«عواصف البرَد» تكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر بملياري دولار سنويا .. والسعودية تتأثر بها
تعتبر عواصف البرد أحد العناصر المناخية المدمرة، وهي شكل من أشكال التساقط الصلبة التي يمكن أن تتسبب في أضرار كبيرة في النباتات والحيوانات والبشر والكائنات الحية والمباني والسيارات والممتلكات ،
لذا تضطر شعوب بعض الدول مثل أمريكا وأستراليا لدفع تأمين للتخفيف من الخسائر التي تلحق جراء مثل هذه الظواهر المدمرة وتقدر نسبة الخسائر التي تصيب المحاصيل الزراعية سنوياً في أمريكا بمليار وثلاثمائة مليون دولار في حين تقدر الخسائر في باقي الممتلكات بمليار دولار سنويا قد تزيد على هذا الرقم أو تنقص حسب النشاط الموسمي.
وتعتبر عواصف البرد دموية في بعض الأحيان، حيث يختلط الدم بالبرد الأبيض الناصع وقد سجلت حوادث دموية عديدة تضرر منها البشر على مر العصور وكان أكثرها عنفا التي ضربت مقاطعة مراد أباد شمال شرق الهندي في نيسان (أبريل) 1888 وتسببت في مقتل 230 شخصا وفي مقاطعة سيتشوان في الصين تسببت عاصفة من البرد في مقتل 100 شخص وجرح تسعة آلاف آخرين وكان ذلك في 22 أيار (مايو) 1986 وحوادث أخرى كثيرة مدمرة حصلت في الماضي لا يتسع المجال لذكرها وكان آخرها التي ضربت غرب ووسط الصين هذا العام في أول شهر أيار (مايو) وتسببت في مقتل 39 شخصا وجرح المئات وهدمت العديد من المباني.
الجدير بالذكر أن عام 2010 حطم الرقم القياسي من حيث حجم البرد في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل حجم حبة برد تزن 875 جراما وبلغ قطرها 20 سم تقريباً في إحدى البلدات في بتاريخ 23 تموز (يوليو) 2010 وتسببت في حدوث أضرار كبيرة في الممتلكات وقطع التيار الكهربائي عن البلدة ويتشكل البرد نتيجة قوة التيارات الصاعدة الرطبة إلى السحب الركامية والبرودة الشديدة في طبقات الجو العليا وقد سجلت المملكة العربية العديد من عواصف البرد الضخمة التي تسببت في حدوث أضرار على مدى العقود الثلاثة الماضية وكان أبرزها
عاصفة نيسان (أبريل) 1982 التي ضربت شمال القصيم وتسببت في خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية وتكسير الرشاشات المحورية وفي نفس العام وفي شهر أيار (مايو) شهدت بلدة الحناكية تساقطا للبرد بشكل مخيف تسبب في تحطيم النوافذ وبعض السيارات والمظلات، كذلك شهد شمال القصيم في تشرين الثاني (نوفمبر) 1985 عاصفة برد ضخمة تسببت في تكسير الزرع وبعض الأشجار وتحطيم النوافذ كذلك سجلت عاصفة برد ضخمة في محافظة الرس غرب منطقة القصيم في آخر شهر شباط (فبراير) عام 1987 تسببت في تحطيم بعض النوافذ والسيارات
كما سجُلت عاصفة برد ضخمة في شباط (فبراير) 1988 شمال العاصمة الرياض تسببت في شل الحركة وأضرار بسيطة في الممتلكات
كذلك شهد شمال غرب القصيم في قرية الفويلق تساقط برد تسبب في حدوث أضرار كبيرة طالت الضرع والزرع والممتلكات وكان ذلك في نهاية آذار (مارس) عام 1992 كذلك تكرر مثل هذا الحدث على نفس المنطقة وفي نفس الشهر من العام الذي يليه 1993 وتسبب في حدوث أضرار في المناطق الزراعية وفي شهر نيسان (أبريل) من عام 1995 ضربت عاصفة برد عنيفة ( شمال الرياض 30 كيلو مترا) واتجهت إلى مطار الملك خالد الدولي وتسببت في حدوث أضرار في النوافذ الزجاجية وأثرت كذلك في منطقة الثمامة شمال شرق الرياض وتسببت في تحطيم نوافذ السيارات وتكرر نفس الحدث في العام الذي يليه، لكن هذه المرة فوق العاصمة الرياض وعلى نطاق أوسع حيث تشكلت عاصفة برد ضخمة جداً عصر يوم السبت 23 آذار (مارس) 1996 وتسببت في سقوط برد بأحجام كبيرة خاصةً على شمال وشرق العاصمة وتسببت في شل الحركة وسقوط بعض المظلات وتحطم زجاج المنازل والسيارات وأثرت بشكل كبير في هياكل السيارات وكانت عاصفة لا تنسى وآثارها باقية إلى يومنا هذا في بعض اللوحات الإرشادية والسيارات وأجهزة التكييف، كذلك هناك محافظة من محافظات منطقة الرياض تتعرض بشكل شبه متكرر لحوادث عواصف البرد الضخمة وهي محافظة حريملاء حيث اشتهرت بتساقط البرد وكان آخرها التي ضربت المحافظة عصر يوم الخميس 12 نيسان (أبريل) 2007 وأدت إلى تحطيم السيارات والنوافذ الزجاجية واختراق بعض الأسقف الحديدية وقتل كثير من الأغنام وأصابت الناس حالة هلع شديدة بسبب ضخامة حبات البرد وحوادث أخرى كثيرة حدثت في مناطق متفرقة من البلاد.