لاعب كرة القدم.. وثقافة الاحتراف
في بداية الموضوع دعونا نبحث عن كلمة (احتراف) معناها وأصولها.. فكلمة (احتراف) مشتقة من كلمة (حرفة) أي (مهنة) أو (عمل).. والاحتراف في كرة القدم يعني التفرغ الكامل وامتهان كرة القدم كمهنة أو صنعة، وبالتالي التفرغ الكامل لممارسة كرة القدم يتقاضى فيها اللاعب لقاء ممارسته كرة القدم مبالغ مالية كرواتب ومكافآت وبدلات بموجب عقد محدد المدة.
وفي عصرنا هذا ومع متغيرات الحياة نجد أن (الاحتراف) لابد منه لتطوير أي قطاع رياضي في العالم كونه النافذة الوحيدة التي يطل من خلالها اللاعب والمدرب والمؤسسة الرياضية بأكملها لتجويد العمل وفق مرئيات عملية ترتبط بمعرفة آخر مستجدات العلوم الرياضية الحديثة، وخصوصاً تطورات أساليب ونظم التدريب في كرة القدم وأيضاً كيفية التعامل مع اللاعب كونه الغاية والهدف في آنٍ واحد، ووضع خريطة طريق لكل العاملين في منظومة كرة القدم.
ولكي تتحقق نتائج الاحتراف بشكل إيجابي وبنّاء فإنه لابد أن تتوافر عناصر أساسية يجب أن تعمل بتعاون وتفاهم وفق الأنظمة والقوانين واللوائح المنظمة لعملية الاحتراف وهذه العناصر هي:
- اللاعب (أو وكيله المعتمد) ـ الاتحاد الكروي الذي ينتمي إليه اللاعب – النادي - مسؤولو الاحتراف في الاتحاد الذي ينتمي إليه النادي بجانب العناصر المساعدة وهي المستشارون الفنيون والقانونيون.
والاحتراف في الرياضة يعني الانضباط في السلوكيات المهنية والانصياع التام وتنفيذ بنود الاتفاق أو العقد الاحترافي الموقع بين اللاعب أو المدرب وبين النادي مما يستوجب على اللاعب أن يلتزم بالتدريب في الأوقات التي يحددها النادي إن كان في الفترة الصباحية أو المسائية، وأن يؤدي المباريات وفق ما يطلبه المدرب واحتياجات الفريق، وهذا المفهوم يحتاج إلى أن يتفهم ويمتلك اللاعب ثقافة الاحتراف الحقيقية، فهي نبراس لكل لاعب حتى يعرف حقوقه وواجباته، والتزاماته تجاه ناديه حسب شروط الاحتراف التي يضعها الاتحاد المحلي.
ومثال لذلك فإن التدريب بنظام اليوم الكامل، فالرياضي المتفرغ لممارسة كرة القدم عليه أن يتدرب مثلاً ما يعادل أربع إلى ست ساعات يومياً، إضافة إلى حصص التدريب المهارية والمحاضرات النظرية وجلسات المعالجة الطبية والنفسية، واتباع نظام غذائي صارم وانضباط في السلوكيات والأخلاقيات، وكذلك يجب أن يلم المحترف إلماما كاملاً بما يترتب على مخالفته لهذه البرامج من العقوبات الموجودة في اللوائح والتي تطبق بحزم على الجميع، وكل مخالفة لها عقوبة واضحة، ولذلك لا يعترض أي لاعب على العقوبة الموقعة عليه، واللاعب المحترف يحتاج إلى دراسة بنود العقد الموقع بينه وبين ناديه دراسة مستفيضة، وأن يفهم كل المفردات الواردة فيه والتركيز على معرفة المتطلبات الفنية والمتطلبات الأخرى.
وهكذا فإن هذا هو مفهوم الاحتراف الرياضي الصحيح، كما تطبقه أوروبا في كرة القدم، والواقع يقول إن أوروبا تطبق نظاماً صارماً للاحتراف.. لأن الاحتراف الأوروبي يعتبر واحداً من أقوى مستويات الاحتراف الرياضي في العالم.. وطبعا أشدها التزاماً بالشروط والعقود، ولكني وبكل صراحة ذهلت وأنا اطلع على الاحتراف في كرة السلة الأمريكية وأستطيع أن أقول إن النظام الاحترافي الأقوى في العالم ليس في مجال كرة القدم ولكنه في الدوري الأمريكي للمحترفين بكرة السلة.. حيث الاحتراف كما لا تجده في أي مكان آخر، فإذا كنت قد تجد لاعباً في أوروبا يخضع للمحاكمة لمخالفته بنداً من بنود الاتفاق بينه وبين النادي ففي أمريكا محكمة خاصة بالـ NBA تقوم بحل كل القضايا والأمور التي تحدث الخلاف والمنازعات بين الأطراف.
وهل تعلم أن أي لاعب يلعب في الـ NBA لأربع سنوات أو أكثر يكون قد ضمن لنفسه راتبا مدى الحياة من قبل المنظمة وتحدد قيمته بناءً على قيمة عقوده، وكلما زادت سنوات مشاركته في هذا الدوري زادت نسبة هذا الراتب الذي سيتقاضاه مدى الحياة.
وهل تعلم أن أي لاعب كرة سلة محترف شارك في معسكر تجريبي لأحد فرق الـ NBA، وتم تسجيل مشاركته في سيرته الذاتية "حتى ولو لم يتم قبوله" يكفيه لأن يلعب في أي ناد في العالم, يخوله طلب المبلغ الذي يريد.. فهل تقتدي السلطات المسؤولة عن كرة القدم بما يقدم في الاحتراف في كرة السلة أم ستتفوق عروض الاحتراف في كرة القدم من حيث الأرقام الخرافية التي تقدم للاعبين؟
وعلينا أن نتعلم معنى الاحتراف الحقيقي لكي نستطيع تطبيقه، فأولى قواعد الاحتراف هي إيجاد لوائح شاملة وثابتة وواضحة تتوافر فيها شروط الاحتراف الحقيقية ووضع كل الخطوات الواجب اتباعها من أجل التطبيق الصحيح للاحتراف وإيجاد المرجعية القانونية للفصل في المنازعات التي تحدث نتيجة لقصور في اللوائح وعدم شموليتها أو عدم التزام أحد الأطراف بتطبيق مفردات اللائحة وبنود العقد الموقع بين الطرفين، على أن تكون هذه اللوائح مستمدة من لوائح الفيفا ولوائحه المنظمة لانتقالات اللاعبين والاحتراف بصورة أشمل.
ومن الضروري أن تكون هذه اللوائح واضحة لا تتسم بالغموض، حتى يمكن تطبيقها بسهولة ودون اجتهادات شخصية أو تفسيرات متعددة للوائح تجعل القرارات متضاربة.
ومن أجل تطبيق مثالي منضبط للوائح واتباع الأنظمة يجب أن تسبقها خطوات وأولى هذه الخطوات هو بث ثقافة الاحتراف وعلينا أن نهتم بصناعة الناشئين منذ الصغر وهي صناعة كرة القدم الحقيقية، وأن نجوم العالم بدأ تأهيلهم منذ صفوف الناشئين، فبجانب إعداد الناشئ بطريقة علمية سواء في التدريب أو اكتساب مهارات اللعب أو التغذية أو اللياقة البدنية يتم إدخال مفهوم الاحتراف في ذهنه وتطبيقه عملياً بضبط سلوكياته الرياضية بصرامة ودرجة عالية من الانضباط حتى يعتاد على ذلك في مراحل طفولته المبكرة، وإدراج هذه المادة في المناهج الرياضية بالمدارس، حيث نبدأ في تهيئة أبنائنا منذ الصغر في استيعاب المفهوم العام للاحتراف، وأن نكثف من نشر ثقافة الاحتراف بعدة طرق أهمها هو أن تقدم محاضرات وندوات يحاضر ويشارك فيها مسؤولو الاحتراف وخبراء اللعبة في العالم، لنقل مفاهيم كرة القدم الحديثة إلى صناع اللعبة لدينا سواء كانوا إداريين أو لاعبين أو المدربين والمعلمين في المدارس والجامعات.
ومن ضمن المفاهيم التي يجب أن ترسخ في أذهان اللاعبين العرب هو أن صناعة كرة قدم الحقيقية لا يتم إلا بإدرك أهمية مفهوم الاستثمار الرياضي، فالاستثمار يعطي القدرة على الإنفاق وبالتالي تطبيق الاحتراف الحقيقي الذي يؤدي إلى تتطور اللعبة، وأصبحت مفاهيم مثل الدعاية والتسويق والتمويل والبيع والشراء هي التي تنقل ناديا إلى قمة المجد أو لاعبا إلى عالم الثراء والمال والشهرة.
وعلى الاتحادات المحلية والأندية أن تعمل أيضا بروح احترافية وتطبيق مفاهيم الاحتراف والاستثمار من أجل الحصول على مكاسب أكبر ونجاح أكبر، وأن الفكر الاحترافي يجب أن يطغى على كل النواحي الأخرى التي تساعد في هذا التطوير باحتراف المسؤولين عن اللعبة، فاللعبة لا تدار من قبل هواة متطوعين بل بخبراء محترفين للإدارة فيصبح كل شيء محسوبا ومدروسا، ولا مجال للعشوائية وتدخل المصالح الشخصية أو الجهل الرياضي، لأن الجميع يجب أن يتفاعلوا مع متطلبات ثقافة الاحتراف الرياضي, والتي لها مردود فعال في ازدهار ورقي العديد من اللاعبين بسبب حسن استثمار هذه المتطلبات، ومن أجل الانطلاق نحو تحقيق نتائج أفضل على الصعيد الفردي الذي يخص اللاعب والمؤسساتي الذي يخص الانتماء الجغرافي والفكري الذي عليه اللاعب فإنه لابد أن تكون هناك نقطة انطلاق أكاديمية لدراسة ثقافة الاحتراف وفقاً للمعايير التي تتطلبها، وأن يعمل في ذلك المختصون والمهتمون بثقافة الاحتراف، ومتطلبات ثقافة الاحتراف التي تعتبر نوعاً من أنواع العمل والمراقبة والتقييم والاختيار، والمقصود بثقافة الاحتراف تلك الظروف العامة التي تحيط وتسيطر وتدير عملية الاحتراف من أجل تطوره والارتقاء به لتحقيق أهدافه وفق المنظورين العام والخاص.
ولابد للمحترف أن يتعمق في الثقافة الأخلاقية التي تفرض عليه واجبات تحدد المستوى الأخلاقي والالتزام والانضباط الأخلاقي والأدبي الذي يجب أن يكون عليه اللاعب عند تعامله مع الطرف الآخر ممثلاً في النواحي الإدارية التي تستوجب الإيفاء بمستلزمات العقد وأيضاً بالنواحي الاجتماعية والتربوية التي تفرضها أخلاقيات تعامله مع ناديه والعاملين فيه من إداريين ومدربين ولاعبين وجمهور بجانب ثقافة الاحتراف المهني، وهي كل ما يتعلق بالنواحي المتعلقة بالأداء الفني التي تستوجبها دافعية وعوامل نجاح اللاعب وتقديم المستوى المطلوب منه والمستوى الفني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة الذهنية التي تمثل النواحي النفسية والعقلية والفكرية للاعب التي تتطلب حدوث توافق نفسي وتكيّف ذهني.
وهناك أمر مهم جداً على المحترف التعامل معه بحذر واحترافية ألا وهو التعامل مع الإعلام، فاللاعب المحترف هو سفير رياضي وقد يكون سفيراً للنوايا الحسنة أو ممثلاً لمنظمات إنسانية أو خيرية طوعية بل هو يجب عليه أن يكون قدوة للصغار في كل خطوة يخطوها، وخاصة فيما يقوله من حديث عبر وسائل الإعلام مما يفرض عليه عديدا من مستلزمات العمل بالطرق والأساليب الدبلوماسية من النواحي الأخلاقية والتربوية وأسلوب التعامل مع الإعلام والجمهور والفريق الخصم وأخذ الحيطة والحذر في كل تصريح أو لقاء صحافي أو تلفزيوني، وأن توزن هذه التصريحات بميزان دقيق لأهميتها ومدى قوة تأثيرها في كل الحالات، وعلى جهات كثيرة أخرى خاصة الناشئين والصغار الذين يتأثرون بكل ما يقوله النجوم. وحيث إن لغة الحديث أصبحت شيئا مهما وضروريا لتسهيل عملية التخاطب وتلقي المعلومات والتوجيهات والأوامر الإدارية والفنية لابد أن يتمكن اللاعب من التخاطب باللغة الإنجليزية على أقل تقدير وهي التي أضحت لغة كرة القدم بل اللغة الشائعة في معظم مناحي الحياة في العالم والتي ستساعده على التعامل اليومي مع المجتمع أيضاً الذي يعيش فيه خاصة إن كان الاحتراف في أوروبا أو أمريكا، ولأن أهمية هذا الأمر لدى الأندية والمؤسسات الرياضية الكروية دفعت بالكثير منها على إرغام اللاعب وضمن شروط العقد على الدخول في دورات التعليم المستمر للغة البلد أو اللغة الإنجليزية وعلى أساس أن فهم اللاعب لما هو مطلوب منه سيساعده على تحقيق مستوى أعلى من الأداء والذي سينعكس إيجابياً على نتائج النادي.
وحتى تتضح الصورة بطريقة أكثر شمولية لابد أن يعي اللاعب تماماً معنى الاحتراف، وأن الاحتراف يعني وصول اللاعب إلى مستوى عالٍ من الأداء العام (بمفاهيمه البدنية والمهارية والخططية والتكيّف النفسي) الذي يسمح له بالتفوق والمساعدة في تحقيق نتائج أفضل للنادي، ولا يمكن لكلمة الاحتراف في حد ذاتها أن ترتبط بالمال فقط كونها دلالة وصفية على وصول الفرد إلى مستوى طيب من الإتقان في عمله أو صنعته، وهذا الوصول يمكن أن يوصله إلى التمييز الاقتصادي والاجتماعي، ويُعتبر الاحتراف في جميع مجالات الحياة المفتاح الذي يمكننا أن نفتح بهِ أبواب النجاح والوصول إلى منصات التتويج والمنافسة في البطولات القارية والعالمية في كرة القدم لكون نظام الاحتراف من الأنظمة المتكاملة التي تعطي مرونة في العمل وآلية في التنفيذ وبعد أن أثبتت التجارب العالمية للبلدان التي سبقتنا التي استطاعت أن تُطبق الاحتراف بشروطهِ واشتراطاته نجاح نهجها وتعبيد الطريق لها للوصول إلى التكامل الرياضي من جميع الأوجه الذي تتمثل في بناء شخصية وثقافة اللاعب الاحترافية التي تتكامل مع البنى التحتية والمنشآت الرياضية وكل ما يحتاج إليه الرياضي في عملية الإعداد وما نراه اليوم في بناء مدن رياضية متخصصة في الألعاب الفردية والجماعية ساعدت بشكل آخر في هذا النجاح.
ويمر احتراف اللاعب بعدة مراحل منها خلال مراحل عمر اللاعب المبكرة وذلك لقناعة النادي بالإمكانيات المستقبلية التي عليها هذا اللاعب وهي نظرة يقف عليها العديد من المستشارين الفنيين والمراقبين العاملين في هذا المجال بالذات، وعادة ما تكون أهداف العقد هنا استثمارية بنظرة تعتمد على تطوير مستوى اللاعب ومن ثم بيعه والاستفادة المادية من وراء هذا التطوير، وهنا يزداد دور الأسرة في أهميته وهو متابعة هذا الأمر عن قرب واتخاذ القرارات التي تنصب في مصلحة الناشئ وتوفير الحماية القانونية له حتى لا يستغل نتيجة لجهله بالأمور القانونية وغيرها، وأن يتم التفهم الكامل لهذه المرحلة من زمن الاحتراف والمراحل التي تليها، كما أن المرحلة الأهم في عمر اللاعب، وهي حينما يبلغ العمر والمستوى الذي يؤهله ليصبح نجماً عالمياً أو دولياً فيجب أخذ الحيطة التامة لأن في هذه المرحلة يكون اللاعب في فورة مرحلة المراهقة والتي تتطلب الانضباط والانضباط الأخلاقي على وجه التحديد لأن الشاب يجد أمامه كل شيء المال والشهرة والمعجبين والمعجبات وكل الطرق ممهدة للانحراف وعليه أن يمسك بزمام شهواته من كل المغريات التي تضر بصحة اللاعب، وهناك احتراف ينتج عن احتياج النادي إلى قدرات اللاعب في مركز معيّن، وهناك ما ظهر أخيراً على الساحات العربية ويعتبر نوعا جديدا من الاحتراف فرضه التطور المالي لبعض الدول يصاحبه تأخر كبير في مستوى لاعبيها وهو ذات الأمر الذي يدفعها إلى الاستعانة باللاعبين (العالميين كبار السن) بهدف استفادة لاعبيها من خبرة ومهارة هؤلاء اللاعبين.
ويجب الانتباه إلى أن هنالك احترافا إيجابيا وهو الذي يعمل على تطوير اللاعب بشكل علمي متخصص ويعمل على تصعيد مستواه الفني وفهمه الخططي كونه يتعامل مع مستويات محترفة من المدربين وتحت رعاية مؤسسات كروية تعمل باحترافة في التنظيم والإدارة، والاحتراف السلبي وهو الذي يعمل على استنزاف واستغلال قدرات اللاعب بغية تحقيق نتائج على مستوى المنافسة فقط وعادة ما يكون مستوى اللاعب المحترف أفضل نسبياً في هذه الحالة من بقية اللاعبين، وتكمن الخطورة هنا في أن اللاعب المحترف لن يجد مؤشراً على إبداعه وتطوره باستثناء المنافسة التي يشارك فيها.
بعد أن أصبحت كرة القدم صنعة بدخول عالم الاستثمار في رياضة كرة القدم وبعض الرياضات الأخرى أصبح هناك دوافع أخرى للاحتراف وواحد من أهداف اللاعبين هو تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية حتى تتوافر لهم كل المعطيات التي تساعدهم على إتقان مهنتهم وتقديم المستويات التي ترضي طموحهم وتحقق النتائج لناديهم عن طريق تطوير مهاراتهم الفردية وتوسيع أفق إدراكهم الكروي، مما يدفع بهم للاستمرار والمواصلة في عالم الاحتراف.
وحتى نلم ببعض شروط الاحتراف نذكر بإيجاز الالتزامات على الأطراف ذات الصلة وهي:
التزامات النادي:
- تنظم العلاقة بين اللاعب والنادي الذي ينتمي إليه بصفة قانونية عن طريق اتحاد كرة القدم بالتزام النادي باللوائح تجاه اللاعب المحترف والاتحاد الشرعي، بعد توقيع العقد بين النادي واللاعب.
- التزام الأندية بكتابة الراتب السنوي للاعب والمكافآت في العقد.
- إذا لم يدفع النادي مستحقات اللاعب يحق له إرسال خطاب إلى اللجنة المختصة في الفصل في مثل هذه الأمور.
- يجب على النادي توفير كل الإمكانيات الفنية للاعب لمساعدته على تطوير مستواه الفني والبدني، كما يتكفل النادي بالمساعدة على إكمال اللاعب دراسته إذا كان يرغب في ذلك، وتم الاتفاق عليه.
- توفير جميع الأدوات والملابس الرياضية الخاصة بزي النادي لمشاركة اللاعب في البطولات والتدريبات بصفة منتظمة ومستمرة.
- يتكفل النادي بجميع مصاريف الإقامة والإعاشة والمواصلات الداخلية سواء بتوفير سيارة أو وسيلة نقل حسب الاتفاق بين الطرفين أو التنقلات خارج البلاد.
- على النادي التكفل بجميع مصاريف علاج اللاعب سواء في داخل البلاد أو خارجها.
- التزام النادي بعمل بوليصة تأمين لللاعب ضد حالات الوفاة والإصابة والعجز وأيضاً المرض من خلال إحدى شركات التأمين.
- التزام النادي بدفع التأمينات الاجتماعية والصحية لللاعبين.
- على الأندية المطبقة لنظام الاحتراف الالتزام التام بفترات تسجيل اللاعبين المحترفين.
- يجوز للنادي إصدار أي عقوبات على اللاعب المحترف في حال إخلاله بأي بند من بنود اللائحة أو العقد الموقع بين الطرفين.
التزام اللاعب بعقد الاحتراف:
- لا يسمح للاعب بمزاولة أي نشاط رياضي أو تجاري أو الالتحاق بوظيفة أخرى خلال فترة سريان عقده مع ناديه.
- التزام اللاعب بالمشاركات في جميع أنشطة النادي سواء الرسمية أو غير الرسمية في البلد وخارج البلد بشرط ألا تتعرض هذه المشاركة مع مشاركته منتخب بلاده.
- في حالة توقيع الطرفين لأي عقد للدعاية والإعلانات يجب توقيع القيمة الحقيقية للعقد لكلا الطرفين.
- يلتزم اللاعب باحترام القواعد والقوانين واللوائح لاتحاد الكرة وتطبيق مواد الدستور الأساسي ولوائح الاتحاد التي تنظم العلاقة المالية.
- يجب التحلي بالروح الرياضية وتقبل الفوز والهزيمة بروح واحدة كما عليه أن يعرف تماما ما يجب القيام به، وأن يتحلى بروح الحماسة والقتال والمحافظة عليها.
- الصبر والعمل بجدية والانضباط والالتزام الكامل هم الصفات الحقيقية للنجاح والاحتراف في كرة القدم.
- وهناك أمور أخرى كثيرة تضمن في العقود الخاصة بالمحترفين.
وهناك الاتحاد المحلي الذي يشرف على لعبة كرة القدم وعبر لجنة مختصة في الاحتراف يشرف على عملية الاحتراف بكاملها وفق اللوائح والنظم الخاص به والإشراف على تطبيق هذه اللوائح والفصل في الأمور المتنازع عليها بين الأطراف.
والآن وبعد أن قدمنا هذه مادة المختصرة نأمل أن نكون قد قدمنا صورة توضح الملامح العامة للاحتراف، وعلينا أن نستعرض جميعنا سلوكيات الجهات ذات الاختصاص في هذا المجال في عالمنا العربي، وأنا أرى أنه قد تم بحمد الله حتى هذه اللحظة عملاً معقولاً إلى حد ما حسب مفاهيمنا وإمكانياتنا المادية والبشرية على الرغم من أننا تأخرنا كثيراً في تطبيق عملية الاحتراف فلك أن تتصور بأن أول دولة طبقت نظام الاحتراف في العالم كانت بريطانيا في عام 1885.
وحتى يستوي الأمر ونتعمق في هذا العمل بالصورة الاحترافية الحقيقية هنالك عناصر أخرى لها أهميتها ويجب العمل في وسطها بل وفي داخلها من خلال برامج مكثفة توضع لهذا الغرض وهذه الجهات هي: الأسر- المجتمع – المدارس – الجامعات - الأندية.
وهذه الجهات يجب أن يتم التركيز حول نشر ثقافة الاحتراف فيها لأن اللاعب العربي حينما يحترف كرة القدم في بلده تواجهه صعوبات كثيرة أهمها عدم فهم أسرته أو مجتمعه الصغير أو مجتمعه الكبير أو إدارات المدارس أو الجامعات التي يدرس فيها أو ينتمي إليها لمعنى الاحتراف ودرجات الانضباط فيه، لأن الاحتراف لهذه المهنة لم يزل غير معروف ولا مفهوم وهنا تقع على عاتق الإعلام المرئي والمقروء والمسموع مسؤولية تولى مهمة التعريف بالاحتراف وثقافته بالتنسيق مع الاتحاد المحلي للعبة ولجانه المختصة والنادي بعمل الآتي:
- أن يتم الاستعانة بخبراء وأستاذة ومحاضرين في هذا المجال لإلقاء محاضرات تشرح واجبات كل طرف من هذه الأطراف.
- يجب أن تعقد جلسات استماع ومحاورة مع أسر اللاعبين وإطلاعهم بدورهم المنوط بهم.
- كتابة المقالات على الصحف بهدف نشر ثقافة الاحتراف وفق المنظور العام.
- إجراء مقابلات وحوارات تلفزيونية وإذاعية وصحفية مع المختصين لبيان أهمية مشاركة هذه الجهات في دعم اللاعب معنوياً ومساعدته في انضباط سلوكياته وتصرفاته كمحترف.
- إلقاء محاضرات بالمدارس والجامعات لتبصير إدارات هذه المؤسسات التعليمية وبيان دورها ومهامها وواجباتها تجاه الفهم والتعامل مع هذا الأمر.
- طباعة مطويات تعريفية بمبادئ الاحتراف وواجبات المجتمع تجاهها وتعميمها على الجميع.
- عقد دورات تأهيلية للاعبين وشرح المعوقات والمشكلات التي في الأماكن أن تواجههم في حال احترافهم داخل بلادهم وخارجها والأساليب التي يجب اتباعها للتعايش مع هذا الأمر.
وهناك أشياء كثيرة لا يسع المجال لذكرها ولكن علينا أن نقتنع بأهمية الاحتراف ودوره في تطوير المستوى العام للعبة وبالتالي فتح الباب أمام فرقنا ومنتخباتنا للمنافسة في المنافسات القارية والدولية وحتى نطبقه بالطرق الصحيحة علينا أن ننشر ثقافة الاحتراف.
والله ولى التوفيق،،،،