هل تنجح استراتيجية العاطفة تجاه التعليم؟

هل تنجح استراتيجية العاطفة تجاه التعليم؟

إذا قمت بالإنشاء، فإنهم سيأتون، حسب الترنيمة السائدة. وهذا هو بالضبط ما فعلته جيم شو مع مجموعة مدارس إيتون هاوس. وعلى الرغم من أن شو أصبحت قائدة راسخة الجذور في سنغافورة، حيث تتولى الإشراف على عشرة مراكز تعليمية، إلا أنها تقول إن محاولة دخول السوق الصينية كانت أمراً أصعب بكثير. وتقول بخصوص هذا الأمر ''إن التحدي الماثل على الدوام هو العثور على الأشخاص المناسبين لإدارة مثل هذا النوع من الأعمال، إضافة إلى الصعوبات ذات العلاقة بإيجاد الأشخاص الذين يرغبون في التوجه إلى الصين، حيث غالباً يعتبرونها عقبة في الطريق''.
كانت شو تتحدث بذلك أمام جامعة إنسياد في آسيا، حيث وجهت إليها دعوة خاصة لكي تتحدث أمام طلبة شهادة الماجستير الذين يدرسون عدداً من المساقات الخاصة بالاستراتيجية الصينية. غير أنه حين يتعلق الأمر بأي نشاط عملي، وبغض النظر عن موقع ذلك النشاط، فإن توجيه ما يكفي من الانتباه إلى الأمور الرئيسة يجب أن تكون له أولوية خاصة في أذهان المسؤولين عن ذلك. وتقول عن ذلك ''حتى يمكن إنشاء نشاط عملي يتصف بالاستدامة، فإن على كلية ذلك النشاط العملي أن تحقق ''فائضاً''. ولا يحب التربويون كلمة ''ربح''، ولذلك نستخدم بدلاً منها كلمة ''فائض''. ''ولا بد من أن يكون النشاط العملي مستداماً حتى يتمكن من توليد الفائض المطلوب''. ولا شك أن الصفاء والهدوء لعبا دوراً كبيراً في تحقيق النجاحات التي توصلت إليها شو.
وبعد فترة توقف في لندن بسبب نقل زوجها لكي يعمل هنالك، فوجئت شو بمدى استمتاع ابنتها في الذهاب إلى مركز تعليمي ما قبل المدرسة في العاصمة البريطانية. وقد تطوعت شو نفسها لكي تعمل مجاناً في هذا المركز، حيث اكتشفت أن تجربة التعليم المبكر في المملكة المتحدة القائمة على التساؤل، والألعاب، كانت تمثل أسلوباً مختلفاً تماماً عمّا كان يدور في ذهنها في ذلك الوقت. وقد بلغ بها الحماس لذلك أن بدأت بمشروع مماثل للتعليم في هذه المراحل العمرية في بلادها، سنغافورة، بمجرد أن عادت من لندن، وذلك قبل 15 عاماً، حيث كان الصف التمهيدي يضم 35 طالباً.
وتدير مجموعتها في الوقت الراهن 35 مدرسة في سنغافورة، والصين، وإندونيسيا، والهند، واليابان، وماليزيا، وكوريا، حيث تضم برامجها شهادة البكالوريا الدولية التي ينتمي إلى الصفوف الخاصة بها ثلاثة آلاف طالب من أكثر من 50 جنسية.
غير أن نجاح هذه المجموعة ليس مجرد صدفة، حيث تقول شو إن التركيز الخاص على الجودة، إضافة إلى نوعية المعلمين، يظل بمثابة أولوية متقدمة للغاية في ممارستها لمهام عملها الإداري، والإشرافي. وتؤكد هنا على أن الأطفال ''يحققون أفضل مستويات الاستفادة من التعليم حين يتلقون دروسهم، وهم يلعبون ويمرحون''.
لذلك، حرصت على إنشاء مركز إيتون التعليمي للقيام بمهمة خاصة هي تدريب، وإعداد المعلمين، إذ إن التدريب في هذا المركز شامل من منطلق أنه يقدم برامج أكاديمية متقدمة لتعليم الأطفال في سن ما قبل المدرسة بصفة خاصة.
وتقول شو بخصوص ذلك ''إن هدفنا يتمثل في أن يكون لدى المعلمين، بمن فيهم المعلمون الحاليون، دبلوماً على الأقل في اختصاص تعليم الأطفال من سن ما قبل المدرسة. كما أن كثيراً منهم يجدون أن من اللازم الاستمرار، والحصول على درجتي البكالوريوس، أو الماجستير في ذلك''.
وعلى الرغم من أن المدرسين التابعين لمجموعتها في الصين، عالميون، إلا أن هنالك عدداً من المدرسين المحليين الذين يقومون بمساعدتهم. وقد اختارت كذلك أن يكون مكتب العمل الرئيس لهذه المجموعة في مدينة شنغهاي. وتقول ''إننا في خضم عملية مستمرة من أجل تعلم كيفية ضغط النفقات، حيث علينا أن نعتاد على التعامل مع الظروف، والمعطيات المحلية''.
وحققت هذه الاستراتيجية نتائج جيدة، ولا سيما في سوزهو، حيث تقول شو ''لقد كنا عملنا هنالك في غاية الإتقان، حتى أن لدى المدرسة في الوقت الراهن قائمة طويلة من طلبات إدخال الأطفال إليها''. وقد قدرت السلطات ذلك، وأتاحت الإطار القانوني اللازم للتوسع في تطبيق هذا النظام التعليمي المميز. وأدركت سلطات هذا الإقليم أن عليها أن توفر المدارس الدولية فيه، حتى تتمكن من اجتذاب مزيد من الاستثمارات. ونظراً لدراسة الأطفال منهج البكالوريا الدولية، فإنهم يستطيعون الانضمام إلى الأنظمة التعليمية في بلدانهم لدى عودتهم إليها، خصوصاً إذا كانوا قد أمضوا عامين من الدراسة في هذا البرنامج.
على الرغم من أن ابنة شو تعمل في الحقل التعليمي ذاته، إلا أن الأم تشدد على ضرورة مراعاة كل الشروط، والمتطلبات المهنية، حين يكون الأمر متعلقاً بمن يخلفها في إدارة هذه المجموعة التعليمية. وتقول إن الموضوعية أمر مهم للغاية بهذا الخصوص. وتضيف ''لا أزال أعتقد أن النشاط التعليمي ينبغي أن يدار بأعلى درجات المهنية، حيث إنه إذا تمتع من يقومون بذلك بالمهنية المطلوبة، فلا يعود يهم من الشخص الذي يتولى الأمر''. ومن الخطير للغاية الحرص على توظيف الأقارب في مشاريع النشاط العملي، ولذلك فإنها ترى أن معظم مشاريع العمل في الصين لن تتخطى جيل الأسرة الثالث.
تعلق شو على كفاءة الإدارة بقولها ''إذا كانت لدى ابنتي العاطفة اللازمة من أجل التعليم، فإن بالإمكان ضمها إلى قائمة المرشحين لخلافتي، ومع ذلك علينا ألا نجعل منها المرشحة الوحيدة لذلك''.

الأكثر قراءة