قطار المشاعر.. أين المنصفون؟
يدخل هذا العام مشروع قطار المشاعر المقدسة الخدمة ليعمل بنحو 35 من المائة من طاقته الاستيعابية، ويأتي هذا المشروع في مقدمة المشروعات التي تشهدها المشاعر المقدسة في الوقت الحالي، ويمثل نقلة نوعية كبيرة في أسلوب نقل الحجاج، وقفزة كبيرة في وسائل تنقلاتهم، فرحلة الحج بين منى وعرفات، ومن ثم إلى مزدلفة، التي كانت تصل إلى ثماني ساعات عبر وسائل النقل التقليدية؛ في قطار المشاعر ستكون سبع دقائق ونصف الدقيقة، وهو النواة الأولى للمشروع الشامل الذي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تنفيذه لربط المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) ومناطق المشاعر، مرورا بمحافظة جدة، بشبكة قطارات متطورة لراحة ضيوف الرحمن، لكن ما يحز في النفس تلك الحملة الإعلامية في المنتديات ونُقلت عبر الصحف السيارة التي شككت في هذا المشروع وفي القائمين عليه، وليت من انتقد زار ذلك المشروع العملاق وشاهد الرجال المخلصين من أبناء هذا الوطن كيف تخلوا عن مناصبهم ومواقعهم الوظيفية فواصلوا الليل بالنهار مع الشركات المنفذة، ليدخل هذا المشروع الخدمة في حج هذا العام. لقد شاهدت ومن قرب حجم المشروع والتقنيات، وشاهدت الحزن في أعين المسؤولين على هذا المشروع من تلك الحملة غير المبررة على مشروع وقَّع عقده وأمر به خادم الحرمين الشريفين، تلك الانتقادات أتت من رجال نعتقد أن أقلامهم تهدف إلى الإصلاح والإشادة بمشروع كانت المشاعر المقدسة في حاجة إليه، ولمن رأى أن تكلفة هذا المشروع عالية أقول له إن المملكة ومنذ توحيدها وهي تنفق بسخاء على تطوير الخدمات من أجل راحة ضيوف الرحمن، ومن أجل تيسير الحج على حجاج دول العالم، الذين يتوافدون سنويا لأداء شعيرة الحج الركن الخامس من أركان العقيدة الإسلامية، والشعار الذي اتخذته المملكة منذ زمن بعيد ''خدمة الحجاج شرف لنا''، حقيقة متحققة على أرض الواقع لا فيها مبالغة ولا مزايدة على الإطلاق، بل هي منهاج وسياسة لا تحيد عنها الدولة السعودية مهما كانت الظروف إلى ما شاء الله، لأنها أمانة إلهية حملها الله سبحانه وتعالى قادة وملوك هذه البلاد إلى أن يرث الأرض وما عليها، وانطلاقا من إيمانها العميق بأنها أمانة شرفت بها فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل، أداء للواجب، واضطلاعا بالمسؤولية، دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد، وإنما رجاء المثوبة والأجر من عند الله تعالى. ومن هذا المنطلق أقر مشروع قطار المشاعر الذي يقف على متابعته الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، ويشرف عليه رجل وثق به قادة هذا البلد إنه الدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية ورئيس مركز المشروعات التطويرية، الذي يعمل بلا كلل ولا ملل من أجل إنجاز مشاريع المشاعر المقدسة في مسابقة مع الزمن واختزال للمراحل، ورغم الحملة التي تعرض لها من قبل وسائل الإعلام إلا أنه يؤكد أن وزارته وإدارته تعملان في صمت ولا تلتفتان إلى ضجيج الإعلام الذي يقول عنه ''لقد تعودنا هذه الحملات المغرضة، في كل مشروع نطلقه في المشاعر تقوم الأرض ولا تقعد قبل وأثناء العمل، وعندما ننتهي تتحول حربهم تلك إلى سلم ومحبة وثناء''، ويقف بجواره المهندس فهد أبو طربوش مدير عام مشروع قطار المشاعر، الذي يعمل من خلف الكواليس من أجل انطلاق قطار المشاعر.. فشكرا لهؤلاء الرجال المخلصين الذين يعملون في الميدان والمنتقدون قابعون في أبراجهم العاجية، لكن بعد موسم حج هذا العام سيجد قطار المشاعر المقدسة من ينصفه؟
مدير تحرير مكتب الاقتصادية في مكة المكرمة