غرفة جدة ليست مستشفى.. وعملها ليس كيمياء.. والتغيير قادم!
أوضح عدنان بن حسين مندورة أمين عام غرفة جدة أن الغرفة ستتعامل بمهنية واحترافية مع اللجان وستخضعها للمتابعة والمراجعة المستمرة لخدمة قطاع التجارة.
وكشف مندورة في حوار مع "الاقتصادية" عن أن هناك تغييرا تكتيكيا في هيكلة الغرفة سيتم خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن غرفة جدة ليست قسما للجراحة في أحد المستشفيات، والعمل فيها ليس (كيمياء) كي يرفض البعض عملية التدوير والتغيير في هيكلتها.
واعترف بأن دخول الحكومة الإلكترونية يعد تحدياً كبيراً أمام الغرف التجارية في السنوات المقبلة، وأن الغرف تعمل حالياً على دراسة جميع الحلول والخيارات أمامها لمواجهة هذا الأمر، مستبعدا في الوقت نفسه زيادة قيمة الاشتراكات على المنتسبين.
ــ بداية ما رؤيتك واستراتيجيتك نحو التعامل مع القطاع الخاص في مدينة جدة؟
في الواقع رؤيتنا منبثقة من رؤية مجلس الإدارة، إذ لا بد لنا كجهاز تنفيذي أن نعكس الرؤيا التي يتبناها مجلس الإدارة، وهو المنتخب من قبل المنتسبين، وبالتالي كل برامج العمل التي وضعها مجلس الإدارة ينبغي أن تعمل على تحقيق تطلعات أصحاب الأعمال، نحن اليوم نعمل من خلال هذه الرؤية، وينبغي علينا كجهاز تنفيذي أن ننسجم تماماً مع هذه الرؤية، كذلك احتكاكنا وتواصلنا مع أصحاب الأعمال يساعدنا على تلمّس احتياجاتهم، أصحاب الأعمال في النهاية يريدون العمل في بيئة سهلة الإجراءات وأن تكون الأنظمة ميسرة، لا توجد تعقيدات، المرونة عالية، وتيرة العمل سريعة جدا، ولذلك الأمر يحتاج إلى ديناميكية عالية تساعد على الإبداع والإنجاز، فدورنا هو كيف يمكن أن نكون الأداة التي تساعدهم على تحقيق هذا الأمر المطلوب.
ــ برأيك ما أبرز التحديات التي يواجهها قطاع التجارة في جدة، وما هي أولوياتك في التعامل معها؟
من خلال الفترة السابقة وعملي في اللجان يمكنني القول اليوم إن دورنا هو التعرف على المعوقات التي تواجه قطاعات الأعمال، وهذا الأمر يمثل جزءا كبيرا من عملنا معهم، وربما نستهلك 70 في المائة من جهدنا لتحليل المشكلات وتشخيصها وما هي تأثيراتها ومعرفة الحلول المناسبة، وإذا ما أخذنا كل قطاع على حدة، فإن لدينا 65 لجنة تمثل قطاعات مختلفة وكل قطاع في خصوصيته بمعزل عن الآخر، لكن في النهاية يجمعها نظام وإجراء واحد، وتجميع احتياجات وتحديات القطاعات جميعها يحتاج إلى عمل دؤوب، ونحن في الغرفة لا نعمل بمفردنا، لا بد أن يكون أصحاب المصلحة طرفا أساسيا معنا، وبالتالي نحن نبلور مشاكلهم وهمومهم ونرى الطريقة المناسبة لإيصالها للمسؤولين.
ــ شكلت الغرفة التجارية عددا كبيرا من اللجان القطاعية، وتعول عليها كثيراً لتنشيط العلاقة مع المنتسبين.. كيف يمكن تحقيق ذلك وعدم تحول اللجان إلى مجرد ظاهرة شكلية تتكرر في كل دورة؟
كوني كنت مدير عام قطاع اللجان الذي أعتبره المطبخ الذي يعد جميع الأعمال في الغرفة، فإن اللجان هي التي تساعد على التواصل مع كل قطاع، هناك تفاوت بين القطاعات، وهذا ما قاله الشيخ صالح كامل بأن اللجنة النشيطة هي التي ستخدم القطاع، ولذلك قمنا بإجراء انتخابات للجان، بعدها ستكون هناك اجتماعات قطاعية للجان، ويبدأ عمل كشف الحساب، أنت كلجنة في تخصص معين ماذا قدمت للقطاع، كما نقوم بتفعيل هذه اللجان ونساعدهم في تنظيم اجتماعاتهم ومتابعة تنفيذ التوصيات، والتأكد من إعدادها في الأصل، سنتعامل مع اللجان بمهنية واحترافية بما يخدم القطاع، اللجان ما وجدت إلا لخدمة القطاعات، وستكون في مجال المتابعة والمراجعة المستمرة.
#2#
ــ في الوقت الذي كان ينتظر فيه المنتسبون للغرف التجارية تخفيض قيمة التصاديق، فوجئ الجميع بنية الغرف رفع قيمة الاشتراكات! في المقابل يتساءل العديد من المنتسبين ماذا قدمت الغرف التجارية لهم؟
دعني أوضح أن الغرف التجارية تواجه تحديا دخول الحكومة الإلكترونية في وقت تصبح فيه التصاديق لا قيمة لها، ويعتبر هذا القرار بالنسبة للغرف التجارية استراتيجيا، حيث تقوم الغرف اليوم بدراسته بعناية فائقة، الغرف لم تعد تصاديق فقط، غرفة جدة اليوم تقدم خدمات متنوعة، علاوة على أن دور الغرفة في مجتمع الأعمال أصبح محوريا، التصاديق تمثل جزءا من الإيرادات، صحيح أن الاشتراكات للسجلات إلزامية وبالتالي تعتبر مصدرا، لكن الخدمات التي نقدمها تدر عوائد علينا أيضا، مثل الملتقيات، المنتديات، المعارض، والأدلة، لكن علينا العمل بنوع من الموازنة، ولا بد أن يكون لدينا مصادر أخرى للخدمات التي لا يستغني عنها قطاع الأعمال وتوفرها الغرف التجارية، اللجان بوابة مهمة جدا لقطاع الأعمال، لا أتصور يوما أن نوقف دور اللجان، ومن الممكن أن نحقق منها عوائد مستقبلا، العمل جارٍ حالياً على مستوى الغرف وربما تتضح الحلول في اجتماع مجلس الغرف القادم في الرياض، لا أتوقع زيادة في قيمة الاشتراكات، لكن ربما يكون هناك زيادة في عدد المشتركين في الغرف.
ــ غرفة جدة تستقبل يوميا العديد من الوفود التجارية والاقتصادية الدولية من مختلف أنحاء العالم، إلا أن البعض يرى أنها لم تنجح في ترجمة هذه اللقاءات في مصلحة قطاع الأعمال السعودي من خلال تسهيل إجراءات التأشيرات لهذه الدول، أو زيادة الصادرات السعودية إلى الخارج.. كيف تعلق؟
في الواقع قرر مجلس الإدارة أن يكون هناك تقنين للوفود التي تزور الغرفة، بمعنى عدم استقبال الوفود لمجرد أخذ الصور التذكارية وتبادل الأحاديث الودية، نحن قطاع أعمال ولا بد أن تترجم هذه اللقاءات إلى مبادرات وإلى مشاريع، وشخصيا عندما بدأت أقابل الوفود كان الحديث ينحصر حول كيفية زيادة الفرص لدينا في المملكة من هذه الوفود، وكيف يمكن لرجال الأعمال السعوديين الاستفادة من الفرص الموجودة في بلدان هذه الوفود، وكيفية عمل شراكات ومشاريع مشتركة، واتفقنا على عمل برامج عمل على مدار دورة مجلس الإدارة، ماذا يمكننا تقديمه خلال السنوات الثلاث القادمة، ماذا يحتاج إليه رجال الأعمال في المملكة ووضعه في برنامج عمل، وماذا تحتاج إليه الوفود الزائرة ووضعه في خطة عمل، ونضع لها أولويات، وبالتالي نصنع قصة نجاح، هذه سياستنا الآن مع الوفود، وطلبنا إبلاغنا مبكراً بزيارة الوفود كي نجهز رجال الأعمال لدينا في المجال التي ستزورنا من أجله، الأمر الآخر أننا كغرفة عندما نرتب لزيارة وفود للخارج فإننا عبر مجلس الغرف نرتب ونتابع التأشيرات وننسق مع القنصليات، نريد عمل دليل متكامل بحيث المستثمر يرغب زيارة الصين مثلاً يجد الدليل كاملا والخطوات المفترضة قبل السفر، وأنصح كل مستثمر لم يسبق له الاستثمار خارجيا بمراجعتنا ونحن على استعداد لمساعدته ونجري له اتصالات وتنسيقا مع القنصليات للحصول على التأشيرة وغيرها.
ــ استعانت الغرفة بشركات متخصصة لإعادة تقييم وهيكلة السلم الوظيفي خلال الفترة الماضية، هل لك أن تبرز لنا أهم نتائج وتوصيات هذه الدراسات؟ وهل أنتم بصدد إعادة هيكلة جديدة؟
التغيير في حد ذاته دائماً يعمل نوعا من التغيير، لكن ليس الهدف من التغيير فقط التكليف، كل مجلس إدارة وفي كل دورة من خلال تطلعات المنتسبين لديه آمال ورغبات لا بد أن تترجم إلى مبادرات وخطط وبرامج عمل، وبالتالي لتحقيق ذلك لا يمكن أن تعمل بالطريقة التي كنت تعمل بها في السابق، لا بد أن يكون هناك نوع من التغيير الذي يتناسب مع ظروف واحتياجات المرحلة القادمة، فأي هيكل تنظيمي في العالم دائماً هو انعكاس للأهداف الاستراتيجية الموضوعة، بغض النظر عن المسميات، في النهاية أنت تتعامل مع الغرفة ككتلة واحدة، الوظائف هي أعمال تنظيمية بحتة للتأكد من أن العمل يجري باتساق وبطريقة منظمة، ما يهم هو النتائج، ويمكنني تشبيه الأمر بفريق كرة القدم، فأنت تلعب بخطة معينة وتملك عناصر الفريق، المهم الفوز في النهاية بالطريقة التي رسمها المدرب للاعبيه، العمل في الغرفة تماماً مثل ذلك الموظف أينما يكون عليه أن ينتج.
ــ برأيك، ألا يؤثر التدوير في الاستقرار النفسي لدى الموظف؟
على العكس تماما، أعتقد أن المنظمات المهنية المحترفة اليوم تتبع سياسة أن الموظف لديه قدرات إدارية على الإنتاج في أي موقع يشغله، لا يوجد ما يسمى تخصص، نحن لسنا في قسم جراحة مستشفى، نحن في عمل إدارة تتطلب أساسيات ومقومات للمدير، ضعني في أي مكان أعمل طالما لدي هذه المقومات، عملنا في الغرفة ليس كيمياء، عملاؤنا معروفون، وخدماتنا معروفة، وبالتالي أنت كموظف غرفة في أي موقع تنتج وتخدم العميل في النهاية، إذا كنا مستشفى أتفق بأنني لا أستطيع تحويل دكتور جراحة القلب إلى قسم الأسنان مثلاً، اليوم هناك مهندسون يدرسون إدارة يديرون مستشفيات، ومجمعات كبيرة، الأهم هو أن أي شخص عليه التسلح بالمعارف والمهارات والأدوات التي تساعده على أداء العمل، هنا الاحترافية في العمل، كنت شخصياً في التدريب، ثم قطاع الأعمال واللجان وهو مجال مختلف، لكنني لم أحبط، بل اعتبرته تحديا وعملت فيه وتعرفت على قضايا لم أر مثلها في حياتي، الغرفة أفضل مكان للتعلم، أما من يتعلل بعدم قدرته يعني أن هناك خللا، العملية الإدارية تتطور بشكل سريع والناس بطيئون في التعلم، ولذلك لدينا برنامج عمل للارتقاء بأداء العاملين في الغرفة نوعياً، لدينا مجموعة من الجدارات نتمنى من شبابنا التمكن منها.
ــ سعادة الأمين حتى الآن لم تجبني، هل هناك إعادة هيكلة قادمة في الغرفة؟
لا بد من عمل إعادة هيكلة، المنظمة التي يكون هيكلها ثابتا يعني أنها غير متحركة ولا متطورة، يجب أن يتناسب الهيكل مع التطورات، الأهداف الاستراتيجية تحتاج إلى إعادة هيكلة، لكن ربما لا تكون إعادة هيكلة جذرية، وهي ظاهرة غير صحية عندما نغير جذريا، الغرفة لديها بنية من السنوات الماضية، لكن سيكون هناك تغيير تكتيكي في هيكلة الغرفة، وفي النهاية الموظفون موجودون، ومجلس الإدارة الآن وضع ثقته بالجهاز التنفيذي وهذا تحد بالنسبة لنا، وسنثبت أننا قادرون على تحقيق أهداف مجلس الإدارة لخدمة قطاع الأعمال.