الإسكندرية - دبي - الخرطوم

شدني إعلان يوم الثلاثاء الماضي نشر في صحيفة ''الأهرام'' المصرية لشركة طيران (فلاي دبي). الإعلان الذي ظهر في صفحة كاملة يقدم عروضا للمسافرين من السوق المصري بأسعار مغرية لرحلات من مدينة الإسكندرية إلى قاعدة الشركة مدينة دبي ومن ثم إلى وجهاتهم في مدن عربية متفرقة. من الرحلات المعروضة رحلة من الإسكندرية إلى الخرطوم (طبعا عبر دبي). مسافة مسار هذه الرحلة تبلغ ثلاثة أضعاف الرحلة المباشرة من الإسكندرية إلى الخرطوم، ولو أخذنا مقياس الزمن وفيه وقت الانتظار في مطار دبي للرحلة المغادرة إلى الخرطوم لزادت النسبة على ثلاثة أضعاف. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تربح هذه الناقلة من هذه النوعية من الرحلات البعيدة إلا إذا كان القصد من ذلك التنافس لإلحاق الضرر بالشركات التي تعمل من مطار الإسكندرية وتطير إلى وجهات مشابهة. يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تستضيف فيه مصر الاجتماع الدوري للاتحاد العربي للنقل الجوي، وكان من الأهمية بمكان أن يدرج في محاور الاجتماع تنظيم وتوزيع الرحلات البينية لدى شركات النقل الاقتصادي والحفاظ على رساميل المستثمرين. بعض الخطوط الاقتصادية مدعومة من الحكومات، وبالتالي يكون لها القدرة على المنافسة وتقديم أسعار رخيصة وغير واقعية ومن ثم تلحق الضرر بالشركات الأخرى، وبذلك تخالف الأنظمة الدولية الخاصة بالتنافسية العدلية. كما يأتي هذا الإعلان متوافقا مع تدشين تطوير مطار برج العرب في الإسكندرية الأسبوع الماضي، الذي سيكون القطب الثاني مع مطار القاهرة لخدمة تجمعات سكنية بين المدينتين يقطنها عشرات الملايين. وكان مطار الإسكندرية في السابق ملاذا لخطوط جوية اقتصادية تحاول البقاء وتحقيق أرباح تغطي تكاليف طائراتها، إلا أن تمكين الخطوط الاقتصادية المدعومة من الحكومات سيؤدي حتما إلى إفلاسها وخروجها من السوق. سلطات الطيران المدني عليها العمل باستقلالية لجعل شركات الطيران الاقتصادي تعمل بتنافسية عدلية للحفاظ على الشركات الناشئة الطموحة التي سيكون لها القدرة على تقديم صناعة نقل جوي منافسة وذات جودة عالية. هذه المنهجية في التحرير غير المقنن إن استمرت من شأنها إفشال أي شركة طموحة تعمل بموارد بحتة من القطاع الخاص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي