متحف تنومة .. محاكاة حياة المنطقة الاجتماعية والاقتصادية بكل تفاصيلها

متحف تنومة .. محاكاة حياة المنطقة الاجتماعية والاقتصادية بكل تفاصيلها

اختار أحد أبناء مركز تنومة (شمال مدينة أبها في منطقة عسير), بيتا من الطراز المعماري القديم مكونا من ثلاثة أدوار، ليحوله إلى متحف تراثي يضم بين جنباته مئات القطع القديمة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والزراعية والتجارية، ويسمح للزائر بتجربة السكن في البيت طوال اليوم والليلة.
وأضحى المتحف ملتقى للزوار والباحثين لما يعطيه من صورة شاملة لتراث المنطقة، والمراحل المهمة التي عاشها الآباء والأجداد، وكيف استطاعوا تطويع مكونات البيئة من حولهم في خدمتهم بكل إتقان وإبداع.
ويشعر الزائر خلال تجوله بين ردهاته ودرجات سلمه المتعرجة التي تربط بين طوابقه، أنه يتنفس عبق الماضى الجميل لتعود به الذاكرة إلى الوراء وكيف كان الأباء والأجداد يسكنون تلك البيوت الجميلة الهادئة التي تدخلها الشمس طوال النهار، وتفتح نوافذها على المزارع والطبيعة البكر.
وكل ما في هذا المنزل من المكونات، الذي يصنفه البعض نُزلا سياحيا فريدا، يعد من البيئة المحلية، إلى جانب اللمسات الإبداعية الرائعة في ترتيب الغرف، ومجلس الاستقبال، والمطبخ، وغرف الضيوف.
وأوضح صاحب المتحف والمشرف على تنفيذه سليمان بن محمد الشهري لوكالة الأنباء السعودية، أنه أمضى مايقارب الـ 20 عاما يجمع التراث، ويصنف القطع القديمة، ليكوّن بيتا مميزا يعطي صورة حقيقية للسكن القديم الذي كان سائدا قبل أكثر من 60 عاما.
وبين أن المتحف يتكون من ثلاثة أدوار، خصص الدور الأول لعرض الأدوات الزراعية ورفع الماء ونقل المنتجات الزراعية, والدور الثاني كان يطلق عليه بيت الأسرة، وأهم مايميزه المجلس العربي بفرشه التقليدي المميز ووجود (الصلل) الذي تحف جوانبه دلال القهوة وأباريق الشاي، بينما توجد في الوسط دائرة يوضع عليها الفحم من أجل التدفئة والبخور ترحيبا بالضيوف عند قدومهم.
كما يعرض في الدور نفسه كيف كانت المرأة تقتني الملابس وأدوات التجميل والحلي، فيما خصصت غرفة لمكان الأكل وتجميع الأواني والصحاف التي كانت تستخدم في تحضير الطعام.
وخصص الدور الثالث ليكون معرضاً فنياً يصور أنواع التراث في جميع مناطق المملكة، إضافة إلى بعض اللوحات التشكيلية بمدارسها المختلفة، وإن كانت في مجملها تتناول الحياة القديمة في مركز تنومة.
وكشف المشرف على متحف القرية التراثية في تنومة، أن عدد القطع التي يضمها المتحف بلغت ما يقارب ثلاثة الآف قطعة مختلفة الأشكال والاستخدامات, أبرزها وجود أحجار عليها نقوش وبعض الآيات القرآنية يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف و300 عام.

الأكثر قراءة