الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم

الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم
الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم
الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم
الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم
الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم
الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم
الرموز العلمية الضخمة لا بد أن تفتح أبوابها لانتشال الشباب من واقعهم

يواصل "نادي الاقتصادية الصحفي"، سلسلة حلقات ندوة "الغلو في التفكير وأثره في المجتمع" في جزئها الثالث، حيث ناقشت الندوة في الجزأين الأول والثاني مفهوم التكفير وأقسامه وضوابطه الشرعية، وأسباب الوقوع فيه، واليوم يطرح عدد من المختصين الشرعيين طرق العلاج وسبل الوقاية من الوقوع في براثن التكفير، مقترحين رفع درجة الوعي بمخاطر التكفير عبر إقامة دورات، وأهمية إطلاق قنوات حوارية توجه للمنحرفين فكريا، وضرورة إيجاد مراكز الأحياء لاحتواء الشباب، كما تطرقوا إلى محاور عدة نستعرضها في تفاصيل هذه الندوة:

"الاقتصادية": ما طرق العلاج وسبل الوقاية من الوقوع في التكفير؟

#4#

الدكتور صالح العصيمي: للوقاية من الوقوع في التكفير عدة طرق لعل منها ما تطرق إليه الدكتور ناصر في الحلقة الماضية حول وجود خلل في التفكير لدى بعض الشباب هو الذي أوقعهم في أيدي الفئات المنحرفة والضالة، لذا أرى أن الحوار والإقناع وإقامة دورات التفكير سيكون لها أثر كبير في تغيير سلوك من يقعون في براثن هذا الفكر، وأذكر أني التقيت مجموعة من الشباب المتفوقين، وقلت لهم أنا على يقين بأنكم ليس عندكم فكر منحرف، وهذا هو المطلوب و لكن من باب الوقاية أضرب لكم هذا المثال: لو أن أحدكم لدى أسرته سائق بوذي وثني، وجاء شخص، وفجّر البيت، وماتت أمه وأبوه وإخوانه بحجة وجود كافر لديهم، فهل تستنكرون هذا الفعل، وتنتقمون من هذا الفاعل، وتحذرون من فكره مع أن هذا السائق أكفر من اليهودي والنصراني، لأنهم أهل كتاب، أم أنكم ستؤيدون هذا الفاعل، وتدعمون هذا الفكر؟ ما رأيكم؟فأصبحت لديهم ردة فعل إيجابية، حيث استنكروا هذا الفعل الذي يؤيد ما قلت إن هذه الجرائم منكرة، وإنكار المنكر لا يكون باليد إلا لولي الأمر، أما عامة الناس فلهم النصح والله يقول: (وما على الرسول إلا البلاغ المبين)، والحمد لله أن الله لم يكلفنا بالتغيير، إنما كلفنا بالأمر والتوجيه قال تعالى: (ليس عليك هداهم)، ثم إنني ضربت لكم هذا المثال كي أربطه بواقعكم حتى تستوعبوا المسألة، وحتى لا ننخدع بهؤلاء الذين يكفرون المجتمع والعلماء والحكام ويسلكون هذا الأسلوب، فهم خوارج يحقر أحدنا صلاته عند صلاتهم وصيامنا عند صيامهم، فهنا اجتمعت لهم الصلاة والصيام.. هم صادقون في اعتقادهم ودليل ذلك محافظتهم على العبادات، فهم صادقون في نياتهم، لأدائهم العبادات لكنهم جهلة يمرقون كما يمرق السهم من الرمية نسأل الله العافية والسلامة.

لذلك ذكر شيخ الإسلام أن حسن النية لا يصحح العمل، وأنا حقيقة سأكون صريحا في كلامي للمصلحة العامة من وجهة نظري، نحن بحاجة إلى محاضن آمنة، وأركز على هذا الجانب، نأمل كما فعلت وزارة المالية ووضعت حساب "إبراء ذمة" يودع فيه من أخذ من المال العام بأي صورة من الصور، فهو يأتي للحساب ويودع فيه المبلغ، وبذلك أراحت الوزارة الناس من مشكلات عندها طالما أنه كان آمنا، فنتمنى أن يكون فيه موقع وهاتف آمن ويكون آمنا أمنا حقيقياً، حتى يعود الشاب الضال للصواب، وهذا منوط بوزارة الشؤون الإسلامية، والإفتاء يكون فيه فعلاً طريقة آمنة تغيّر سلوكه، فعلى سبيل المثال يمكن أن يتصل ويطرح شبهته، وإذا تم تبني هذا الاقتراح فإني على ثقة بأن الدولة عند كلمتها، المهم يخرج الشبهة التي لديه ويتلقفه المصلحون ويريح ويستريح ويمكن أن يرسل شبهته حتى عبر البريد ويجاب عن الأسئلة.

وأنا أقول ما هناك شبهة إلا ويجاب عنها في الإسلام، بعض الناس يعمّم قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فهذه الآية أوجدت شبهة تعميم الحكم بالكفر عند كل حاكم حكم بغير ما أنزل الله دون تفريق بين حاكم وحاكم ودون معرفة الأسباب والموانع، وهذه الآية قد يفهمها بعض الشباب بأنها عامة دون معرفة التفاصيل وأقوال أهل العلم في تفسيرها، والحكم بغير ما أنزل الله ليس في قضائنا، ولله الحمد فقضاؤنا شرعي، وقضاتنا شرعيون، ولكن بعض الشباب بحاجة إلى كلام العلماء في هذا وتوضيح الصورة لهم، فلو كان الحكم مطلقاَ بالكفر دون معرفة الأسباب والموانع لأدخل بعض المنحرفين النجاشي في الحكم الذي كان يحكم الحبشة ولم يحكم بما أنزل الله لعدم قدرته على القيام بذلك، فهل يحكم عليه بأنه كافر مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد شهد له بالإيمان وصلى عليه صلاة الغائب، ولم يصل على غائب غيره.

ودليل ما قلته عن النجاشي ما قاله ابن تيمية: "وَالنَّجَاشِيُّ مَا كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ قَوْمَهُ لَا يُقِرُّونَهُ عَلَى ذَلِكَ وَكَثِيرًا مَا يَتَوَلَّى الرَّجُلُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتَّتَارِ قَاضِيًا بَلْ وَإِمَامًا وَفِي نَفْسِهِ أُمُورٌ مِنْ الْعَدْلِ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا فَلَا يُمْكِنُهُ ذَلِكَ بَلْ هُنَاكَ مَنْ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ وَلَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا".

إلى أن قال: "فَالنَّجَاشِيُّ وَأَمْثَالُهُ سُعَدَاءُ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَلْتَزِمُوا مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ مَا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْتِزَامِهِ بَلْ كَانُوا يَحْكُمُونَ بِالْأَحْكَامِ الَّتِي يُمْكِنُهُمْ الْحُكْمُ بِهَا" مجموع الفتاوى الجزء 19 صفحة 218-219.

والخلاصة أن هناك أسبابا وموانع لا بد أن تعرف، ومن قبل القضاة الشرعيين والعلماء الربانيين قبل الحكم على أحد بكفر، والغريب أنك تجد ورع العلماء وتثبتهم، وسرعة الجهال وتعجلهم.

سبل الوقاية

#6#

الدكتور مسعود الغامدي: دون شك أن سبل الوقاية هي عكس أسباب الوقوع في التكفير، بكل بساطة قلنا الجهل هو سبب للوقوع في التكفير، فالعلم هو عكس الجهل، وهو من سبل الوقاية، وقلنا إن انتشار المنكرات في المسلمين من غير رادع واضح يشفي صدور أهل الغيرة على دين الله والقائمين على أمر المسلمين سبب آخر، وعكسه لا بد أن يكون هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وتقويم للناس حتى لا تبقى صدور أهل الغيرة متألمة، وهم في ضيق وحرج، هذه أسباب مباشرة أو سبل مباشرة للوقاية.

قنوات للحوار

#2#

الدكتور ناصر الحنيني: من الأشياء المهمة ما ذكره أحد المشايخ من أهمية إطلاق الحوار مع هؤلاء المنحرفين فكريا ، وهي فرصة لأن نوجد قنوات متنوعة للحوار، فالمجتمع عندما يكون مجتمعا حواريا يكون أكثر نضجا، وأبعد عن الانحراف، بمعنى أن الشاب إذا واجهته أي فكرة غير صحيحة فسيجد أن أعضاء هيئة كبار العلماء كلهم يمكن أن يصل إليهم ويحاورهم ليعالجوا ما عنده من قناعات خاطئة بالعلم الشرعي المؤصل، وعندها ستتغير نظرته، المهم أن هؤلاء الرموز العلمية الضخمة يجب أن تفتح أبوابها للشباب فهذه من أعظم أسباب الوقاية، فكل من واجهته شبهة في حديث أو قرأ كتابا يذهب ويجد مجلسا مفتوحا، أو على مواقع الإنترنت الحوارية، يجب أن تفتح برامج حوارية مع الجمهور، مهم جداً أن يأتي سماحة المفتي والشيخ صالح الفوزان وغيرهما من كبار هيئة العلماء، ويكون هناك خط مفتوح مع الناس في القنوات الفضائية للحوار بشكل كبير جداً، وهناك قاعدة عند النفسيين أن نصف القناعات تزول بالحوار، يقولون: إذا بدأ الحوار وقال الذي يتكلم ما عنده فإن نصف قناعاته السيئة ستزول، لأنه سيراها، فإذا لم يحاور ولم يسمع له ظلت حبيسة في رأسه ولم يستطع أن يراها على حقيقتها، ولما تكلم بها عرف قبحها وأن فيها شيئا كثيرا غير صحيح، وقد كنت أقول لبعض الشباب اكتب ما عندك في ورقة تجده يستحي من هذه الأفكار عندما يكتبها، فأقول له لو كانت حقا لما استحيت من كتابتها.

فكرة موسوعة للرد على الشبهات

عندي مبادرة وأنا مشرف على مركز الفكر المعاصر، هي فكرة أطرحها والجميع اليوم يشارك فيها وهي: إيجاد موسوعة كبرى إلكترونية وتطبع وتتداول للرد على كل الشبهات التي فيها فهم خاطئ للنصوص أو شبهات عقلية أو فتاوى غير صحيحة، وتكون متيسرة بين أيدي الناس في كل وسائل الإعلام والاتصال المتاحة كمركز دراسات (مركز الفكر المعاصر) ممكن أن نتبناها وننشرها، والجميع يشارك فيها – لعل وزارة الشؤون الإسلامية تكون من الجهات التي نتعاون معها، بإذن الله.

مراكز الأحياء لاحتواء الشباب

#3#

الدكتور خالد الدبيان: أضم صوتي لما تفضل به الشيخ ناصر حول استخدام طريقة جمع الشبه لدى صاحبها ثم الإجابة عنها، وتتم طباعتها وتوزيعها على من يقعون في مثل تلك الشبه، كما أقترح أن يتم إصدار صحيفة يومية تحمل التوجه الإسلامي الواضح، لأنه لا يوجد في بلادنا إلا مجلات أسبوعية إسلامية مثل مجلة الدعوة وأخرى دورية مثل مجلة البحوث، ونحن نريد صحيفة إسلامية يومية. ذات توجه واضح، ويتم تبنيها من الجامعات أو مراكز البحث العلمي.

ومن وسائل العلاج إقامة مراكز الأحياء لاحتواء الشباب، وأن تؤسس على منهج علمي محدد الأهداف بحيث تبنى وتؤثث بأمور تناسب الشباب من رياضة أو برامج حاسوبية أو مهارات فنية... إلخ، وتدعم بشكل يساعدها على القيام بدورها لخدمة الوطن، لتسهم، بإذن الله، في الوقاية من الوقوع في التكفير.

كما أن من وسائل الوقاية تصحيح مفهوم الانتماء، فمثلا في السابق تسأل الشخص ما وطنك؟ فيقول وطننا الإسلام، شخصيا أؤكد أهمية أن يحب الشخص بلاده ويكون انتماؤه لبلده، وهذا ليس معناه أن يكره البلد الآخر، ولهذا أدعو إلى تصحيح مفهوم الانتماء.

التواصل بين العلماء والشباب

#5#

الدكتور عبد الرحمن العبد الكريم: أنا حقيقة أشكر الإخوان، لكن بما أني في وزارة الشؤون الإسلامية فأنا أريد أن أطرح حلولا وضعت في وزارة الشؤون الإسلامية وتطرقت إليها: المسألة الأولى: مسألة اللقاءات مع المشايخ .. أعجبني رأي الدكتور ناصر في طرح مسألة لماذا لا تفتح قنوات الاتصال بين كبار العلماء والشباب، فلا بد حقيقة أن يرجع إلى الرعيل الأول، ما دور كبار العلماء تجاه الشباب، كانت المساجد في السابق تشهد لهم وحتى بيوتهم كانت تشهد لهم، الشيخ محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ ذكر لنا قصة الشيخ ابن سعدي ـ رحمه الله ـ يقول: كان الناس يأتونه حتى في آخر الليل يطرقون عليه الباب للمقاضاة أو لأي شيء، ويفتح الباب، ويحل المشكلة وهو على الباب، انظر كيف كانت حركة العلماء في ذاك الزمان فترى علماءنا اليوم -جزاهم الله خيرا - حجموا دورهم، هم الذين حجموه ولم يحجمهم، الدولة بالعكس تعين وتعاون.

هم حجموا دورهم وجعلوا من أنفسهم كأنما هم في مجال العمل فقط، وإلا العالم يجعل وقته كله للناس، والله إني أذكر الشيخ عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله ـ كان الشيخ عنده درس الفجر، ودرس الظهر، ودرس العصر، ودرس المغرب، ودرس العشاء، والله إني قلت، متى ينام الشيخ، خمسة دروسا، الشيخ عبد العزيز بن باز كان لا ينام إلا بعد صلاة العصر يمكن نصف ساعة، وفي الليل لا ينام إلا قليلا بعد ما يخرج الضيوف، فلقاءات المشايخ هذه مهمة جداً، ويجب أن تصل مثل هذه الاقتراحات إليهم، يجب عليهم أن يفتحوا أبوابهم للناس، لأن عدم فتح الأبواب سيضطر الناس إلى أن يذهبوا إلى غيرهم، وهذه هي المصيبة الحقيقية.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)، ونحن في الدورات التي تقام في وزارة الشؤون الإسلامية خصصنا دورات في محاربة الغلو في التكفير، يحضرها الأئمة والخطباء، ولكن الذي يلاحظ مع الأسف الشديد على وزارة الشؤون الإسلامية، وأنا حقيقة من منسوبيها، أن الخطباء والأئمة غير ملتزمين بحضور هذه الدورات، وهذه مشكلة. والدورات هي بعد العصر، والدورة كلها مدتها أسبوع واحد فلا بد من إلزامهم بهذه الملتقيات.

تفريغ الخطباء للدورات

الدكتور صالح العصيمي: أؤيد الدورات لكن بشرط أن تقام ويفرغ الخطيب لها كأن تقام دورات خطباء الرياض في جدة، وتصرف لهم تذاكر، ويهيأ لهم السكن، أما أن تقام في مقر إقامته من غير أن تكون إجازة رسمية، فإن الحضور سيكون قليلا، لأنها ستقام بعد العصر أو المغرب، وهو منهك، ولن يحرص على الحضور، ولو أقيمت خارج مقر إقامته يومين مثلا في الفندق نفسه الذي يسكن فيه فستنجح، لأنه سيعيش متفرغاً لها مع أناس يحملون نفس همه وفكره فتثرى المعلومة عنده.

ويتداخل العبد الكريم: فيقول إقامة الدورات خارج مدينة الإمام أو الخطيب فيها تكلفة كبيرة على الوزارة، ومن أراد العلم فسيطلبه في أي مكان، ليس من الضروري أن يذهب إلى مكان آخر.

الدكتور خالد الدبيان: أولا أؤيد تـثقيف أئمة المساجد، لأنهم يسهمون بجهودهم في توعية الشباب وإبعادهم عن الوقوع في الانحراف، وهم يعتبرون من سبل الوقاية للشباب لمن يجيد الخطابة بشكل يؤثر فيهم، وبالنسبة لقضية الدورة فهي مهمة و أنت تريد أن تلقن الإمام مهارة أو تلقنه علما أو كلاهما، لا بد أن تستقطب أفضل المشايخ والعلماء، وأيضاً يضاف إلى ذلك أن يتم إكسابه مهارات، لأنه سينقلها لغيره. وأرى أنه لا مشكلة إذا تغيب عن مسجده لمدة خمسة أيام كي يستفيد من الدورة المهارات والعلوم والمعارف، ويكتسب تجارب من خلال ورش العمل التي ستعقد في الدورة، والاستماع إلى تجارب بعض الأئمة والعلماء، وكذلك طرق ووسائل رجال الأمن في مناقشة الواقعين في ظاهرة الغلو في التكفير، فمن خلال هذا كله أؤيد تفريغه من عمله ، ونقل الدورة خارج مدينته، فإذا كان في الرياض مثلا تنقل الدورة إلى خارج الرياض، ليستفيد علمياً ومادياً.

الجماعات التكفيرية

"الاقتصادية": دور جماعات التكفير في تغذية الشباب الفكر الضال.

الدكتور مسعود الغامدي: ليس غريباً أن يسعى أصحاب القناعات الخاطئة والضالة إلى إيجاد أتباع لهم، كل صاحب فكر صاحب قناعة يريد أتباعا له، فمن ناحية الأسباب هذا ليس بغريب. لكن دور هذه الجماعات في تغذية الشباب الفكر الضال. في تقييمي المتواضع دورهم الآن ينحسر، بفضل الله سبحانه وتعالى أولا، ثم بفضل الجدية التي نلمسها أخيرا في معالجة هذا الفكر، لكني أخشى أن يصبح الدور الممارس في مقاومة هذا الفكر دوراً تقليدياً فيبهت، ويعود من جديد دور هذه الجماعات كما كان في الماضي، وبالتالي لا بد من إيجاد سبل مبتكرة ووسائل جادة لمواجهة هذا الفكر، فدورهم قائم، وما زال من هؤلاء الجماعات من يستولي على فكر الشباب.

خالد الدّبيان: الغالب أن المجتمع عندنا في المملكة الآن مجتمع شبابي، فنسبة الشباب أكثر، مثال: كنت مرة في مجمع إعلامي، وأنا أقولها الآن مسؤولية أيضا وقلت لهم أعطوني قناة تخاطب الشباب والشابات، وتهتم بهمومهم، فالقنوات عندنا إما أن تكون أطفال أو رياضية أو قناة إخبارية أو سياسية أو عامة، ولن تجد قناة شباب إلا ما ندر. إن هذه الفئة أخطر فئة، ويجب أن يكون لها برامج موجهة إليها.

الضلال سمة رؤوس الجماعات

الدكتور عبد الرحمن العبد الكريم: الحقيقة أن هؤلاء الجماعات لهم رؤوس وهؤلاء هم من أسسوا هذه الجماعات، والمقصد منها هو طلب الزعامات، فهؤلاء ما وجدوا تزعماً إلا في مثل هذا الضلال فأصبح هذا الضلال سمتهم، وهم عندهم فراغ فأرادوا بذلك أن يحدثوا جماعة، ليتزعموا حتى ولو كانت جماعة ضالة إلا أنهم يريدون التزعم.

الناحية الثانية: التي هي مسألة جمع المال فأصبح بعضهم من أرباب المال بهذا الفكر، لأنهم خدعوا الناس، وخدعوا هؤلاء الشباب، وعلموا بأن هذا التزعم يحدث لهم ثروة فأصبح هؤلاء يناضلون بكل ما يستطيعون ليبينوا للناس صحة معتقدهم، ليجمعوا من ذلك ثروات، ونجحوا في مثل هذا، وكشفت وزارة الداخلية حقيقة هذه الأموال التي جمعوها، فليس المقصد بذلك شراء سلاح فقط، ولكن عندهم أشياء يشترونها ويخبئونها عن أعين الناس، وهذه الحقيقة من المهمات.

الشباب يتجاوبون مع كل ما يطرح

#7#

السيف: دون شك أن الجماعات وغيرها تقوم بهذه الدعوات الهدامة التكفيرية وغيرها من أجل أن يستهدفوا هؤلاء الشباب، لأنهم هم الفئة النشطة التي تتجاوب بإيجابية مع كل ما يُطرح، لذلك نحن نفترض أن نعتني بالشباب، ونهتم بفكرهم، وربطهم بالعلماء حتى يبتعدوا عن خطر هذه الجماعات المفسدة التي أساءت للإسلام.

دور جماعات التكفير

الدكتور صالح العصيمي: لا شك أنها هي المغذي الرئيس وهي تغذي بالشبهات، فلا بد من الرد إذن على هذه الشبهات ولا بد من رسائل علمية لمناقشتها. والآن حدثت تراجعات منهم لكن لي ملاحظات على طريقة إخراج هذه التراجعات، فهي إما أن تكون مطولة فيضطرون إلى ضغط الحروف فتكون القراءة متعبة.

ولذا أقترح أن تراجع هذه المراجعات من علماء بلادنا ثم تخرج بطباعة فاخرة، كذلك تخرج ملخصاتها ويحال للأصل. جماعات التكفير علينا أن نعلم أنهم يثيرون الشبهات، ويستغلون حماس بعض الشباب، مع العلم أن هناك أناسا منهم يستقصدون بلاد الحرمين خاصة وبلاد الإسلام عامة فيأتون إلى هذه الجماعات ويدعمونها بالمال وغيره يريدون أن يحدثوا الفوضى والفتن في بلاد المسلمين.

خالد الدبيان: لعل مما يمكن الحديث عنه في هذا المحور الذي يتعلق بالأساليب التي تقوم بها جماعات التكفير هو إجادتها استغلال الواقع الذي يمر به بعض البلاد الإسلامية كغزو العراق وغزو أفغانستان، وبعض الظروف التي يمر بها بعض بلاد المسلمين، فاستطاعت أن توظف كل ذلك على أنه حرب عالمية على الأمة الإسلامية، مع أن تاريخ المسلمين مرت به ظروف مأساوية كالاحتلال الصليبي للمسجد الأقصى في شمال الجزيرة مع أن الأمة الإسلامية في غرب الجزيرة تعيش أفضل تاريخها عسكريا وعلميا واجتماعيا... إلخ
أيضاً من الأمور التي ذكرت وأحب أن أؤكد عليها أكثر لماذا لا توجد عندنا جائزة بحثية للشباب، خاصة مراحل الشباب، لمناقشة ظاهرة الغلو في التكفير، وتكون لها جوائز قيمة وتعلن وتطبع. البحوث التي قُدمت محصورة على أرفف بعض مراكز البحث في الجامعات وغيرها، فالمفترض أن تنشر للشباب، ولا يشارك في هذه البحوث إلا الشباب، ويمكن أن تسمى (جائزة الشباب للبحوث العلمية) وينص على محاورها.

المشاركون في الندوة:

1 ـ د. عبد الرحمن العبد الكريم المشرف العام على مكتبة وزير الشؤون الإسلامية

2 ـ د. ناصر الحنيني أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والمشرف على مركز الفكر المعاصر

3 ـ د. خالد الدبيان عضو هيئة التدريس في كلية الملك فيصل الجوية والأمين العام لجمعية الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم

4 ـ د. صالح العصيمي عضو الجمعية السعودية العلمية لعلوم العقيدة والمذاهب والأديان المعاصرة وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

5 ـ د. مسعود الغامدي داعية وإعلامي

6 ـ الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع المسيليم في الرياض

الأكثر قراءة