟
يخطط المعهد من خلال منهجية استراتيجية لإحلال تأثيرات إيجابية على الاقتصاد الخليجي ومجتمعاته من خلال الرقي المهني والتوعوي لأعضاء المجالس الإدارية وتعزيز فاعلية أداء مجالسهم وقراراتهم، حيث تتمثل أهداف المعهد في زيادة الوعي الإقليمي بأهمية الحوكمة الفعالة للشركات ومسؤوليات أعضاء المجالس الإدارية من خلال تشكيل منتدى للمناقشة ومشاركة الخبرات المكتسبة لأعضاء المجالس الإدارية إقليميا وعالميا، وإنشاء شبكة ترابط وتواصل إقليمية من أعضاء المجالس الإدارية للشركات من خلال عقد الاجتماعات وتيسير التواصل بين أعضاء المجالس الإدارية الإقليمية والمستشارين المهنيين وكبار المديرين التنفيذيين وخبراء الشؤون التنظيمية، إضافة إلى تطوير كفاءات كبار أعضاء المجالس الإدارية في دول مجلس التعاون الخليجي كي يكونوا قدوة لغيرهم من أعضاء المجالس حاليا ومستقبليا، ونشر معرفة عالية الجودة عن شؤون حوكمة الشركات ومجالس الإدارة من خلال الدراسات، البحوث والإصدارات الخاصة بشؤون حوكمة المجالس الإدارية والتوعية بأفضل الممارسات الفعالة.
كفاءة مجالس الإدارات
حدثنا عن طبيعة العلاقة بين الارتقاء بمستوى كفاءة مجالس إدارات الشركات وربحيتها وفاعلية أدائها؟
هناك علاقة إيجابية واضحة ورابط قوي بين ربحية الشركات ونجاحها ومستوى فاعلية مجالس إداراتها.
فكلما كان مجلس الإدارة يحظى بمستوى أعلى من متطلبات الكفاءة كامتلاك أعضائه خبرات متميزة ومتنوعة بما يخدم أهداف الشركة، وتركيز المجلس على الأهداف الاستراتيجية وإدارة المخاطر، ووجود نظام مراجعة فعال، ازدادت قوة الأداء المالي والربحية لدى الشركة على المدى الطويل، كما أن لذلك أثرا إيجابيا لدى المساهمين في الشركة مما يعني ارتفاع قوة مركزها المالي.
وهناك دراسات وبحوث كثيرة في هذا المجال أجرتها الجهات المعنية وشركات الاستشارات الإدارية كشركة ماكينزي آند كومباني، حيث إن إحدى دراساتها استنتجت أن الشركات ذات مجالس الإدارات الأكثر فاعلية التي ترتقي بأداء أعضائها إلى أعلى المستويات المنصوح بها عالميا تشهد ارتفاعا ملحوظا في تقييمها المالي على المدى الطويل.
واستنتجت تلك الدراسة التي أجريت على شركات في مجموعة من الاقتصادات الناشئة أن الشركات التي تقوم بجهود جادة لرفع كفاءة مجالس إداراتها، تشهد ارتفاعا كذلك في جذب المستثمرين ومن ثم ارتفاعا في قيمها وأدائها المالي.
أنشطة المعهد
وماذا عن أنشطة المعهد الحالية، وكيف يترقب المعهد السمو بفعالية أداء المجالس الإدارية وأعضائها؟
تعلمون أنه ولتحقيق أهداف المعهد والنظرة الاستراتيجية المتبناة من قبل مجلس المحافظين فإنه يتم تطوير وتنظيم عدد من اللقاءات وورش العمل سنويا، تهدف إلى تنمية قدرات أعضاء المجالس الإدارية الذين سيتبنون ترويج ممارسات الحوكمة الفاعلة في إدارة الشركات أو المنظمات.
وتتميز ورش العمل واللقاءات المنظمة بعوامل عدة تتيح للمشاركين الاستفادة القصوى.
فالجلسات محدودة من حيث الحجم ويقتصر الحضور على أعضاء المجالس الإدارية لتوفير فرص الحوار والنقاش الغني بالمعرفة بين المشاركين.
إضافة إلى تبادل أحدث شؤون ومستجدات الحوكمة وأفضل الممارسات بشأن حوكمة الشركات وواجباتهم الإشرافية، كما يقوم هؤلاء الأعضاء بإثراء الجلسات من خلال تبادل المعرفة بشأن الحالات الواقعية والتحديات التي تواجه مجالس إدارتهم.
وقد نظم المعهد أولى ورش العمل لكبار أعضاء مجالس الإدارات في عام 2007، وشارك في برامج المعهد إلى الآن ما يزيد على 200 عضو من مجالس الإدارات في المنطقة.
وإن تنظيم وإجراء مثل هذه اللقاءات وورش العمل في أماكن متعددة سنويا وتتناول نطاقاً واسعاً من المواضيع التي تخص شؤون حوكمة الشركات والإدارة الناجحة للمجالس الإدارية ويتم خلالها نقاش بناء حول المحاور الرئيسية للحوكمة الفاعلة التي تتكون من، أولا: تكوين مجالس الإدارات وكفاءات أعضائها، حيث يعتبر الالتزام بأفضل ممارسات حوكمة الشركات حقيقة ينبغي على أغلبية مجالس إدارات كبريات المؤسسات التعامل معها. وتماشياً مع تلك الحقيقة، تتحول دفة التركيز في اتجاه أداء مجالس الإدارات، حيث يخضع اختيار وتسمية أعضاء مجالس الإدارات إلى العملية الصارمة نفسها التي طالما صاحبت تعيين المديرين في المناصب التنفيذية، في حين تلقى متطلبات الشفافية تركيزاً كبيراً على التكوين السليم للمجالس والاستقلالية الحقيقية.
ثانيا: أدوار ومسؤوليات أعضاء مجالس الإدارات، حيث يصاحب التنفيذ الحتمي لمستوى أعلى من التزامات حوكمة الشركات في المنطقة تحمل أعضاء مجالس الإدارات التزامات ومسؤوليات قانونية أكثر صرامة، وتوقع حملة الأسهم والدائنين التزام أعضاء المجالس بأفضل ممارسات حوكمة الشركات.
ثالثا: هياكل مجالس الإدارات وعملياتها وبروتوكولاتها فهي تشهد حالة من التطور السريع من حيث إعداد بروتوكولات العمل وتهدف هذه الجلسة إلى استكشاف أفضل الممارسات في هذا المجال.
وتتضمن الجلسة مناقشات حول هياكل مجالس الإدارات وتكوينها واجتماعات المجالس والجمعيات العامة وتمثيل حملة الأسهم والسرية والإفصاح.
وبحث العوائق التي تحول دون تطبيق أفضل الممارسات في المنطقة وكيفية التغلب عليها.
ورابعا: الاضطلاع بأدوار مجالس الإدارات، حيث إنه إضافة إلى وجود مجلس الإدارة المناسب والنموذج التشغيلي المناسب، من الضروري أن تتأكد مجالس الإدارات من تركيزها على الموضوعات المناسبة.
وتستكشف هذه الجلسة الأدوار الأساسية لمجلس الإدارة.
خامسا: آليات مجالس الإدارات الفعالة، فيأتي ضمان الحفاظ على ارتفاع مستوى مناقشات مجلس الإدارة من بين الجوانب التي تبذل أغلبية مجالس الإدارات جهداً حثيثاً في التعامل معها.
وتستكشف هذه الجلسة كيفية تحسين وتفعيل نقاشات أعضاء مجالس الإدارات التي تدور داخل المجلس وخارجه.
سادسا تقييم مجالس الإدارات وتجديد العضوية، حيث يتألف من جلستين حيث تُعنى الجلسة الأولى بمراجعة أداء مجالس الإدارات وتغطي معلومات حول الاتجاهات في إجراء هذه المراجعات ومدى انتشارها وأسبابها المنطقية وكيفية إجرائها وديناميكيات بدء عملية المراجعة والبناء عليها. وتتناول الجلسة الثانية خلافة أعضاء مجالس الإدارات.
دورات في السعودية
هل قمتم بتنظيم دورات داخل السعودية؟
يقول العثمان: إن أرامكو السعودية استضافت أخيرا ورشة العمل السادسة لتطوير القيادات التنفيذية في رأس تنورة على مدى أربعة أيام.
وقد شارك في اللقاء عدد من كبار رجال الأعمال والاقتصاد؛ إضافة إلى شخصيات مرموقة من أكاديميين وخبراء ومستشارين.
وتضمن اللقاء نقاشات عدة تمحورت حول أبرز القضايا والتحديات الحوكمية التي تواجه المجالس الإدارية وأعضائها في المنطقة.
كما تحدث في الملتقى عدد من المتحدثين الرسميين أبرزهم المهندس خالد الفالح, رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لـ «أرامكو السعودية» والمهندس عبد الله السيف, رئيس مجلس إدارة شركة معادن والبرفيسور ديفيد بيتي, رئيس الشبكة الدولية لحوكمة الشركات.
وماذا عن البرامج المستقبلية للمعهد؟
استطاع المعهد إطلاق عدة فعاليات بما في ذلك ورشة متابعة للذين سبق لهم حضور ورشة عمل كبار أعضاء مجالس الإدارات وورشة عمل مخصصة تركز على دور رؤساء مجالس الإدارات.
ويتم نشر مزيد من المعلومات عن هذه البرامج الخاصة على الموقع الإلكتروني للمعهد، وسيعقد المعهد أيضاً عدداً من الفعاليات واللقاءات في أنحاء المنطقة بهدف لم شمل المشاركين السابقين في برنامج المعهد وتوفير فرص للتعارف بين الزملاء من أعضاء مجالس الإدارات.
ما المصادر التمويلية التي تعتمدون عليها لتحقيق أهداف المعهد؟
المعهد كمؤسسة غير هادفة للربح، يسعى لتغطية نفقات المعهد التشغيلية من خلال عدة قنوات منها برامج الشراكة الرسمية والرعاية الرسمية التي تنقسم إلى أربع فئات: رعاية ورش العمل، رعاية اللقاءات، رعاية النشرة الإلكترونية، ورعاية المنشورات. كما تنقسم رعاية المنشورات إلى الفئات: البلاتينية والذهبية، والفضية.
دراسات وبحوث
هل قمتم بإعداد دراسات وبحوث خاصة بنظام الحوكمة؟ وما أبرز التوصيات فيما يخص مجالس الإدارة في دول الخليج؟
قام المعهد بإعداد ونشر دراسة بعنوان «نحو بناء مجالس إدارة أفضل: استعراض لفاعلية مجالس الإدارات في الخليج» العام الماضي، واستنتجت الدراسة أن مجالس الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي لا يزال أمامها عمل كثير لتحقيق التقدم في عدد من المجالات، ومن الواضح أيضا أن هناك قدرا كبيرا من العزم والرغبة في المنطقة لرفع مستوى فاعلية مجالس الإدارة، بما يتجاوز تطبيق أفضل الممارسات من الاقتصادات الأكثر تطورا والانطلاق نحو استكشاف الحدود الجديدة لأفضل الممارسات.
ويوجد اتفاق في الآراء بشأن المستلزمات، وبشأن المجالات المحددة التي تحتاج إلى أكبر قدر من الاهتمام.
ومن أهم استنتاجات هذه الدراسة تركيز جهود اختيار أعضاء مجالس الإدارة والقيمة المضافة التي يجلبونها، الاعتناء بتطوير مهارات أعضاء مجالس الإدارة وتعريفهم بمهامهم الإشرافية، الحرص على استقطاب أعضاء ذوي خبرة دولية في الأعمال والإدارة، توضيح أدوار جميع الأطراف المعنية للمؤسسة: المساهمون، مجلس الإدارة، إنشاء لجان أساسية متمكنة في كل مجلس بما فيها تدقيق الحسابات، الترشيحات وإدارة المخاطر، تخصيص وقت أطول لمناقشة التخطيط الاستراتيجي, الكفاءات والمواهب، وإدارة المخاطر وكذلك إدارة الأداء، أن يقوم رئيس مجلس الإدارة بتفعيل المشاركة لضمان الحصول على آراء جميع الأعضاء في الاجتماعات، ووضع نظام لتقييم أداء مجلس الإدارة ككل، وأن يشمل في المستقبل طريقة لتقييم كل عضو على انفراد.