الملك لقادة الخليج: روحي معكم .. وأشارككم مسؤولياتنا التاريخية
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، البارحة برقية لإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي المجتمعين في الإمارات المتحدة، أكد خلالها أنه وإن غيب وجوده بينهم عارض صحي، إلا أنه حاضر معهم روحاً مشاركاً معهم آمال وأهداف مسؤولياتهم التاريخية.
وهنا نص برقية الملك:«إخواني أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي ـ يحفظهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنكم وأنتم تجتمعون اليوم لما فيه الخير ـ إن شاء الله ـ لدول وشعوب منطقة الخليج، وقد غاب عن أخيكم أكرم لقاء، وأجلّ أمانة، تجاه شعوبنا إلا أنها في نفسي ماثلة تستمدُ مسؤوليتها من ديننا، وعروبتنا، ومصالح أمتنا العربية والإسلامية.
#2#
أيها الإخوة:
وإننا وإن كنا نتطلع جميعاً لتحقيق أهداف وغايات شعوبنا، فإني وإن غيب وجودي بينكم عارض صحي، إلا أني حاضر معكم روحاً مشاركاً معكم آمال وأهداف مسؤولياتنا التاريخية، راجياً من الله العلي القدير أن يوفقكم في مسعاكم، وأن يعينكم ـ جل جلاله ـ بعون من عنده، هذا ولكم مني خالص التقدير، شاكراً لكم جميعاً ما أبديتموه من مشاعر طيبة شاركتني وخففت عني الكثير من العارض الصحي».
وفي أبو ظبي، أكد الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، أن قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في دورتها الحالية، التي تنعقد في ظروف بالغة الدقة، تستدعي تكثيف الجهود لتحقيق رؤى ''سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه قادة دول المجلس للارتقاء بمسيرة المجلس وتحقيق التكامل المنشود''.
وأعرب عن سعادته بمشاركة القادة في قمة الدورة الـ 31، التي بدأت في أبو ظبي أمس، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
#3#
وقال الأمير نايف، عقب وصوله أبو ظبي: ''يسرني ونحن نصل أرض دولة الإمارات المتحدة الشقيقة أن أنقل تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إلى أخيهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات المتحدة الشقيقة وإلى الحكومة والشعب الإماراتي الشقيق''.
وتابع: ''ويشرفني، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - أن أشارك الإخوة قادة دول مجلس التعاون في قمة الدورة الـ 31 للمجلس، كما يطيب لي أن أعرب للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن بالغ شكرنا وتقديرنا لما لقينا من لدنه وحكومة وشعب الإمارات المتحدة الشقيقة من حفاوة استقبال وكرم ضيافة''.
وقال الأمير نايف: ''إننا لعلى ثقة أن ما يوليه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات من اهتمام بالغ وعناية كريمة سيكون له أكبر الأثر في إنجاح أعمال هذه القمة، التي تنعقد في ظروف بالغة الدقة تستدعي تكثيف الجهود لتحقيق رؤى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه قادة دول المجلس للارتقاء بمسيرة المجلس وتحقيق التكامل المنشود.. سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا إلى ما فيه خير شعوبنا ودولنا وأمتينا الإسلامية والعربية''.
#4#
#5#
وبدأ قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي البارحة في أبو ظبي أعمال الدورة الـ 31 للمجلس الأعلى برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
ورحب آل نهيان في كلمة ألقاها في افتتاح القمة بإخوانه قادة دول المجلس، متمنيا للاجتماع التوفيق والنجاح.
ووجه الشكر والتقدير إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت؛ على ما بذله من جهد وما أبداه من حكمة في رئاسته للدورة السابقة.
كما أعرب عن شكره لعبد الرحمن العطية على ما قام به من جهد مخلص أثناء توليه منصب الأمين العام للمجلس، مرحبا في الوقت ذاته بالدكتور عبد اللطيف الزياني أمينا عاما جديدا للمجلس، متمنيا له التوفيق في عمله.
من جهته، عبر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس الدورة السابقة لدول مجلس التعاون عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة المباركة.
وأضاف قائلا: ''يطيب لنا أن نهنئ أنفسنا والمملكة قيادة وشعبا بنجاح العملية الجراحية لأخينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. سائلين المولى عز وجل أن يديم عليه موفور الصحة والعافية؛ ليستكمل دوره الرائد والبارز في خدمة المملكة، ودعم مسيرة الخير والنماء في مجلسنا المبارك مع إخوانه قادة دول المجلس''.
وقال: ''يأتي انعقاد الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي ليضيف لبنة مباركة في بناء هذا الصرح الشامخ وإضافة بنَّاءة لمسيرته والتي أحاطها قادة دول المجلس على مدى العقود الثلاثة الماضية من الرعاية والاهتمام والعطاء المتواصل والعمل الدؤوب مكَّنت المجلس من تبؤ مكانته المرموقة بين نظرائه من منظمات سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي حاز معها على جل الاحترام والتقدير''.
وأضاف: ''نتابع باهتمام وتقدير الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سعيها لمحاربة الإرهاب والتي أسفرت أخيرا عن ضبط عدد من الخلايا الإرهابية كانت تخطط لقتل الأبرياء وإحداث الدمار وتعطيل التنمية في البلد الشقيق.. معربين عن استنكارنا الشديد لمثل هذه الأعمال الدنيئة، ومؤكدين استمرار وقوفنا إلى جانب المملكة وإلى جانب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة''.
#6#
#7#
وتابع أمير الكويت قائلا: ''تابعنا باهتمام التطورات الإيجابية التي شهدها العراق الشقيق.. مجددين التهنئة لجلال طالباني رئيس للعراق بمناسبة إعادة انتخابه لفترة ولاية رئاسية جديدة، ولنوري المالكي بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، متمنين أن يصار إلى تشكيل الحكومة العراقية التي تحقق آمال وتطلعات الشعب العراقي وتسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق الشقيق''.
وقال: ''إن مما يؤسف له تعثر مسيرة السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب التعنت والصلف الإسرائيلي والإصرار على الاستمرار في بناء المستوطنات.. داعين الأطراف الدولية، وبصفة خاصة الولايات المتحدة؛ بوصفها راعية للسلام والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، للضغط على إسرائيل؛ لحملها على وقف عمليات الاستيطان وقبولها بقرارات الشرعية الدولية؛ تحقيقا للسلام العادل والشامل الذي ننشده جميعا والذي لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ومبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية وإقرار الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني''.
وأضاف: ''إن ما يمر به لبنان الشقيق من ظروف غاية في الدقة تتطلب من الجميع تضافر الجهود للتهدئة والسعي لما يحفظ له أمنه واستقراره''.
وناشد الصباح إيران باللجوء إلى الحوار والخطوات الجادة لإنهاء قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.
كما دعا إلى حل أزمة الملف النووي الإيراني بالحوار والطرق السليمة وإلى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وبما يحقق التوصل إلى تسوية سلمية لهذا الملف ويوفر الاطمئنان ويسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذا، واختتم قادة دول مجلس التعاون البارحة جلسة عملهم الأولى في إطار الدورة الـ 31 للقمة الخليجية، وقد ناقش القادة خلال جلستهم التوصيات الخاصة بالمواضيع السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها المرفوعة من وزراء خارجية دول مجلس التعاون الست ومشروع البيان الختامي. ومن المقرر أن يستأنف القادة أعمال قمتهم اليوم.