الدب الروسي .. خطوات نحو الثروات الخليجية عبر جسر التمويل الإسلامي
يرى الخبير الروسي ماكسيم أوزنتيف-المدير الإداري في بنك sberbBank أكبر البنوك التجارية في روسية - أن فرص الاستثمار في التمويل الإسلامية هائلة في بلاده وقال إن هذه الصناعة لا تهم المسلمين وحدهم بل كل من يهتم بالاستثمار المسؤول اجتماعيا والتمويل الأخلاقي، وهو ما اتضح بعد الأداء القوي الذي قدمته أثناء الأزمة المالية العالمية.
وتنظر موسكو بحسرة للاستثمارات والإيداعات العربية في البنوك الغربية التي تعمل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية. وبين الرغبة في الاستفادة من تلك الاستثمارات وبين الخوف التقليدي من أجندة إسلامية مزعومة في ثنايا العمل المصرفي تدور في روسيا.
بات من الواضح أن صناعة التمويل الإسلامي بدأت تنتشر في السوق المصرفية الروسية وإن كان بخطى بطيئة إلى حد ما بحسب ما تؤكده مدينا كاليمولينا نائب رئيس قسم العلاقات الدولية ورئيس مكتب البرنامج الاقتصادي بمجلس الإفتاء الروسي.
وتضيف أن تقديرات حجم التعامل بتلك الصناعة بين المسلمين الروس تتباين حيث يرى البعض أنها لا تتجاوز 10 في المئة من عدد المسلمين، فيما يرى البعض أنها تتجاوز تلك النسبة بكثير.
وأياً كانت النسبة فإنها لا توضح الحجم الحقيقي للصناعة حيث إن عدد السكان ليس هو العامل الأبرز في عملية تنمية قطاع ما.
خطوات حذرة لفهم المصرفية الإسلامية
وتؤكد أنه لا شك أن المستقبل القريب سيشهد نمواً متسارعاً لتلك الصناعة، حيث إن عدداً من كبريات المؤسسات الروسية مثل "لينوفا" و"سافينات" وبيت التمويل الإسلامي قطعت شوطاً كبيراً في بدء مشاريع تمويل إسلامي جديدة. وقد بدأت قاطرة التنمية من خلال عدد من البرامج يأتي على رأسها البرامج التعليمية وبرامج المؤسسات الاستشارية والجمعيات العاملة في المؤسسات المختلفة سواء كانت حكومية أو غير حكومية.
وفي أكتوبر 2009 كان معهد Mirbis أول مؤسسة تعليمية تقدم دورات في التمويل الإسلامي بغرض تلبية الاهتمام الكبير الذي يبديه العاملون في مجال الاقتصاد والأعمال في هذه الصناعة. وقد أظهرت تلك الدورات أن هناك اهتماما ملحوظا بدراسة أصول التمويل الإسلامي في روسيا بغض النظر عن التوجهات الدينية، حيث إن كثيرين من غير المسلمين دأبوا على الانتظام في هذه الدورات. وسرعان ما تلقفت بعض الجامعات الحكومية هذا الاهتمام فأدخلت التمويل الإسلامي ضمن برامج الدراسات العليا فيها.
ولم يقف الأمر عند تنمية الدراسة الأكاديمية الاقتصادية حيث حصل اثنان من الفقهاء الروس على شهادة البرنامج التدريبي للمراقب والمحقق الشرعي CSAA من البحرين. كما أن هناك عديدا من الأئمة الروس يقومون بتطوير معرفتهم بفقه المعاملات للوقوف على طبيعة التمويل الإسلامي.
وفي الوقت ذاته تم تكوين مجتمع التمويل الإسلامي الروسي المحترف، ومن أمثلة ذلك إنشاء الجمعية الروسية لخبراء التمويل الإسلامي في 2010. كما شهدت جمهورية تتارستان إنشاء عدد من اتحادات الأعمال والتجارة. وفي مايو الماضي تمت ترجمة ونشر اثنين من المعايير الشرعية باللغة الروسية وهما المتعلقان بالصكوك والمرابحة الصيغتان الأكثر شيوعاً في المؤسسات المالة الإسلامية على مستوى العالم. ويتم العمل حالياً على ترجمة المعايير الأخرى مثل التكافل والإجارة والمضاربة، على أن يتم نشرها في وقت قريب.
وتشير كاليمولينا إلى أنه ليس من المتوقع أن تسير روسيا ــ على عراقة تاريخها الإسلامي ــ بنفس وتيرة جارتها كازاخستان التي قدم رئيسها نورسلطان نزاربييف إسهامات سياسية حاسمة للنهوض لصناعة التمويل الإسلامي.
إلا أن ثمة عامل مؤثر في التجربة الروسية يتمثل في العلاقات الوطيدة بين موسكو ودول الشرق الأوسط. وتوضح أن المصرفيين في دول الخليج ودول المنطقة بشكل عام يجدون في روسيا سوقاً جذابة وواعدة بالنسبة للمستثمرين والشركاء. وتعتبر تلك الصناعة بمثابة جسر مهم لربط روسيا ببقية العالم الإسلامي.
#2#
وخلال العام الماضي قام عديد من الخبراء الدوليين في مجال التمويل الإسلامي بزيارة روسيا إلى جانب ممثلين لمؤسسات مالية إسلامية من بينها بنوك من ماليزيا والبحرين والكويت وتركيا وإندونيسيا والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها. وقد أشار الخبراء الأجانب إلى أن المتطلبات الأساسية للنهوض بصناعة التمويل الإسلامي في روسيا تتلخص في: التسريع بإجراءات التسجيل، وتطوير فهم تلك الصناعة من جانب السلطات المسؤولة عن وضع سياسة الضرائب وعملية التنظيم المصرفي، وسن قانون خاص لجذب المستثمرين إلى روسيا، وأخيراً تجاوز أسطورة الفكر السوفياتي إذ إن الأعمال والخدمات التي تقدمها تلك الصناعة حديثة وتحتاج إلى تطوير يحتاج إلى مرونة وتفتح.
مكاسب بلا حدود
من جانبه يرى الخبير الروسي ماكسيم أوزنتيف ــ المدير الإداري في بنك SberBank أكبر البنوك التجارية في روسيا ــ أن فرص الاستثمار في التمويل الإسلامي هائلة في بلاده. ويشير إلى أن عدد المسلمين في روسيا يتجاوز 23 مليوناً يتركزون في تتارستان وغربي القوقاز. وقال إن هذه الصناعة لا تهم المسلمين وحدهم بل كل من يهتم بالاستثمار المسؤول اجتماعياً والتمويل الأخلاقي، وهو ما اتضح بعد الأداء القوي الذي قدمته أثناء الأزمة المالية العالمية.
واعتبر أن التمويل الإسلامي أثبت وجوده كبديل قوي لـ "رأسمالية الكازينو" وهو لقب التمويل التقليدي الذي يعتمد على الربا والمقامرة.
وبالنسبة لتجربته الخاصة يقول أوزنتيف إن زملاءه كانوا يسخرون منه عندما بادر بالحصول على شهادات في المصرفية الإسلامية. إلا أن الوضع تغير كثيراً عندما عقد دورة تدريبية بالبنك للتعريف بتلك الصناعة حيث وجد إقبالاً كبيراً من مسؤولي البنك والموظفين. وأشار إلى أنه يؤمن بأن الأهم في المرحلة الحالة هو التعريف بأسس التمويل المطابق للشريعة حتى وإن تم هذا ببطء لأنه يصب في مصلحة انتشار تلك الصناعة الواعدة. ودعا البنك المركزي الروسي CBR إلى ضرورة الاهتمام بتلك الظاهرة التي اجتاحت أوروبا التي قامت دولها بسن تشريعات لتسهيل دخول المصرفية الإسلامية في هيكلتها المصرفية، وهو ما حدث في المملكة المتحدة وفرنسا ولوكمسبورج وأيرلندا. وأعرب عن أمله أن يقوم بنك SberBank بدور في التبشير بتلك الصناعة والتعريف بها من خلال تكوين مجلس استشاري يعمل على توضيح أهمية التمويل الإسلامي للمسؤولين في البنك المركزي ومن ثم الترويج لإدخال سياسات مالية جديدة تساعد بدروها على تسهيل إدراج البنوك المنتجات الإسلامية.
وهناك بعض الدول التي تتجاوز عن موافقة البنك المركزي، وعلى سبيل المثال فإن جمهورية تتارستان نالت موافقة رئاسية لفتح الباب أمام صناعة التمويل الإسلامي وبدء العمل بمنتجاتها.
ويحذر الخبراء من النظر لهذه الصناعة كظاهرة دينية فحسب، إذ إنها نظام إدارة مالية أخلاقي بديل مبني على أسس إيمانية. ولا تظهر كلمة "إسلامي" في التشريعات البريطانية الخاصة بتنظيم تلك المنتجات التي تضم الصكوك، ويطلق عليها "سندات استثمار مالي بديلة".
وبالنسبة للفائدة التي ستعود على الاقتصاد الروسي حال تبني المنتجات المطابقة للشريعة الإسلامية فإنه يتوقع أن تكون مكاسب ضخمة. ومن أبرز ملامح الاستفادة العمل في مشاريع البنية التحتية من خلال طرح الصكوك وهي المنتجات التي تجد رواجاً كبيراً في السوق الغربية. ويرى المراقبون أن روسيا ودول الكمنولث بدأت في الاهتمام بالصكوك والمنتجات الأخرى المطابقة للشريعة.
وترى البنوك الروسية الكبرى أنها إذا ما قررت التوسع خارجياً ودخول السوق الخليجية فإنه سيكون لزاماً عليها أن تقدم منتجات إسلامية.
#3#
تجارب تفتح الباب أمام المزيد
تعتبر مؤسسة "الشمس كابيتال" شركة استثمار مالي تعمل وفقاً لأحكام الشريعة على الرغم من أن لجنة السندات المالية الروسية لا تصنف المؤسسات كتقليدية وإسلامية. وقد ظهرت الشركة إلى الوجود لتلبية الطلب المتنامي على المنتجات والخدمات المالية الإسلامية في دول الكمنولث وشرق أوروبا خاصة في مجالات بيع التجزئة والتكافل والصكوك.
ويسمح الترحيص الممنوح للشركة بأن تقوم بأعمال السمسرة والوكالة وإدارة الائتمان للعملاء في روسيا. كما أن الشركة تقدمت بطلب للحصول على ترخيص الاستثمار التبادلي الذي يعد أقرب للتشريعات الروسية، فضلاً عن كونه مثالياً بالنسبة للمسلمين كأداة للإدخار. كما أن تلك الخطوة يمكن أن تجعل من روسيا محطة مهمة للمؤسسات المالية الإسلامية من خارج روسيا للاستثمار فيها.
ويترأس إدارة مؤسسة الشمس المصرفي الروسي أدالت جابييف Adalet Djabiev الذي يعد من الجيل الجديد الذي يأمل إتاحة الفرصة لمسلمي دول الكمنولث للاستفادة من الخدمات والمنتجات المالية الإسلامية. ولدى جابييف خطط طموح بالنسبة لشركة الشمس التي يصفها بأنها النسخة المعدلة من بنك بدر فورت Badr-Forte أول بنك إسلامي أنشئ في روسيا في منتصف التسعينيات. وشغل جابييف منصب الرئيس والمدير التنفيذي له إلا أن البنك أجبر على إلغاء ترخيصه منذ أربع سنوات بعد خلاف مع البنك المركزي الروسي ذي دوافع سياسية.
وفي هذا الصدد يقول جابييف إنه قضى خمسة عشر عاماً يدعو لنشر مفاهيم المصرفية الإسلامية، وإنه سيواصل مشواره دون كلل لأنه لا يجد شيئاً مخجلاً في هذا الأمر. وعن مرحلة بنك بدر أوضح أنه لم يحدث توافق مع البنك المركزي على الرغم من أن بنك بدر كان مدعوماً من هيئة البنوك الروسية فضلاً عن كبريات شركات المراجعة في روسيا مما يدحض أي افتراءات صدرت عن البنك المركزي ــ على حد تعبيره.
وبعد عشر سنوات من تلك التجربة شهدت الأجواء الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في روسيا تغيراً واضحاً؛ إلا أن التغير الأكثر تأثيراً هو تغير النظرة لصناعة التمويل الإسلامي بشكل إيجابي إلى حد ما. ويرجع هذا في المقام الأول إلى الأداء الذي أظهرته تلك الصناعة في ظل الأزمة العالمية وهو ما حدا بالعامة إلى الاقتناع بأن التمويل الإسلامي هو الحل الأنجع للنهوض بالاقتصاد الروسي. ومن المؤشرات المشجعة ازدياد أعداد المسلمين الذين يقبلون على المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة عاماً بعد عام.
ويقول جابييف إن المصرفية الإسلامية كانت تدخل روسيا من الأبواب الخلفية في الماضي إلا أن الوقت قد حان لتدخل من أوسع الأبواب الأمامية، معرباً عن أمله أن تتمكن مؤسسة الشمس من أن تكون كياناً مهماً في صناعة التمويل الإسلامي في ظل خططه للبحث عن تحالفات استراتيجية على المستوى المحلي وشركاء على المستوى الدولي.
وقد اتخذت الشركة خطوات في هذا المجال؛ إذ وقعت اتفاقية مع بنك CIMB الإسلامي للاستفادة من الخدمات الاستشارية الشرعية التي يوفرها الأخير. كما وقعت "الشمس" اتفاقية تحالف استراتيجي مع مجموعة IFC الاستشارية الماليزية.
وفي 2007 دشنت شركة بروكر كريدت سيرفس الروسية، أول خدمة مصرفية إسلامية أطلق عليها اسم "حلال" تسمح لمسلمي روسيا ــ المتوقع أن يمثلوا نصف سكان روسيا في 2050 ــ باستثمار أموالهم وفقاً لأحكام الشريعة. ووصفت تلك الخطوة بأنها المسمار الأخير في نعش معاناة المسلمين من التعامل مع الشركات التي تنتج الخمور ولحم الخنزير والأفلام الإباحية والبنوك التي تتعامل بالنظام الربوي.
من جانبه أكد فلادمير سولودخن رئيس إدارة الفوائد في الخدمة المصرفية "حلال" أنه لن تكون هناك أرباح أو عوائد ثابتة للعميل، كما لن تكون هناك أية خدمات ائتمانية تتنافى في جوهرها مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وقد أوضح تقرير نشره موقع قناة روسيا توداي أن الخدمة المصرفية الجديدة التي تشرف عليها هيئة إسلامية استشارية تحظر التعامل مع الشركات التي تبيع أو تنتج الخمور أو لحم الخنزير أو وسائل الإعلام التي تبث الأفلام الإباحية أو أية مواد إعلامية لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية. كما أن هذه الخدمة المصرفية التي اتخذت إطاراً قانونياً من خلال تسجيلها في خدمة الأسواق الاقتصادية الفيدرالية الروسية سوف تحرص على أن تكون استثماراتها غير مشتملة على تقديم القروض أو أخذ فوائد مدفوعة.
ويشارك المستثمرون في الأرباح عن طريق الحصص التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية. وقد أنشئت هذه الخدمة المصرفية بعد عرض مؤسسة الدعوة الإسلامية الماليزية "ياديم" تدشين ما أطلقت عليه برنامج "الإسلام الحضاري" بين المسلمين في روسيا، بحسب صحيفة The Star اليومية الماليزية. وقد أكدت كوالالمبور أن هذه الخطوة تأتي نظراً لأن المسلمين في روسيا البالغ عددهم 23 مليون تواقون إلى تطبيق الإسلام الحضاري.
تحديات تقليدية
وبالنسبة للتحديات التي تواجه انتشار صناعة التمويل الإسلامي في روسيا؛ يأتي على رأسها ما يعتبره البعض "تجاهل" من الحكومة لهذ القطاع المهم؛ حيث لا توجد وحدة استشارية متخصصة في البنك المركزي، كما لا توجد بوادر نية للقيام بالمهام الإشرافية والتنظيمية فيما يتعلق بتلك الصناعة.
وثمة تحدٍ أيديولوجي يتمثل في أن أغلبية مسؤولي المالية بما في ذلك محافظ البنك المركزي يتبنون النموذج المالي والاقتصادي المبني على سعر الفائدة. وتجدر الإشارة إلى أن عديدا من التطويرات التي أدخلتها دول الاتحاد الأوروبي في مجال التمويل الإسلامي قوبلت بالرفض من مسؤولي البنك المركزي الروسي.
وعلى الجانب الآخر تقف لجنة السندات المالية التي يرى المحللون أنها أكثر مرونة فيما يتعلق بتسهيل تقديم المنتجات الإسلامية في السوق الروسية، وبصفة خاصة صكوك التجزئة.
وهناك تحدي "عامل الخوف" حيث يسود التخوف من ارتباط هذه الصناعة الوافدة بأجندة سياسية إسلامية لا أن تكون مجرد نظام بديل للإدارة المالية. ولكن المراقبين يرون أن الأمر رهن بإرادة البنوك والمستثمرين، حيث إنها قادرة على التأثير في السلطات الروسية إذا ما أعربوا عن اهتمامهم بالتمويل الإسلامي، مما قد يؤدي إلى مراجعة السلطات سياساتها في هذا الصدد.
وعلى الجانب الآخر كشفت مصادر صحافية أن روسيا طلبت من ماليزيا ودول عربية المساعدة في وضع وتنفيذ خطة لنظام مالي إسلامي متكامل. ونقلت صحيفة Buisiness Times الماليزية عن لينار جي ياكوبوف ــ المدير العام لشركة استشارات التمويل الإسلامي "لينوفا" ــ قوله إن الخدمات المالية الإسلامية تنمو بمعدل قوي في روسيا مع وجود إمكانات ضخمة لها في المستقبل. وأشار إلى أن الحكومة الفيدرالية الروسية لن تجد مناصاً من الاعتراف بالواقع الحالي للخدمات المالية الإسلامية باعتبارها واحدة من عديد من النماذج الاقتصادية الجديدة الصاعدة. وأوضح أن بلاده طلبت من ماليزيا مساعدتها على تطوير هذا القطاع المتنامي في بلاده، مشيراً إلى أن موسكو أجرت محادثات في هذا الشأن مع بنك نيجارا ماليزيا ومؤسسة تطوير صناعة الأطعمة الحلال ووزارة التجارة الخارجية الماليزية. كما تمت مخاطبة هيئات وشركات في بلدان عربية لهذا الغرض أيضاً مثل مركز دبي المالي العالمي في الإمارات، إضافة إلى مؤسسات أخرى في البحرين والسعودية لم يحددها.