مرتفع سيبيريا أكبر صحراء جليدية في العالم .. شتاؤه 70 درجة تحت الصفر

مرتفع سيبيريا أكبر صحراء جليدية في العالم .. شتاؤه 70 درجة تحت الصفر

سيبيريا الجزء الشرقي والشمال الشرقي من روسيا، تمتد غرباً من جبال الأورال حتى المحيط الهادي شرقاً، ومن المحيط المتجمد الشمالي حتى حدود كازاخستان ومنجوليا والصين جنوبا وتمثل 77 في المائة من مساحة روسيا البالغة (17 مليون كيلو متر مربع)، وهي أكبر صحراء جليدية باردة في العالم.
سيبيريا كانت مأهولة بمجموعات مختلفة من البدو ذوي الأصول التركية مثل الهان والأويغور. وفي القرن الثالث عشر تعرضت للغزو المغولي وفي القرن السادس عشر مع نمو القوة الروسية واتجاهها إلى الشرق بدأ التجار وجنود الكوساكس في دخول سيبيريا ثم قام الجيش الروسي بإقامة القلاع والمدن كتوبولسك التي أصبحت فيما بعد عاصمة سيبيريا، في منتصف القرن السابع عشر وصلت السيطرة الروسية إلى المحيط الهادي.
ظلت سيبيريا عدة قرون منطقة غير مستكشفة وغير مأهولة إلا من الحملات الاستكشافية والسجناء المنفيين من روسيا الغربية والأقاليم التابعة لها كبولندا، ولكن بعد إنشاء سكة الحديد التي ربطت موسكو مع سيبيريا في عهد القيصر نيكولاس الثاني (1916) واكتشاف الثروات الطبيعية انتشرت المدن الصناعية وازداد عدد السكان.
وتتشكل فوق تلك الصحراء أحزمة من الضغط الجوي المرتفع التي تظهر من خلال خرائط الضغط السطحي والمتوسط وحتى خرائط (700 ملي بار) في فصل الشتاء، ويبلغ متوسط قيم ضغط الهواء فيه (1030 ملي بار) وقد يصل إلى أرقام قياسية كما حدث في 31 ديسمبر في 1968، ويغطي هذا المرتفع مناطق واسعة من آسيا وأجزاء من أوروبا، وتبلغ درجات الحرارة في بعض أقاليم سيبيريا الشمالية الشرقية حدودا متدنية جداً خلال فصل الشتاء، قد تبلغ دون 70 درجة مئوية تحت الصفر في بعض فصول الشتاء والأمطار قليلة في عموم أقاليم سيبيريا.
وجاءت أهمية مرتفع سيبيريا بسبب أثره في توزيع الرياح في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي، وبخاصة القسم الشرقي منها، حيث إنه المسؤول عن تدفق الرياح الشمالية والشمالية الشرقية الباردة خلال فصل الشتاء، التي تتجه إلى بحر العرب وشبه الجزيرة العربية، وتختلف قوة تمركز هذا المرتفع من موسم إلى آخر، وكلما كانت قوة التمركز نواحي الشمال والشمال الغربي من آسيا كان الوضع أفضل بالنسبة لمناخ شبه الجزيرة العربية، إذ إنه في هذه الحالة يقوم بعملية صد للمنخفضات الجوية الحركية ويجبرها على الاتجاه ناحية الجنوب والجنوب الشرقي، ويعمل على تقليص نسب الضغط السطحي للمنخفضات العميقة ذات الضغوط المنخفضة جداً التي لا تتناسب غالباً مع الضغوط المدارية التي تؤثر فوق شبه الجزيرة العربية، وكلما كان هذا المرتفع نشطا فوق غرب روسيا وشرق أوروبا إلى شمال شرق إفريقيا على شكل قوس زادت فرص هطول الأمطار واستمرت ـــ بإذن الله.
كما حصل في شتاء عام 1416 هجرية منتصف ديسمبر 1995، حيث تمتعت المنطقة الوسطى والشرقية من البلاد بطقس غائم وممطر استمر عشرة أيام نتج عنه هطول أمطار بلغت كميتها في العاصمة الرياض أكثر من 90 مليمترا، واستمر الضباب يلف أجواء العاصمة طيلة فترة الأمطار بعد جفاف شهدته البلاد في بداية الموسم، وكان موسما ربيعيا مميزا فوق الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية.
وتوالت الأمطار خلال فصل الشتاء وفصل الربيع بشكل متكرر على تلك المناطق، ويعد مرتفع سيبيريا ذا أثر جيد في تفعيل الأخاديد الجوية في طبقات الجو العليا التي تعد مهمة لحدوث حالة عدم الاستقرار التي تستمر فترات طويلة فوق البلاد، ثم يبدأ هذا المرتع في الاضمحلال اعتباراً من آخر شهر مارس، حيث يحل محله ضغط منخفض يقوم بعكس دور السابق، ويعتبر مرتفع سيبيريا مرتفعاً موسميا وليس من المرتفعات الجوية الدائمة.
يذكر أن قيم الضغط المسجلة حاليا هي في حدود (1040 ملي بار)، وتتركز ما بين الصين وروسيا، وهو في هذه الحالة يعد في وضع غير إيجابي بالنسبة لدول جنوب غرب آسيا.

الأكثر قراءة