ظاهرة الغلو في التكفير خطر كبير يهدّد المجتمع المسلم
نظم (نادي الاقتصادية الصحفي) حلقة نقاش عن «ظاهرة الغلو في التكفير وخطره على المجتمع», واستضاف عددا من المختصين الشرعيين, أكاديميين ودعاة، وتناولت الحلقة عدة محاور سنكتفي في جزئها الأول بالتطرق لمحورين فيها, هما مفهوم التكفير وأقسامه وضوابطه الشرعية، وحفلت حلقة النقاش بكثير من الآراء، وأوضحت بعض الملابسات التي يمكن أن تطرأ على أذهان المنحرفين فكريا. وهناالتفاصيل:
«الاقتصادية»: بداية نطرح المحور الأول من هذه الندوة الذي يناقش مفهوم التكفير وخطره؟
#2#
الدكتور ناصر الحنيني: بداية أحمد الله على أن سخر لنا هذا الاجتماع المبارك - إن شاء الله - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وصحبه وسلم أما بعد: فأقول وبالله التوفيق إن هذا الموضوع يعتبر من الموضوعات الخطيرة والمهمة فهو من مواضيع العصر, ولا يجدر بنا أن نتحرج في الحديث عنه كما يحدث عند بعض الناس أنه يتحرج من الكلام في مثل هذه الموضوعات, حتى أن بعضهم يقول إنه كثر الحديث حوله, ومثل هؤلاء أقول لهم إنه حتى لو كثر الكلام حوله فليس هناك مانع في استمرارية مناقشته والحديث عنه, فقد كان السلف - رحمهم الله ـ تحديدا يكثرون الحديث عن قضية التكفير, لما يحدث فيها من الانحراف والخلل في العقيدة, فمثلا لو تتبعنا هذا الأمر من القرن الأول وكيف استطاع السلف معالجة وجهة نظر أهل الإرجاء الذين ألفوا عشرات المؤلفات الخاطئة, وقد عقدت المناظرات في هذه القضية أيضا ضد الخوارج وضد القدرية.
ولا شك الآن هناك فئة من فئات الأمة انحرفت عن جادة الصواب, وهم - ولله الحمد - ليسوا كثرا, هؤلاء مع الأسف صار عندهم غلو في التكفير وهم موجودون في المجتمعات المجاورة لنا, ونحن لسنا الوحيدين في العالم الذين ظهر عندهم ذلك.
وأعود إلى مفهوم التكفير والمقصود منه فأقول الكفر هو الخروج من الملة, والمقصود به هو أن يغطى الإيمان بظلمة الكفر ويصبح الإنسان خارج دائرة الإسلام سواء كان نظرياً أو عملياً.
قضية التكفير
#3#
الدكتور خالد الدبيان: معنى الكفر موجود في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - والسلف استخدموه, وليس معنى الكلمة حينما نؤطرها ونضبطها بضوابط الشريعة وفهم أصحاب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن نقول الناس كلهم يكفرون أو أننا نلغي مسمى الكفر لا هذا غير صحيح, فالكفر موجود كمصطلح شرعي, لكن ينبغي أن يتولاه أولو النهى وأولو العلم بأدلة وجود الأسباب وانتفاء الموانع.
لذا فأنا هنا أحببت أن أوضح أن الدين الإسلامي توجد فيه أحكام واضحة في قضية التكفير, فهو حكم شرعي ورد في كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك لا يمكن لكائن من كان أن يتحدث عنه دون أن يملك العلم الشرعي الذي يمكنه من الحديث عن هذه القضية.
الدكتور ناصر الحنيني: يعلق مرة أخرى, فيقول: لا شك أن عقيدتنا في هذه البلاد هي عقيدة أهل السنة والجماعة, فنحن لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله, هذه عقيدتنا لا يجوز لي أن أجتهد في قضية وليس عندي مستند من كتاب الله وسنة رسول الله, لذلك الله ـ عز وجل ـ حكم بالكفر على طوائف في القرآن «إن الذين كفروا من أهل الكتاب», «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة» هناك أحكام بالكفر الله ـ عز وجل ـ أصدرها فنحن نأتم بها, أما القواعد الشرعية من الكتاب والسنة فيستخرجها العلماء جزاهم الله خيرا وهم الذين ينتقون هذه الأدوات, وليس كل أحد يفتي في باب التكفير.
فمثلا لو قلت نحن الآن مجتمعون ومعنا طلاب علم وجاءوا بشخص مكبل بالحديد وقالوا هذا قتل ما الحكم في القضية هذه؟ قالوا: يُقص, أي يقتل ماذا تقولون؟ ونحن نقول: يجب أن يأتي قاض متمرس له في شؤون القصاص حتى يحكم في هذه القضية وكذا, فالتكفير أقوى, ويجب أن نتورع فيه, لماذا؟ لأن بعض الناس يكفر من يريد, وأستغرب هذا, ومع الأسف, وجدتها عند كثير من الشباب المتأثرين بالفكر التكفيري، كأن القضية ليس لها أصول, إذاً ينبغي لنا الورع في دماء الناس أيضاً في الحكم عليهم بالكفر وإخراجهم من الإسلام, خاصة إذا كان الشخص مسلما بيقين لا يخرج إلا بيقين.
المنعطف الخطر
#4#
الدكتور صالح العصيمي: لا شك أن مفهوم الكفر معلوم لدى الجميع, لكن المشكلة في التجرؤ على الدخول في هذا المنعطف الخطر بالفتوى دون علم, وعلى مدى التاريخ الإسلامي نجد أن هناك من منع الكفر كلياً كالمرجئة, بل سمعت لأحد ممن يدعون أنهم مفكرون إسلاميون يقول: إن الأنبياء والرسل ليس لهم حق أن يحكموا على أحد بالكفر, أذكر اسمه عبد الفتاح عساكر وهو مفكر , مصيبة إذا كان هذا يقول ليس من حق حتى الأنبياء والرسل لماذا يتحدث بمثل هذا الكلام الخطير؟ و كل فرقة جاءت ردت الفرقة التي قبلها, فالمرجئة خرجوا مضادين للخوارج, و الخوارج و المعتزلة كفروا بالكبائر و أما المرجئة فلم يكفروا احد من أهل الإيمان بل وصل غلاتهم إلى أن جعلوا الإيمان هو المعرفة حتى وصل الحال ببعضهم إلى أنهم لم يكفروا أحد حتى إبليس عندهم مؤمن لأنه أبى أن يسجد لغير الله و نحن الآن نعيش في صراع كالصراع الأول و هناك من غلا في التكفير و هناك من أبى التكفير و حرمه وهو حكم شرعي وجاءت الأدلة بذلك, لكن يجب أن يناط الحكم الشرعي بالقاضي, فمثلا لو واحد قتل وكلنا نعرف أنه قتل أو زان زنا كلنا نعرف أنه زنا ما نحكم عليه بالزنا ولا نحكم عليه بإقامة الحد المنوط بالقضاء, القاضي الشرعي, بل ترفع القضية للقاضي وهو يحكم فيها, أما آحاد الناس ليس من حقهم الحكم بالكفر على أحد.
الخروج عن دائرة الإسلام
#5#
وفي مداخلة له يقول الدكتورعبد الرحمن العبد الكريم: مثلما تفضل الشيخ صالح أن هناك من الطوائف من ألغت شيئا اسمه كفر, والإسلام جاء ليميز الخبيث من الطيب, ولا شك أن الطيب كله في المسلم والخبث في غير المسلم والكافر, فلذلك لما جاء الإسلام ليبين للناس حقيقة هذا الدين فتبع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من طابت نفسه وصلح حاله فدخل في دين الإسلام والذي خبث فهو الذي خرج عن دائرة الإسلام فصار من الكافرين, نسأل الله السلامة والعافية, ولما جاءت الطوائف لتلغي شيئا اسمه تكفير كالمرجئة مثلاً جاءوا بحجة أن التكفير لا يكون إلا من عند الله فقط لا يكون لغيره حتى إن بعضهم اختلفوا فيقولون إنه يجوز للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكفر ولا يجوز لكل نبي أن يكفر, بل هذا أمره إلى الله لأن الله ـ عز وجل ـ هو الذي يدخل الناس الجنة وهو الذي يدخل الناس النار لا النبي ـ صلى الله عليه وسلم, وبالتالي قالوا بما أن هذا هو حاصل فبالتالي لا يجوز لإنسان أن يكفر أحدا والله هو الذي يدخل الناس الجنة ويدخل الناس النار فبذلك لا يجوز لأحد غير الله أن يقول لإنسان كافر, فهناك فرق أن تكفر شخصا بعينه وتقول هذا كافر بعينه أو أن تقول أنت كلامك كفر, ولما قال الله ـ عز وجل «أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين» هذا فيه دلالة على أن الكفر موجود وأن الله ـ عز وجل ـ جعل من تربية أهل الدين أو تربية المسلمين أن يفرقوا بين الحق والباطل، كيف أفرق بين الحق بين الباطل وأنا ألغي شيئا اسمه كفر لا أقول هذا كفر وأقول هذا إيمان وهذا ليس بإيمان, وهذا راجع إلى أهل العلم.
أما تكفير المعين فهذا لا يكون إلا لأهل القضاء هم الذين يكفرون بالعين لا غيرهم, فمثلا إبليس حكم الله ـ عز وجل ـ عليه بالكفر, وهذا أمر معلوم, لكن المصيبة أنه جاء في عهد عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله تعالى ـ قوم قالوا ولا نحكم على إبليس بالكفر وهذه من الطوام, وهنا استغرب عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله ـ من هذا القول وقال: الله ـ عز وجل ـ حكم عليه, قالوا: ومع هذا قد يتوب الله عليه فلا يكفر فدخلوا في دائرة طويلة عريضة والناس في مثل هذا الأمر لا يفرقون بين مسألة الكفر الأصغر والكفر الأكبر, كما أن الشرك هناك شرك أصغر وهناك شرك أكبر هناك أيضاً كفر أصغر وكفر أكبر ولما سئل ابن عباس رضي الله عنه عن مسألة في قوله تعالى «من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون» فإن عبد الله بن عباس قال كفر دون كفر, وهذا دليل على وجود الكفر دون كفر, وهناك من تساهل في إخراج بعض الحكام من دائرة الإسلام بحجة أنهم يقولون إنهم لم يحكموا بما أنزل الله, صحيح أنهم لم يحكموا بما أنزل الله لكن لو قلت له لماذا؟ قال والله هذا تقصير منا, ولو قال لماذا, قال لأن الوضع خير مما أنزله الله, فهذا كفر.
لكن هو لم يسأل وليس لنا ولا يجوز لنا أن نحكم جزافاً بحكم وأنه إذا ما حكم بما أنزل الله عز وجل نقول إنه كافر.
من يقر بسائر الأركان
#7#
الشيخ أحمد السيف: الحقيقة أن المشايخ الفضلاء تحدثوا عن هذا الموضوع بما أوضح المفهوم لكل لبيب, والذي أود إضافته أن مسألة التكفير خطيرة, ولا سيما أنها حكم على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلاَّ الله, وأنَّ محمداً رسول الله ويصلي, ويزكي, ويصوم, ويقرُّ بسائر أركان الإسلام الحكم عليه بأنَّه كافرٌ؛ حلال الدم والمال, وهذا لا يحصل إلاَّ عند المنحرفين فكريا الذين تأثروا بالأفكار الدخيلة على ديننا الحنيف, وهذا لا يحصل من شخص ينتمي إلى الإسلام نقي العقيدة؛ ذلك لأنَّ الأدلة الإسلامية كلها منصبَّة على أنَّ من شهد أن لا إله إلاَّ الله, وأنَّ محمداً رسول الله, واعتقد فرضية الصلوات الخمس, وفرضية الزكاة في أنصبتها المحددة, وفرضية صيام رمضان, وحج البيت, واعتقد حرمة دم المسلم وماله وعرضه ؛ فهو المسلم الذي يجب اعتقاد أخوته لكل المسلمين, وتعاونه معهم في أداء الواجبات, والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى أو تحصر كما أوضحها العلماء.
الغلو في التكفير
ويواصل العبد الكريم حديثه عن الغلو في التكفير فيقول إن الفعل أمره عظيم ولا يجوز لأي إنسان أن يدخل في هذه الدائرة لأن دائرة الغلو في التكفير قد أخرجت من هم من الصالحين وأخرجت من هم من العلماء وأخرجت من هم من حكام حتى صالحين في عهد الدولة الأموية وعهد الدولة العباسية أخرج أناسا كانوا يحكمون حتى بدين الله أخرجوهم من دائرة الإسلام, ولم يسلم من ذلك الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ حيث كان الضحية الأولى في مسألة التكفير، ومثل هذه الأمور لا نقول مللنا سماعها ولا نقول مللنا الحديث عنها, بل نقول نحن نتحدث فيها لأنه في كل يوم يخرج لنا جيل جديد, ولا نقول إننا أشبعنا هذا الحديث ولا نقول إننا مللنا هذا الحديث.
كالذي يتحدث مثلاً عن مسألة الطهارة أو مسألة الصلاة, ويقول مللنا هذا الحديث نقول لمثل هذا إن أنت مللت فهناك جيل جديد يريد أن يسمع حتى الخطباء الآن عندما يتكلمون عن مواضيع ويرددونها بين فينة وأخرى لا يقال إننا سمعنا هذا الحديث من هذا الخطيب قبل سنتين أو ثلاث نقول إن كل أسبوع يدخل إليك حدث ويدخل إليك جديد فلا بأس أنك تتكلم في مثل هذا.
أقسام الكفر وأنوعه
وينتقل الدكتور الحنيني للحديث عن أقسامه وهي التي ذكرها العلماء وفيه النظري ويسمونه العلماء التكفير المطلق ومعناه أن من فعل كذا في المسألة الفلانية حكمه كذا هذا نظرياً. من ترك الصلاة فقد كفر أو من قال ذلك فقد كفر أو من سجد لغير الله فقد كفر.
أما القسم الثاني من أقسام التكفير وهو ما يطلق عليه التكفير المعين وهو ليس مطلقاً وإنما هو التطبيق العملي كأن يؤتى بشخص بعينه وينزل عليه حكم الكفر أو على فئة معينة أو طائفة معينة وينزل عليه الكفر هذا يسمى عند الفقهاء والعلماء أنه التكفير المعين وهو يتم فيه التطبيق العملي.
فيما التكفير المطلق يعتبر التكفير النظري وهذا يحتاج إلى عالم بأصول الشريعة وغيرها.
يضاف لذلك أن يعرف الواقع نفسه ويعرف ما الشروط وما الموانع التي تقوده للنقطة الثانية وهي الضوابط .
بالنسبة للحكم الشرعي النظري أمره هين وهي أن تجمع الأدلة وتعرف الحكم الشرعي وتأتي بأقوال العلماء، لكن الخطورة في التطبيق العملي أنه يجب أن تتوافر الشروط وتنتفي الموانع.
فمثلاً على عجل ذكره الفقهاء أو العلماء ذكروا أن الكفر لا يجوز أن يطبق على الإنسان إلا إذا كان عالماً بهذا الحكم.
الشرط هو العلم، والمانع هو الجهل. أن يكون ذاكراً ما يكون ناسياً أو مخطئاً.
ثم ذكروا أن يكون مختارًا ليس مضطرًا تحت تعذيب أو غيره, وألا يكون متأولاً، وهو قد يكون عنده شبهة دليل فوقع خطأ، ولهذا نحن نقول لطلاب العلم الذين قد يقرأون مثل هذا الكلام إنه لا يسعك أن تتسرع بتكفير الناس لن يسألك الله عز وجل عن هذه الطائفة أو هؤلاء الناس.
أنا أستغرب أن يأتيني شباب صغار دائماً يا شيخ فلان الطائفة الفلانية تكفر, يتكلمون عن شيء معاصر.
قلت هب أنها لو قلت والله لو قلت لك أنا متوقف توقف يا أخي إذا أنت مت قلت لا بد لك أن تحرص قبل هذا أن تأخذ أصول العلم تتعلم أصول العلم ثم بعد ذلك عندما تأتي إلى التطبيق العملي يجب أن تتجه إلى العلماء وهذه منازل كبار الطوائف والأشخاص بعينهم لا يعرف هل هو الذي نزلت عليه أو تنطبق عليه الشروط وتنتفي عليه الموانع وهو يعرف وليس كل أحد يجب أن يكون من أهل العلم الراسخين في العلم ولا ينفرد الإنسان برأيه خاصة في الأعيان أن يطلق على طائفة معينة أو نظام معين جزافًا أو بكل سهولة وخطورة هذه القضية أن الناس يتساهلون ويتساهلون حتى أصبحوا يكفرون أهل العلم ويكفرون كل منتم إلى الدولة وكل من عمل فيها, وأنا أريد أن أختم كلمتي ما كنت أتصور ذلك وكنت أظن أن في ذلك مبالغات في بعض وسائل الإعلام أن هناك أناسا يتسارعون في التكفير حتى قدر الله لي أن كنت في بلد عربي وقابلت شخصا في وليمة وقال أنا كنت من أهل التكفير من جماعة التكفير والهجرة, ويقول: والله يا شيخ ما لقينا أحدا إلا وكفرناه, يقول كان فينا جهل مطبق ما نعرف أن الكفر قسمان نقرأ حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر», يقول ما نعرف أن هناك كفرا أصغر وكفرا أكبر, يقول كل ما هو موجود في نطاق الحديث أطلقنا عليه الكفر ويقول أطلقناه على كل أحد حتى آباءنا وأمهاتنا حتى خرجنا من بيوتنا.
فأقصد أنه فعلاً الجهل هو سبب من الأسباب ولا أريد أن أدخل في هذا لأني أريد أن ندخل في لب القضية يعني هذه مقدمة عن التكفير وأقسامه وضوابطه.
#6#
الدكتور مسعود الغامدي: الحديث عن مفهوم التكفير سيكون تكرارا لما ذكره من سبقوني في الحديث فهو منضبط بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وحكم التكفير للمسلم الذي لم يصنع ما يوجبه فهو حرامٌ تحريماً قطعياً؛ للأدلة الدالة على ذلك, فقد روى البخاري في كتاب الأدب من صحيحه الباب رقم (44) باب ما ينهى عن السباب واللعن حديث ثابت بن الضحاك - وكان من أصحاب الشجرة – حدثه أنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال» :من حلف على ملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال, وليس على ابن آدم نذرٌ فيما لا يملك ومن قتل نفسه بشيءٍ في الدنيا عذب به يوم القيامة, ومن لعن مؤمناً فهو كقتله, ومن قذف مؤمناً بكفرٍ فهو كقتله» وهو ينقسم إلى قسمين التكفير المطلق والتكفير المعين, بيد أني أرى أن هناك أسبابا عديدة لظهور هذا الفكر التكفيري لا بد من الوقوف عليها ومحاولة علاجها, خاصة أن خطر الغلو في التكفير مستمر, نسأل الله أن يرد المنحرفين فكريا إلى جادة الصواب.
## المشاركون في الندوة:
- د. عبد الرحمن العبد الكريم المشرف العام على مكتبة وزير الشؤون الإسلامية
- د. ناصر الحنيني أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والمشرف على مركز الفكر المعاصر
- د. خالد الدبيان عضو هيئة التدريس في كلية الملك فيصل الجوية والأمين العام لجمعية الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم
- د. صالح العصيمي عضو الجمعية السعودية العلمية لعلوم العقيدة والمذاهب والأديان المعاصرة وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
- د. مسعود الغامدي داعية وإعلامي
- الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع المسيليم في الرياض