الكيكة الهندية
يحتل الشرق الأوسط المركز الأول على بقية مناطق العالم في نسبة نمو الحركة الجوية حسب التقارير الإحصائية الموثقة التي يصدرها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بنسبة تجاوزت 20 في المائة في السنة الماضية. ويعود الطلب المرتفع للسفر الجوي في منطقة الشرق الأوسط إلى النمو الاقتصادي ووجود عديد من المشاريع الكبرى التي تقوم بها شركات عالمية كما هو الحال في السعودية. كما يعود ذلك إلى تطوير المطارات التي أصبحت مجموعة منها محورية - رابطة قارات العالم كونها قواعد لخطوط دولية كدبي والدوحة وأبوظبي. توزيع الحركة الجوية في منطقة الشرق الأوسط يتميز بأنه متفاوت وموسمي، حيث يشتد الطلب على وجهات جديدة في العطل الصيفية، بينما تكون بعض تلك الرحلات كاسدة في بقية الموسم كالرحلات إلى كوالالمبور. بينما توجد أسواق تتميز بالاستدامة والنمو كسوق السفر الجوي بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة ذات الاقتصاد الأكبر والمستدام. تشكل كيكة الهند نسبة معتبرة لجميع الناقلات في الخليج، فطيران الإمارات لديه نحو 200 رحلة في الأسبوع إلى مدن مختلفة في الهند. لا توجد إحصائية موثقة عن حصة السوق السعودية من رحلات الهند التي تقوم بها الناقلات الخليجية في رحلات (ترانزيت)، إلا أن حجم كيكة الحركة الجوية من وإلى الهند كبير جدا مما أدى إلى دخول مزيد من الناقلات الناشئة التي تعمل بمنهجية النقل الاقتصادي. أسعار التذاكر من المملكة إلى الهند في متوسط 700 ريال فقط للمسار الواحد One-Way لرحلات يبلغ وقتها أكثر من ثلاث ساعات (قارن ذلك بين أسعار الرحلات الداخلية ذات السعر المثبت). تلك الأسعار المتدنية لرحلات الهند تأتي من واقع السوق الذي يملي قدرة شرائية محدودة للزبون، ومع ذلك فهي مربحة للشركات الذكية التي تحسن اختيار نوع الطائرات وطريقة التشغيل لمثل هذه الرحلات. فبينما تستخدم شركات طائرات ضخمة ومكلفة ولكن ذات طاقة استيعابية كبيرة كالخطوط السعودية وطيران الإمارات الذي سيدخل السوبر جامبو (A380) إلى السوق الهندية قريبا، سيكون للطيران الاقتصادي مزايا التكلفة التشغيلية المتدنية ولكن بطاقة استيعابية أقل كثيرا باستخدام طائرات الممر الواحد كبوينج 737 والإيرباص 320. سوق السفر الجوي الهندية ستكون رافدا استراتيجيا لصناعة النقل الجوي في منطقة الخليج العربي المجاورة لها.