كيف توزع الرحلات الداخلية؟

تقوم هيئة الطيران المدني بتطوير مطار القريات وتم تحويل الرحلات مؤقتا إلى مطار طريف الذي يبعد 150 كيلومترا عن مدينة القريات. الخطوط السعودية ـــ وهي المشغل الوحيد لهذين المطارين ـــ قلصت رحلات القريات الأساسية وأصبح عدد الرحلات الكلي لمطار طريف أقل بنسبة كبيرة من مجموع الرحلات المجدولة للمدينتين. وتقول الأخبار إن مندوبي الهيئة العامة للطيران المدني لم يرضوا باقتراح الخطوط السعودية بنقل أربع رحلات فقط لمطار طريف من أصل 16 رحلة مجدولة في مطار القريات، إذ إن العدد الكلي للمطارين هو 28 رحلة أسبوعيا في غير مواسم العطلات. الشاهد من هذه البداية هو التعرف على (المنهجية) التي تتبعها الخطوط السعودية في توزيع عدد ووقت واستيعاب رحلاتها الداخلية ومن الجهات المعنية بهذا. ''الخطوط السعودية'' لديها بيانات محدثة يومية بل ساعية عن حركة المسافرين على الشبكة الداخلية وأعداد المقاعد المشغولة وغير المشغولة وقوائم الانتظار. ونظرا لكون الخطوط لا تزال ذات كيان وملكية حكومية، فإن عليها إدخال عامل (المسؤولية الوطنية) في توزيع الرحلات الداخلية مع الأخذ بعين الاعتبار عامل آخر وهو (بديل الرحلات الجوية)، فعدد الرحلات بين الرياض والدمام دون طلب السوق، ولكن السفر بالسيارة يكاد يكون مساويا في العناء والوقت للسفر بالطائرة وبذلك يتوافر عامل (البديل). وهذا العامل (البديل) لا يتوافر في الرحلات للمناطق البعيدة التي تتجاوز ألف كيلومتر. ثم يأتي العامل الإداري كمؤثر في توزيع الرحلات، حيث استطاع الأمير الناجح خالد الفيصل إنشاء الصناعة السياحية الأولى في المملكة في منطقة عسير وأصبحت تستقطب السياح من دول الخليج العربي. ولم تنجح هذه الصناعة لولا التدخل المباشر من الحاكم الإداري للمنطقة، حيث كان سموه كثيرا ما يجتمع مع مديري الخطوط لمراجعة وتقويم الرحلات المحلية والدولية من مطار أبها الإقليمي. إذا تلك العوامل كلها تصب في منهجية توزيع الرحلات الداخلية التي نتمنى أن يتم تطبيقها بمهنية، وأن تنشر الخطوط في موقعها على الإنترنت إحصائيات شهرية لحجم الحركة بين مدن المملكة. حيث تشير المشاهدات إلى ضعف في توزيع الرحلات وتدني عدد المسافرين على بعض المسارات وهذا يؤثر في العوائد أولا قبل كل شيء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي