نماذج الشركات لحوكمة الشركات: «جونسون & جونسون تراست»

هناك بعض النماذج من الشركات التي لا توجد فقط نموا قويا - إيجاد حوافز لكبار المديرين - ولكن يبدو أنها قادرة على استدامة ذلك، ويبدو أنها تفعل ذلك عاما بعد عام. وإحدى الشركات المفضلة لدي هي جونسون & جونسون...''.

س. ديفيد يونج في ''إنسياد''
أستاذ المحاسبة والمراقبة

تعتبر ''جونسون & جونسون''، الشركة العامة المصنعة لمنتجات الرعاية الصحية التي مقرها في نيوجرسي، أكبر شركة في العالم للأجهزة الطبية، ورابع أكبر شركة في مجال التكنولوجيا الحيوية, وثامن أكبر شركة أدوية في العالم. ووفقا لأحدث ورقة وقائع للمستثمرين 2009، ولدت شركات جونسون & جونسون التي تزيد على 250 شركة في 60 دولة مبالغ مقدارها 61.9 مليار دولار مبيعات العام الماضي (12.3 مليار دولار أرباحا صافية)- أكثر من نصفها كانت من خارج الولايات المتحدة.
وتم تخصيص نحو سبعة مليارات دولار للبحث العام الماضي .. ثم أصبح هناك صندوق ائتمان جونسون & جونسون تراست، الذي تم تأسيسه عام 2007 لتمويل الشراكات والأعمال الخيرية لدعم مبادئ الشركة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وهناك أربعة أركان، كما يقول فرانك فيلفارت المدير العام لـ ''جونسون & جونسون تراست''، الذي هو أيضا مدير المسؤولية الاجتماعية للشركات في الشركة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يقول فيلفارت: ''قبل عامين كنا ندرس المبادئ الرئيسة التي تقوم عليها إدارة جونسون & جونسون، وسترى أربعة أمور: الأول هو التركيز على الرعاية الصحية. فنحن شركة رعاية صحية، لذا فهذا تركيزنا الأول. ولا نجازف بالدخول في مجالات أخرى. والأمر الثاني هو أننا شركة تقوم على القيم. ولدينا معنى وأهمية أكبر للاستجابة لعملائنا وعمالنا وللأشخاص الذي يحققون ذلك في الشركة، وللمجتمعات التي نقوم فيها بالأعمال. والأمر الثالث هو أننا نفذنا اللامركزية لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها إدارة القيم واحترام الثقافات المختلفة. وأخيرا نحن ملتزمون على المدى الطويل. ونحن موجودون منذ أكثر من قرن الآن''.
و''جونسون & جونسون'' هي شركة لها عديد من برامج المساعدات. ففي الولايات المتحدة مثلا، تقدم منظمة مساعدة المرضى الدواء للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية. وتعمل ''جونسون & جونسون'' بصفة خاصة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولا ينتظر فيلفارت وفريقه ظهور اقتراحات على مكاتبهم لتقديم مواردهم للشركات. وهو يقول: ''نحن نبحث عن مشاريع. نبحث عن مشاريع يمكننا من خلالها بناء القدرات الإدارية، حيث يمكننا الارتباط ببرامج الأم والطفل وإنقاذ الأرواح؛ حيث يمكننا تحسين نوعية الحياة من خلال الوقاية والتعليم،. وهذا هو حقا إطارنا العالمي''.
وأحد الأمثلة على ذلك هو شبكة آغا خان للتنمية، التي يشاركها صندوق ''جونسون & جونسون تراست'' في برنامج تنمية الطفولة في شرق إفريقيا، إذ أحد مجالات تركيزه هو ''رعاية بناء القدرات''؛ أي زيادة توفير الممرضين والممرضات وتحسين مهارات التمريض من خلال التعليم والتدريب.
وتتطلع ''جونسون & جونسون تراست'' للعمل مع شركاء ملتزمين في برامج تختارها للتمويل، بدلا من منح المال فقط أو تمويل برامج تديرها الشركة بنفسها. ويجلب فيلفارت وفريقه أكثر من مجرد المال إلى الطاولة. فهو يقول ببساطة: ''نحن نتدخل خارجيا مع أصحاب المصلحة حول موضوع الرعاية الصحية. ونتواصل اجتماعيا على أساس المقترحات. والأهم من (مجرد المال) هو كفاءة المنظمات التي يمكن أن نشركها''.
وتعد ''إنسياد'' إحدى المنظمات التي تقيم معها ''جونسون & جونسون تراست'' شراكة، في حرم المدرسة الثالث في أبو ظبي. فـ ''إنسياد'' هي شريك في الاتفاقية الأخيرة لـ ''جونسون & جونسون'' مع وزارة الصحة في أبو ظبي لتوفير برنامج رعاية صحية للطفولة المبكرة. ويوضح فيلفارت: ''هناك نقص في المعرفة في هذه المنطقة حول كيفية إدارة نموذج رعاية رئيس فعال للغاية''. والتركيز على مرض السكري في مرحلة الطفولة المبكرة هو الخطوة الأولى في الخطة. ''لأن نسبة الإصابة بالسكري مرتفعة جدا في هذه المنطقة، فهي منطقة يمكن فيها تحقيق مكاسب سريعة, حيث تهتم فيها وزارة الصحة بتوفير مثل هذا النوع من التدريب''. والفكرة التي تم طرحها هي توسيع المشروع ليشمل منطقة الشرق الأوسط بكاملها. ولكن كما تعرف ''جونسون & جونسون''، تتطلب ذلك أكثر من مجرد المال.
''من وجهة النظر السياسية، فإن السؤال هو: هل الحكومة – هل أي حكومة - مستعدة للاستثمار، أساسا، في الصحة والرفاهية، علما أن النتائج الأولى قد تظهر فقط في الجيل التالي؟''.