منشأة الجمرات.. مدينة عمرانية متفردة في تصميمها العمراني والهندسي

منشأة الجمرات.. مدينة عمرانية متفردة في تصميمها العمراني والهندسي

اكتمل مشروع منشأة جسر الجمرات هذا العام بشكل كامل بعد إنشاء مهابط الطائرات المروحية في أعلى منطقة للاستفادة منها في حالات الإسعاف والطوارئ، حيث تم ربطها بمخارج للإخلاء عن طريق ستة أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات.
وتحولت منشأة الجمرات بعد الانتهاء منها هذا العام إلى مدينة عمرانية متفردة في تصميمها العمراني والهندسي لتكون بالانتهاء من تجهيزها، المنشأة العمرانية الوحيدة على مستوى العالم, التي جاوزت تكاليف إنشائها 4.2 مليار ريال وليس لها أي عوائد اقتصادية.
ويأتي تشغيل مشروع منشأة الجمرات بكامل طاقته في حج هذا العام مساهما وعاملاً فاعلاً في خفض درجات المخاطر في منطقة الجمرات إلى الحد الأدنى وتجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد.
والجمرات قصة طويلة لا تختزل في سطور، ففيما كان فوج من حجاج بيت الله الحرام «من غير المتعجلين، يغادر منى قبل مغرب يوم الثالث عشر من ذي الحجة عام 2006، كانت آليات ضخمة وعملاقة تدخل إلى منى, وبالتحديد إلى منطقة الجمرات، لتدك الجسر القديم للجمرات الذي أنشئ عام 1975، ولتبدأ عمليات إنشاء جسر جديد يتكون من خمسة طوابق، تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لينطلق مشروع عملاق يهدف إلى تسهيل أداء مناسك الحج لضيوف الرحمن في جو مفعم بالأمن والإيمان، ويمنحهم مزيدا من الأمن والطمأنينة ويحفظ سلامتهم، بعد أن كانت تحدث حوادث مؤسفة من جراء التدافع بين الحجاج وتؤدي إلى مصرع المئات منهم في فترات متعاقبة، ولهذا كان لا بد للحكومة السعودية التحرك والحد من الازدحام والتكتل والافتراش، حيث وجه الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد في 2003 بإنشاء هيئة عليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، يكون في مقدمة أولوياتها موضوع جسر الجمرات وإيجاد بدائل مناسبة تحد وتمنع وقوع الحوادث المتكررة على جسر الجمرات التي يتعرض لها الحجاج أثناء رمي الجمرات في كل عام.
وشرعت الهيئة والجهات المعنية بشؤون الحج ومراكز البحث العلمي بوضع الدراسات اللازمة لإنشاء جسر بديل لجسر الجمرات القديم، وإنشاء جسر جديد يتكون من عدة طوابق يتوافر فيه جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، فيما كان للدراسات الأكاديمية حول الحشود التي وضعتها عدة هيئات ومن ضمنها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدور الأكبر في وضع هذا المشروع الفريد على أرض الواقع.
ويعد مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى نقلة حضارية، وأقل ما يقال عنه إنه درة المشاريع التطويرية التي نفذتها الحكومة السعودية في المشاعر المقدسة، الذي روعي في إنشائه نمط جديد من الهندسة النوعية التي توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر, وذلك بتعدد المداخل وتباعدها, ما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق.
ويتيح الجسر الرمي على خمسة مستويات، المستوى الأول من الجسر للحجاج القادمين من جهة منى ويتم الدخول إليه بواسطة منحدرين, الأول لاستعمال الحجاج القادمين من شمال منى شارعي سوق العرب والجوهرة، والآخر لاستعمال الحجاج القادمين من جنوب منى شارع المشاة الجنوبي وشارع الملك فيصل ويتم الخروج منه عبر ثلاثة منحدرات الأول والثاني باتجاه منى، والثالث باتجاه مكة المكرمة، ويتم الدخول للمستوى الثاني للجسر إليه من جهة مكة المكرمة بواسطة منحدرين الأول من الجهة الشمالية للحجاج القادمين من غرب الجمرات ومن محطات الحافلات المقترحة على شارع سوق العرب وشارع الجوهرة، والثاني للحجاج القادمين من الجهة الجنوبية القادمين من شارع صدقي وطريق المشاة ومن محطة الحافلات على شارع الملك فيصل ويتم الخروج منه بواسطة منحدر باتجاه مكة المكرمة مع إمكانية الخروج إلى منى بواسطة السلالم المتحركة أو السلالم العادية، أما المستوى الثالث للجسر فهو مخصص لاستعمال الحجاج القادمين من وسط منى ومن شارع الملك فهد ومن مشروع الإسكان على سفوح الجبال ويتم الوصول إليه والخروج منه بواسطة سلالم متحركة أو سلالم عادية, كما يتم الوصول إليه أيضا عن طريق منحدر من سفوح الجبال خلف مشروع الإسكان ومنحدر من مجر الكبش خلف مصطبة الخيام فيه.
بينما تم تخصيص المستوى الرابع للجسر للحجاج القادمين من الجهة العليا في شارع الملك عبد العزيز «ربوة الحضارم» ويتم الدخول إليه والخروج منه بواسطة ممرات على المنسوب العالي متصلة مباشرة مع الساحة والمرافق القائمة على شارع الملك عبد العزيز، والمرحلة الثالثة وتشتمل على مستوى ثان للحجاج القادمين من جهة مكة المكرمة ومستوى ثالث للحجاج القادمين من جهة منى وشارع الملك فهد، فيما تشمل المرحلة الرابعة على مستوى رابع للحجاج القادمين من الجهة المرتفعة من شارع الملك عبد العزيز.
ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12 مترا ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي.
ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات, ما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، وأنفاق أرضية.
ورافق مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات منها ثلاثة من الناحية الجنوبية وثلاثة من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.
وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ.
وأسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول 40 مترا بالشكل البيضوي في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، ما ساعد على الحد من التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات، ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة إلى ذلك ويرتفع الدور الواحد 12 مترا.
وتم إعداد جداول للتفويج في منطقة جسر الجمرات على أساس تفويج 100 ألف حاج في الساعة في الدور الأرضي للجسر و80 ألف حاج في الساعة في الدور الأول و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثاني و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثالث، كما تم في موسم حج العام الماضي توفير عربات كهربائية لنقل الحجاج من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على منحدرات الدور الثاني لمنشأة الجمرات إلى الجمرة الصغرى.
ويشتمل المشروع على نظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات ما يخفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، وأنفاق أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناء على دراسات ميدانية وهندسية، وطال مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات، ثلاثة من الناحية الجنوبية ومثلها من الناحية الشمالية اقتضت إزالة عدد من الخيام وإيجاد مصطبتين لاستيعاب الخيام التي تمت إزالتها.
وتم تنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات فيها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج حتى لا يحدث تقاطع بين حركة الذاهبين للمسجد الحرام والعائدين منه فيما سيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في أماكن عدة ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ, في حين اكتسب الجانب التوعوي مكانة في المشروع عبر إعلام الحجاج وتوجيههم بواسطة شاشات التلفاز المتوافرة في محيط الجسر وداخل مخيمات سكن الحجاج بالنصائح والتعليمات التي تجنبهم الحوادث.

الأكثر قراءة