دعوة إلى تفعيل التنسيق بين المرجعيات العلمية في المصرفية الإسلامية

دعوة إلى تفعيل التنسيق بين المرجعيات العلمية في المصرفية الإسلامية

شهد الربع الرابع من العام الحالي 2010 عديدا من المؤتمرات واللقاءات حول المصرفية والتمويل الإسلامي، واللافت للنظر أن العديد منها تكرر فيها طرح المواضيع التي طرحت في مؤتمرات أخرى في الفترة نفسها ما يثير تساؤلات عديدة لعل من أهمها: هل هذا يعني أنه لا يوجد تعاون كاف بين الجهات البحثية والمهتمة بدراسات المصرفية الإسلامية؟ وكيف يمكن أن يوجد هذا التعاون أو مدى تطويره؟ وما أهم الأسباب لضعف هذا التعاون وما المخرج من ذلك؟ حول هذه الأسئلة يقول الدكتور أشرف دوابة أستاذ التمويل الإسلامي إن الواقع العلمي للمؤتمرات الخاصة بالمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية وكذلك الاقتصاد الإسلامي يكشف بصفة عامة عن غياب التنسيق بين منظمي هذه المؤتمرات ويرجع ذلك لعدة أسباب لعل من أهمها الفردية في التعامل وعدم وجود جهة عليا تجمع بين المؤسسات المالية الإسلامية، كما كان عليه الحال من قبل، حينما أنشأ الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، إضافة إلى السعي نحو الربحية من تلك المؤتمرات حتى تحولت إلى تجارة رابحة فتحولت من المنهج التنظيري والتطبيقي إلى المنهج النفعي الشخصي، كما أن اختلاف درجة وجود ودرجة نمو تلك المؤسسات في الدول المختلفة وهو ما أدى إلى وجود عديد من المؤتمرات المكررة في الاسم والوجوه الحاضرة.
ويرى دوابة أن من الأسباب استئثار عدد محدود من الأفراد بتوجيه تلك المؤتمرات خاصة من حيث العناوين ومن ثم مات التجديد وليس عندهم في الإبداع أفضل مما كان.
وبحسب دوابة فإن المخرج من ذلك هو أن يعود الإخلاص إلى العاملين في هذا الحقل الإسلامي كما كان الحال عليه منذ نشأة تلك المؤسسات الإسلامية، وأن يتم التنسيق مع مرجعية عليا مؤسسية منتخبة انتخابا حرا للمصارف الإسلامية بعيدا عن سطوة المال والاحتكار العلمي والمالي لتنظيم التنسيق والتنظير والتطبيق بين هذه المؤسسات ومنها بالطبع المؤتمرات والندوات، وأتمنى أن يتم ذلك أن يكون للبنك الإسلامي للتنمية دور إيجابي في هذا الشأن، من ناحيته قال نواف أبو حجلة إن مما لا شك فيه أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات والندوات هو في حد ذاته شيء إيجابي، لأن انعقادها هو مؤشر على حالة من التغيير سواء كان إيجابيا أم سلبيا استدعى مثل هذه الاجتماعات للمناقشة وطرح الحلول والبدائل، وهذا شيء لا بد منه في ظل التطور والنمو المتسارع للقطاع المالي الإسلامي وبمختلف شرائحه، ويرى أبو حجلة أن هذه المؤتمرات فرصة لالتقاء مدارس مختلفة ومتعددة من العلماء والمفكرين لتبادل الأفكار والخبرات، واستدرك أبو حجلة هنا وأضاف «إننا في حاجة إلى ضرورة تركيز هذه المؤتمرات على الصعوبات التي تواجه هذا القطاع في الوقت الحالي مع ربط المفاهيم النظرية بالواقع العملي والممارس فعليا في المؤسسات المالية الإسلامية، وأن تكون التوصيات والحلول عملية وقابلة للتطبيق بعيدا عن التنظير والتعقيد، كما يجب ضخ دماء وأسماء جديدة في هذه المؤتمرات لتغيير مناهج التفكير والتعاطي مع الصعوبات التي تتعرض للقطاع المالي الإسلامي»، واختتم حديثه بقوله حبذا لو قامت بعض المؤسسات المالية الإسلامية أو العلمية بتبني مثل هذه الاجتماعات وجمع المتشابه منها في عدد محدود من المؤتمرات توفيرا للوقت والجهد.

الأكثر قراءة