مشروع قطار المشاعر المقدسة يدخل الخدمة بنسبة 35 % في موسم الحج
في سباق مع الزمن لإتمام إنجاز مشروع قطار المشاعر المقدسة وتشغيله بشكل كلي، يدخل هذا العام مشروع النقل الجبار في مرحلته الأولى التي بدأ العمل بها مطلع عام 1429 هـ بجنوب المشاعر المقدسة، بنسبة تقدر بنحو 35 في المائة من طاقته التشغيلية المتوقع أن تعمل بكامل حجمها خلال موسم حج العام المقبل.
#2#
ويأتي المشروع العملاق البالغة تكلفته نحو 6.7 مليار ريال، ليربط في مرحلته الأولى بين المشاعر المقدسة «عرفات ومزدلفة ومنى»، ويسهم في نقل ذهن المقارن بين مراحل التنقل في موسم الحج في العصور القديمة والعصر الحديث، لتختفي معالم الزمن القديم في المقارنة، وليخدم أكثر من 150 ألف حاج وإخراج ما يقارب ثلاثة آلاف حافلة خارج الخدمة هذا العام، في الوقت الذي سيتم إخراج 30 ألف حافلة في العام المقبل، حيث سيتم حينها خدمة أكثر من نصف مليون حاج.
#3#
ويأتي المشروع العملاق في إطار المشروعات الحيوية التي نفذتها وتنفذها الحكومة السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، في المشاعر المقدسة، لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام وتوفير الرعاية الشاملة لهم وتحقيق كل ما يمكِّنهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، والتي لا تقتصر على المشروعات المشاهدة بالعين، بل تمتد لتشمل العديد من الجوانب الدينية منها والعلمية والثقافية والتوجيهية والإرشادية والوعظية.
يبلغ طول مسار القطار الذي وقع الاختيار عليه لاعتبارات عديدة، منها: أن معظم السيارات التي تدخل المشاعر المقدسة هي لحجاج الداخل والبر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين تقع معظم مخيماتهم جنوب المشاعر المقدسة؛ نحو 20 كيلو مترا بمسارين مرتفعين عن الأرض، ويشتمل على تسع محطات، في كل مشعر ثلاث محطات يبلغ طولها نحو 300 متر، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج، إضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية، كما أن بكل محطة ساحتين لانتظار الحجاج تستوعب كل واحدة منها ثلاثة آلاف حاج، ومزودة بكل وسائل السلامة وتلطيف الجو، إضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج إليها تباعا.
ويبلغ عدد القطارات التي ستعمل على الخط في حال إنجاز المشروع بشكل كامل نحو 20 قطارا، وكل قطار يسحب 12 عربة بطول 300 متر، وتتسع كل عربة لـ 250 حاجا على الأقل، بحيث ينقل القطار الواحد ما لا يقل عن ثلاثة آلاف حاج منهم 20 في المائة جلوسا، و80 في المائة وقوفا، وفقا للمعايير الأوروبية المستخدمة في أنظمة القطارات.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف حاج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل في النفرة من عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى، بحيث يمكن نقل نحو نصف مليون حاج خلال ست ساعات فقط، وهو الأمر الذي يدل على أن القطار سيعمل وفقاً لأعلى طاقة قطار في العالم، خاصة أن سرعته تراوح بين 80 و120 كم في الساعة.
ويمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات ومثلها في مزدلفة ثم محطة في أول مشعر منى من جهة مزدلفة ومحطة في الوسط منها والمحطة الأخيرة عند الدور الرابع في منشأة الجمرات.
ويتميز القطار بالسرعة والارتفاع عن الأرض ويقوم على أعمدة أحادية وسط الشارع، كما يتميز بقربه من طريق المشاة وتفادي تأثيره في المخيمات، وكذلك مراعاته طبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات، وينقل القطار الحجاج بين المشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى ويربطها بمكة المكرمة. ويقوم بتنفيذ المشروع الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية ويعمل فيها أكثر من 25 ألف عامل يتناوبون على العمل 24 ساعة، وستنجز المرحلة الثانية والأخيرة من هذا المشروع لتدخل ضمن نطاق الخدمة وفقاً للمتوقع، في موسم حج العام المقبل.