القارئ النابه يهتم بالموضوع والهدف من المقالة
الحمد لله على نعمائه وأفضاله التي لا تحصى، والصلاة والسلام على سيد الخلق ومرشدهم إلى التخلق بالأخلاق الحميدة، وبعد فهذه المقالة أكتبها كخاطرة عابرة عما لاحظته من بعض المعلقين على مقالتي المنشورة بهذه الصحيفة بتاريخ 22/12/1431هـ الموافق 28/11/2010 بعنوان (سيدات الأعمال .. والوكالات الشرعية) عندما ركزوا على ما لم أكن أقصده من كتابة المقالة، ولم يكن الهدف النقد والتقليل من كفاءة مدير الحوار في برنامج (واجه الصحافة)، ولقد حز في نفسي هذا التركيز غير الموضوعي الذي من واجب القارئ النابه المثقف أن يهتم بالمشاركة في الموضوع إضافة، أو المزيد من المعلومات التي قد تكون فاتت عليّ، أو لم تكن معلومة لدي، فقد نفيت أن يكون هناك نظام يلزم المرأة بأن توكل عن نفسها - بإطلاق - كما قيل في حوار ونقاش سيدات الأعمال المشاركات عندما ذكرن بأن بعض الموظفين في جهات حكومية يطالبوهن بالتوكيل على أساس أن النظام يوجب ذلك، وعند النفي الذي أكدت عليه في المقالة قلت: (ولهذا أتمنى من كل فرد من الموظفين وغيرهم تزويدي بصورة مما لديه إذا كان هناك نظام أو قرار تنظيمي صادر من مقام مجلس الوزراء، وذلك على الفاكس 4539978''..)، وهذا من قبيل تأكيد صحة ما أبديته في الحوار.
والملاحظ أنه لم يرد إلي أي مداخلة، ولم يبعث لي صورة نظام أو قرار تنظيمي، باستثناء تعليق من المطوف طارق محمد حسين، قال فيه إنني (بعثت لكم رسالة تتعلق بموضوع الوكالات الشرعية على بريدكم الإلكتروني الموضح في الصحيفة، ولكن للأسف تسلمت رسالة تفيد بفشل الرسالة... إلخ)، وسأتواصل معه لمعرفة ما لديه بالتحديد، وهل له ارتباط بموضوع الحوار؟
أما التعليقات الأخرى فقبل الرد عليها بموضوعية أقول: الشخص المسلم النزيه المحايد المتجرد من الميل والهوى والغرض الشخصي أنه كما لا يرضى أن ينقد نقدا يمس سمعته أو شرفه أو أمانته، ولا يقبل أي تجريح يخل بكفاءته في عمله، فإنه يعامل غيره بما يحب أن يعاملوه به، وهذا من أهم أخلاقيات المسلم، وأتوخى أنني قد راعيت ذلك في سياق المقالة، وما ذكرته عن مقاطعة مدير الحوار ما هي إلا عبارة عابرة اقتضاها سياق الحديث، ولم يقصد بها على الإطلاق النقد غير البنّاء، والتقليل من كفاءة مقدم البرنامج، فضلا عن أن كل إنسان معرض للخطأ، وحصول عيب غير متعمد، فلا أحد معصوم من ذلك إلا الرسول النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ولهذا فالشخص السوي المتزن يقول: (رحم الله من أهدى إلي معايبي)؛ ولذا ما كان من المناسب أن يركز المعلقون في تعليقاتهم على عبارة عابرة اقتضاها سياق الحديث عن الموضوع، وهو تبيان ما لم تتح لي الفرصة توضيحه، وذلك من قبيل التجاوب لما سمعته ممن اتصل بي هاتفيا، أو ممن تحدث معي في اللقاءات والمجالس الخاصة؛ إذ تولد لدي قناعة أن أكتب مقالة بتوضيح أكثر ليس لمن تحدث معي فحسب، بل ولأي مشاهد عزيز تابع البرنامج، ولم يقتنع بما سمعه مما أبديته لكونه مختصرا بسبب الوقت الذي أتيح لي فيه الحديث، وهذا هو صلب موضوع المقالة الذي كنت تمنيت أن التعليقات تناولته بما يراه كل معلق لإثراء البحث في الموضوع محل الحوار في البرنامج، ولعل هذا هو الهدف الأساسي أصلا من البرنامج نفسه عندما طرح الموضوع للنقاش، وليس ذلك بقصد قصره على المشاركين في البرنامج، بل لشد انتباه المشاهدين القادرين من ذي الاختصاص للمشاركة بآرائهم وبحوثهم ودراساتهم، كل بقدر استطاعته، وحسبي أنني قلت ما يجول في خاطري، راجيا أن يكون فيه الفائدة، والله الموفق والهادي إلى الطريق القويم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.