دعوة إلى تفعيل التنسيق بين المرجعيات العلمية في المصرفية الإسلامية
أكد أستاذ التمويل الإسلامي الدكتور أشرف دوابة أن الواقع العلمي للفعاليات والمؤتمرات المتعلقة بالمؤسسات المالية الإسلامية تكشف بصفة عامة عن غياب التنسيق بين منظمي هذه المؤتمرات، وأرجع دوابة هذه المشكلة إلى عدة أسباب اعتبر من أهمها الفردية في التعامل وعدم وجود جهة عليا تجمع بين المؤسسات المالية الإسلامية، وإضافة على ذلك السعي نحو الربحية من تلك المؤتمرات التي تحولت إلى تجارة رابحة فتحولت من المنهج التنظيري والتطبيقي إلى المنهج النفعي الشخصي، وكذلك اختلاف درجة وجود ودرجة نمو تلك المؤسسات في الدول المختلفة ما أدى إلى وجود عديد من المؤتمرات المكررة في الاسم والوجوه الحاضرة، إضافة إلى استئثار عدد محدود من الأفراد بتوجيه تلك المؤتمرات خاصة من حيث العناوين، ومن ثم مات التجديد والإبداع.
ويؤكد الدكتور أشرف دوابة في هذا الصدد أن الحل لذلك يعود إلى إخلاص العاملين في هذا الحقل الإسلامي كما كان الحال عليه منذ نشأة تلك المؤسسات الإسلامية، والعمل على التنسيق مع مرجعية عليا مؤسسية منتخبة انتخابا حرا للمصارف الإسلامية بعيدا عن سطوة المال والاحتكار العلمي والمالي لتنظيم التنسيق والتنظير والتطبيق بين هذه المؤسسات، ومنها بالطبع المؤتمرات والندوات، متمنيا في ذات السياق أن يكون للبنك الإسلامي للتنمية دور إيجابي تجاه ذلك.
من جانبه يؤكد الباحث نواف أبو حجلة أن هذه المؤتمرات والندوات شيء إيجابي بحد ذاتها، حيث تمثل مؤشرا على حالة من التغيير سواء كان إيجابيا أم سلبيا استدعى مثل هذه الاجتماعات للمناقشة وطرح الحلول والبدائل، وهذا شيء لا بد منه في ظل التطور والنمو المتسارع للقطاع المالي الإسلامي بمختلف شرائحه. ويضيف أبو حجلة أن هذه الفعاليات فرصة لالتقاء مدارس مختلفة ومتعددة من العلماء والمفكرين لتبادل الأفكار والخبرات، لكنه استدرك بحاجة هذه الفعاليات والمؤتمرات إلى التركيز على الصعوبات التي تواجه هذا القطاع في الوقت الحالي مع ربط المفاهيم النظرية بالواقع العملي والممارس فعليا في المؤسسات المالية الإسلامية، وأن تكون التوصيات والحلول عملية وقابلة للتطبيق بعيدا عن التنظير والتعقيد، كما يجب ضخ دماء وأسماء جديدة في هذه المؤتمرات لتغيير مناهج التفكير والتعاطي مع الصعوبات التي تعترض القطاع المالي الإسلامي.