96 % من استهلاك مياه قطاع الألبان لإنتاج الأعلاف
كشفت دراسة علمية حديثة أن الكمية الكبرى من استهلاك المياه في قطاع الألبان السعودي تذهب إلى توفير الأعلاف، التي تستحوذ على 96 في المائة من كمية المياه المستهلكة، وهو ما يعني أن هذه النسبة يتم توفيرها حاليا من خلال خطة استيراد الأعلاف من الخارج، التي بدأتها شركات الألبان اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2009.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
كشفت دراسة علمية حديثة أن الكمية الكبرى من استهلاك المياه في قطاع الألبان السعودي تذهب إلى توفير الأعلاف الذي يستحوذ على 96 في المائة من كمية المياه المستهلكة، وهو ما يعني أن هذه النسبة يتم توفيرها حاليا من خلال خطة استيراد الأعلاف من الخارج التي بدأتها شركات الألبان اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2009.
وقدرت الدراسة التي أجراها باحثون سعوديون بالتعاون مع شركات أمريكية متخصصة أن كمية المياه المستهلكة في قطاع الألبان تشكل نحو 3.1 في المائة من الاستهلاك الإجمالي للقطاع الزراعي الذي يبلغ استهلاكه كاملا 16 مليار متر مكعب سنويا، أي أن قطاع الألبان يستهلك في حدود 528 مليون متر مكعب سنويا لجميع الأغراض.
وبدأت مشاريع الألبان السعودية خطة لاستيراد الأعلاف من الخارج بناء على مقترح طرحته شركة المراعي على وزارتي الزراعة والمياه. ونص المقترح الذي تقدم به الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة الشركة على أن ''تقوم الشركات الراغبة في تصدير منتجاتها إلى الخارج باستيراد كمية من الأعلاف توازي ما يصدر إلى الخارج''. وترى المبادرة أن من إيجابيات المقترح توفير المياه، استمرار التصدير لأسواق دول السوق المشتركة، تقليل التكلفة على المستهلك في الأسواق السعودية، المحافظة على كل المكتسبات لهذه الصناعة. ولم تخف المبادرة أن هناك انعكاسا سلبيا على الشركات يتمثل في تحمل تكلفة أعلى لتوفير الأعلاف، وأنها يمكن أن تعتمد على مصدر خارجي للأعلاف، وقلة جودة الأعلاف المستوردة مقارنة بالمنتجات السعودية. وحددت المبادرة خمس سنوات للتطبيق الكامل، حيث يتم استيراد 20 في المائة من الحاجة سنويا.
ووفق الدراسة التي أجراها فريق سعودي مكون من أربعة أكاديميين هم: الدكتور عبد العزيز الطرباق، الدكتور حزام العتيبي، الدكتور منصور الكريديس، والدكتور خالد الرويس بالتعاون مع شركة أمريكية من كولورادو على استهلاك هذه المشاريع، فإن أربعة مشاريع عملاقة تستحوذ على الحصة الكبرى (81 في المائة) من عدد الأبقار التي يبلغ إجمالها 189 ألف بقرة، في حين بلغ إجمالي إنتاج الحليب الخام اليومي المنتج أكثر من ثلاثة ملايين لتر، والسنوي 1.1 مليار لتر من الحليب الخام، واستحوذت أربع شركات على الحصة الكبرى بإنتاجها نحو 87 في المائة، في الوقت الذي بلغ المتوسط المرجح لإنتاج البقرة السنوي من الألبان في المشاريع التي شملتها الدراسة بلغ 10.9 ألف لتر.
وأشارت الدراسة التي أجريت على 12 مصنعا في السعودية إلى أن جميع فئات الأبقار في المشاريع استهلكت لجميع أغراض الشرب والتبريد والتنظيف والحلب 16 مليون متر مكعب من المياه سنويا، كما بلغ الاستهلاك السنوي لمصانع الألبان 4.2 مليون متر مكعب، في حين أن المتوسط المرجح لنسبة استهلاك المياه لكل لتر لبن مصنع (3.92: 1) وهي نسبة ــ كما تقول الدراسة ــ جيدة ومقبولة عالميا.
#2#
وبلغ استهلاك جميع المشاريع من الأعلاف الخشنة والمزروعة في المملكة 703 آلاف طن منها 489 ألف طن في صورة دريس و213 ألف طن في صورة سيلاج، وكان استهلاك المشاريع من دريس البرسيم 413 ألف طن بنسبة 58 في المائة من مجمل استهلاك هذه الأعلاف. وقدرت الدراسة أن الأعلاف السنوية المأكولة (خشن ومركز) المزروعة في المملكة استهلكت مياها قدرها 507 ملايين متر مكعب، شكل استهلاك الأعلاف الخشنة منها 461 ألف متر مكعب بنسبة 91 في المائة.
وتوزيع الاستهلاك للمياه في القطاع الزراعي، إضافة إلى استهلاك الأعلاف على 3.1 في المائة إلى استهلاك البقرة ذاتها سواء في الشرب أو التنظيف، و0.18 في المائة من المياه إلى مصانع الألبان.
وكشفت الدراسة أن الشركات محل الدراسة استهلكت 68 ألف طن من دريس حشيشة الرودس خلال السنة، وذلك بمدى من 0 طن إلى 19 ألف طن في السنة، كما بلغت الكمية المستهلكة من إنتاج المشاريع ذاتها 48 ألف طن وهو ما يفوق 70 في المائة بينما أمنت 20 ألف طن من خارج المشاريع، وبلغ الاستهلاك السنوي من سيلاج الذرة الشامية 120 ألف طن (استهلك من قبل مشروعين فقط)، في حين بلغ الاستهلاك السنوي من سيلاج السورجم 37 ألف طن، وسيلاج الشعير 54 ألف طن، وبلغت الأعلاف الخشنة المستهلكة في مشاريع الألبان المتخصصة 680 ألف طن تتوزع على: دريس البرسيم الحجازي، حشيشة الرودس وحشيشة السودان، وسيلاج الذرة الشامية، السورجم والشعير. وشكل دريس البرسيم 58 في المائة من الأعلاف على أساس العلف في صورته الطبيعية التي يتناولها البقر.
وبينت الدراسة أن متوسط الاحتياج المائي لإنتاج الهكتار من دريس البرسيم على مستوى جميع المشاريع 19.501 متر مكعب في السنة، ومن دريس حشيشة الرودس 15.135 متر مكعب، ومن حشيشة السودان 5.243 متر مكعب، بينما بلغ لسيلاج الذرة الشامية 7.404 متر مكعب، ولسيلاج السورجم 15.000 متر مكعب، ولسيلاج الشعير 6.732 متر مكعب للهكتار في السنة.
وبلغ متوسط المياه المستخدمة في إنتاج الطن الواحد من العلف الخشن نحو 858 مترا مكعبا لدريس البرسيم، 716 مترا مكعبا لدريس حشيشة الرودس 713 مترا مكعبا لدريس حشيشة السودان، و179 مترا مكعبا لسيلاج الذرة الشامية 256 مترا مكعبا لسيلاج السورجم، بينما إنتاج الطن من سيلاج الشعير استهلك 232 مترا مكعبا.
ومن المعلوم أن الألبان ومنتجاتها تعد من المصادر الرئيسة للغذاء في المملكة نظرا لاحتوائها على البروتينات والدهون والسكريات والمعادن والفيتامينات. ويعد الحليب من أرخص أنواع البروتين الحيواني ومصدرا مهما للصناعات التحويلية ذات الصلة. ويعتمد إنتاج الألبان بصفة أساسية على المشاريع المتخصصة التي احتلت مكانة اقتصادية كبيرة. وبلغ عدد المشاريع المتخصصة 28 مشروعا عام 2005 بطاقة إنتاجية بلغت في المتوسط 859 مليون لتر خلال الفترة من 2001 إلى 2005. وتتركز المشاريع المتخصصة لإنتاج الألبان في منطقة الرياض التي يوجد بها 19 مشروعا تمثل 67 في المائة من عدد المشاريع المتخصصة بطاقة تتجاوز 638 مليون لتر حليب تمثل 74 في المائة من متوسط الطاقة الإنتاجية للمشاريع المتخصصة في إنتاج الألبان. وتتوزع بقية المشاريع على: أربعة في المنطقة الشرقية، مشروعين في تبوك، مشروع في كل من حائل، القصيم، ونجران.
من ناحية الدعم الحكومي، أوضحت الدراسة أن مشاريع الألبان حظيت بدعم حكومي سواء من حيث الإعانات الممنوحة لنقل الأبقار ومعدات إنتاج الألبان أو القروض الميسرة التي يمتد سدادها إلى عشر سنوات، والأراضي البور التي تحصل عليها المشاريع الزراعية بشكل عام.