مؤشرات النزاهة والشفافية التي تأتينا من الخارج عن أوضاعنا ليست علمية وفيها خلل

مؤشرات النزاهة والشفافية التي تأتينا من الخارج عن أوضاعنا ليست علمية وفيها خلل
مؤشرات النزاهة والشفافية التي تأتينا من الخارج عن أوضاعنا ليست علمية وفيها خلل
مؤشرات النزاهة والشفافية التي تأتينا من الخارج عن أوضاعنا ليست علمية وفيها خلل
مؤشرات النزاهة والشفافية التي تأتينا من الخارج عن أوضاعنا ليست علمية وفيها خلل

في العدد الأخير من مجلة ''التنمية الإدارية'' الصادرة عن معهد الإدارة العامة في الرياض تحدث الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، رئيس مجلس إدارة ''سعفة القدوة الحسنة'' عن مفهوم النزاهة والشفافية، وعن دور مؤسسة سعفة القدوة الحسنة في نشر هذا المفهوم، والتعريف به، والعمل في ضوئه.

ما ''سعفة القدوة الحسنة''، وما أهدافها؟
''سعفة القدوة الحسنة'' مؤسسة خيرية تسعى في الأساس إلى نشر الوعي عن الشفافية والنزاهة في التعاملات البيئية، وتدعو إلى انتشار هذه القيم في أطياف المجتمع كافة، وإبراز دور المؤسسات التي حققت نتائج ملموسة في هذا المجال لجعلها قدوة حسنة تسهل على الراغبين الاستفادة من تجاربها.

#2#

هل تحظى ''سعفة القدوة الحسنة'' باعتراف رسمي، واعتمادية في مجال عملها؟
تقدمنا بطلب الترخيص للجهات المسؤولة عن ذلك، وقد تمت الموافقة على نظامها من كافة الأجهزة الحكومية المعنية بالأمر. وكانت أهمها موافقة سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي أوصى بالترخيص لها. كما تمت موافقة هيئة الخبراء ولجان مجلس الوزراء، وكذلك مجلس الوزراء نفسه، وهي الآن في الديوان الملكي لتتوج بموافقة خادم الحرمين الشريفين.

ما المعايير التي تعتمد عليها ''سعفة القدوة الحسنة'' في عملها؟
المعايير أو الركائز التي تقوم عليها مؤسسة سعفة القدوة الحسنة تندرج تحت إطار مجموعة من القيم، وهي الشفافية والعدالة والمساءلة والنزاهة. وهذه المعايير متأصلة في ثقافتنا الإسلامية. وقد تشعبت من هذه القيم تطبيقات عملية ناتجة عن تجارب إنسانية متعددة ومختلفة في أنحاء العالم لتحاكي وضع الإنسان ومؤسساته في هذا العصر الذي ازداد تعقيداً وتشابكا عما سبقه من العصور.

كيف تضمن ''سعفة القدوة الحسنة'' العدالة والدقة والموضوعية في عملها؟
قبل وضع النظام الأساسي للمؤسسة قمنا بمجموعة من الدراسات وحلقات النقاش مع أطياف متعددة من المجتمع. فقد كلفنا شركة عالمية متخصصة بأن تعد لهذا الأمر بمحاكاة تجارب العالم في هذا المجال للاستفادة منها. وقد قمنا بعمل حلقات عمل ضمت نخبة من أعضاء مجلس الشورى وعلى رأسهم الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس المجلس، ونخبة من الكتاب والمفكرين، ونخبة من رجال الأعمال. كما نظمنا لقاءات في معظم مناطق المملكة مثل جدة والخبر، وتواصلنا مع نخبة المجتمع فيهما. ولقد أثرت بشكل كبير تلك اللقاءات في مسيرتنا واستفدنا من آرائهم واقتراحاتهم. ومع أننا - وكذلك غيرنا - لا نستطيع أن نضمن الكمال ولكننا مطمئنون إلى أن الجهد المبذول والنتائج لهذه الجهود تحقق مستوى عالياً من الثقة والمهنية.

هل لدى ''سعفة القدوة الحسنة'' علاقات تعاون وتبادل خبرات مع هيئات ومنظمات مماثلة إقليميّاً ودوليّاً؟
انصب جهدنا في البداية على التركيز على وضعنا وظروفنا الداخلية، ونعتقد أن هذه المسيرة ستأخذ وقتاً كثيراً، وهذا ما يهمنا في المقام الأول. لكن هذا لا يمنع مستقبلا التعاون مع البعض الذي تتشابه فيه اجتهاداتنا للاستفادة من الخبرات المشتركة.

#3#

في عام 2009م حجبت ''سعفة القدوة الحسنة'' جائزتها .. فهل هذا مؤشر سلبي عن بيئة العمل في القطاعين الحكومي والأهلي في المملكة؟
حجب جائزة 2009 كان لسبب واحد وهو عدم استكمال الملفات المقدمة من المرشحين للمعلومات التي تلبي الحد الأدنى من معايير الجائزة، هذا لا يعني بالضرورة أن المؤسسات (الحكومية والأهلية) التي تقدمت لا يوجد فيها إطلاقا أنظمة تحكم الرقابة وتدعو إلى العدالة. فربما يعني هذا أن الملفات المقدمة لم تعد إعداداً جيداً أو أن الأنظمة الداخلية غير كافية أو أنها تصل إلى الحد المقبول ولكن لم يكن هناك وقت كاف للتطبيق لأن معايير الجائزة لا تركز فقط على وجود الأنظمة وإنما أيضاً تطبيقات تلك الأنظمة.
ودعني أبرز نقطة يجب ألا تغفل وهي أن المتقدمين لهذه الجائزة مؤسسات تدفعها رغبة صادقة في تحقيق مستوى لائق من الشفافية والنزاهة، وهذا بحد ذاته مدعاة لأن نوجه لهم التهنئة والثناء، وهم في بداية الطريق الصحيح وأتمنى لهم التوفيق، ونحن نساند مسيرتهم بما نستطيع أن نقوم به.

ما مدى تفاعل قطاعات العمل الحكومية والأهلية مع ''سعفة القدوة الحسنة''؟
ذكرت سابقاً أننا قبل البدء في نشاطنا قابلنا أطيافاً كثيرة من مجتمعنا، والانطباع السائد والقوي عن كل هذه اللقاءات هو الحماس الشديد لنشر القيم التي ندعو إليها وتطبيقها في كافة التعاملات، ولقد كان لهذا الحماس أثر قوي في انطلاقاتنا. وقد قابلنا علماء وموظفين حكوميين وكتاباً ومفكرين ورجال أعمال بأعداد كبيرة جداً ولم نلق تعليقاً أو اقتراحاً واحداً رأينا فيه سلبية، ولا أعتقد أن فيما تقدم ما يثير الاستغراب.

ما الإجراءات التي اتخذتها ''سعفة القدوة الحسنة'' للتعريف بنفسها في أوساط العمل لتحقق المزيد من أهدافها؟
كما سبق ذكرت أننا عرفنا بالمؤسسة وأهدافها لنخب من قطاعات المجتمع. ولقد تكرم العديد من كبار الكتاب في بلدنا بالحديث عن المؤسسة وأهدافها ومنحونا، جزاهم الله خيراً، كثيراً من دعمهم. كما أن الجائزة نفسها عرفت كثيراً بالمؤسسة، خاصة حفل منح الجائزة الأولى الذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، بل حتى إن حجب الجائزة في العام الماضي أثار العديد من الطرح لموضوع الشفافية والنزاهة، مما حقق جزءاً من أهدافنا في نشر الوعي عن ذلك.

#4#

ما أبرز العوائق التي تعترض مسيرة ''سعفة القدوة الحسنة'' وتعرقل مسيرتها؟
ليست هنالك عوائق أكثر مما تعترض في العادة مثل هذه المؤسسة وإذا كانت هناك عوائق فهي تزيدنا تصميماً على تحقيق أهدافنا، لأننا نسعى إلى فضيلة لا غبار عليها ومن يعوق مسيرة الفضائل في المجتمع فسيحوي تاريخه مستقبلا نقاطاً لا يود وقوف الآخرين عندها.

ما مصادر التمويل المالي لـ ''سعفة القدوة الحسنة''، وهل تفي هذه الموارد بحاجة سعفة القدوة الحسنة وتمكنها من تنفيذ نشاطاتها بالشكل الأمثل؟
ينص النظام الأساسي للمؤسسة على أن مواردها تأتي من الهبات والوصايا والأوقاف وعائدات استثمارات ممتلكاتها، وفي مرحلة التأسيس استطعنا القيام بنشاطاتنا الأولية دون مصادر خارجية، ولكننا سنقوم بقبول الهبات والتبرعات لاحقاً، كي تكفي كما ذكرت لأداء أنشطتنا بالشكل الأمثل.

#5#

إلى أي مدى ترون الحاجة إلى سن نظام أو تشريع لمكافحة الفساد ورفع مستوى النزاهة والشفافية؟
بطبيعة الحال الاستمرار في إصدار الأنظمة حسب متطلبات الأمور المتغيرة يعتبر من سنن الحياة. إلا أنني أعتقد أن لدينا كماً جيداً من الأنظمة المصادق عليها من أعلى سلطات البلاد تفي باعتباراتنا الحالية.
وربما ينقصها بعض التفعيل. خذ مثلاً استراتيجية حماية النزاهة ومكافحة الفساد، فقد صدرت هذه الاستراتيجية بقرار مجلس الوزراء في عام 1428هـ.
وأنا أدعو الجميع لقراءتها فهي ملمة إلماماً جيداً بكل نواحي الموضوع، ففيها تأصيل شرعي للفساد وآليات عملية لمكافحة الفساد وشمولية لكافة أدوار الهيئات في هذا المجال بما فيها بالنص مؤسسات المجتمع المدني. إنني أعتقد أنها وثيقة يجب أن نعتز بها ونسعى إلى تطبيقها. كذلك الأنظمة التي تحكم هيئات الرقابة وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة.
هناك أنظمة موجودة لاشك في احتياجها إلى التطوير مثل أنظمة المناقصات التي عفا على آلياتها الزمن وبرز الكثير من الجديد الذي لا بد أن تحويه.

هل تقوم ''سعفة القدوة الحسنة'' بإجراء دراسات في مجال الشفافية والنزاهة في المملكة، وهل لديها مؤشرات حول مستوى الشفافية والنزاهة محلياً؟
من مهام المؤسسة القيام بالدراسات لكننا لم نقم بعد بذلك لأننا ما زلنا في مرحلة التأسيس، والأولويات في مثل هذه الحال تتزاحم، ولكن ذلك سيكون نشاطاً ثابتاً للمؤسسة. أما المؤشرات فوضعها إن لم يكن مبنياً على معلومات مثبتة فلا مصداقية لها. حتى المؤشرات التي تأتينا من الخارج عن أوضاعنا ليست مؤشرات علمية، وفي ترتيباتها للدول شيء من الخلل. ولكنا على كل حال يجب ألا نغفل ما يقال عنا لأن في بعضه شيئاً من الحقيقة ويكفي أن ننظر إلى بعض أجزائها التي قد نستطيع تحويلها إلى جوانب للتغير.
ودول العالم النامي - ونحن من ضمنها - لا تتوافر فيها المعلومات بتفاصيل ضرورية لإصدار مؤشرات ولعلنا جميعاً في المستقبل نهتم بالمعلومة ونستفيد منها.
كيف تقيمون مستوى الشفافية والنزاهة في وسط الأعمال الحكومي والأهلي في المملكة، وما أبرز ملاحظاتكم في هذا الشأن؟
نحن جزء من العالم الذي يشكو في كل دولة، وإن كان بشكل متفاوت ونوعي، من نقص الشفافية والنزاهة في كلا القطاعين. ومن الصعب جداً التقييم دون معلومة ثابتة وذلك ما نفتقده. لذلك فإن الآراء في هذا لا تعدو أن تكون انطباعات. وعلى كل حال الانطباعات ليست كلها خاطئة، وليس هنالك دخان بلا نار. لقد أكدت لي تجربتي في المؤسسة - وإن كانت صغيرة - أن إحدى الآفات التي نعانيها هي نقص الوعي بالشفافية والنزاهة. هنالك كم هائل في مجتمعنا يرغب ويسعى لتحقيق مستوى عالٍ في مؤسساتهم من الشفافية والنزاهة ولكنهم ليسوا متمكنين من متطلباتها وآلياتها. وهم يعتقدون أن وجود بعض الأنظمة في مؤسساتهم مطمئنة إلى أنهم وصلوا إلى درجة مرضي عنها في هذا المجال. لا بد أن تكون الأنظمة (مثل حوكمة الشركات) متكاملة وتفصيلية، ولا بد أن يلحقها تطبيق جاد ومراقبة وإلا فإنها قد تتحول إلى ساتر جيد يختبئ خلفه الفساد الذكي.

برأيكم ما أهم الأسس التي يجب العمل بها من أجل إيجاد بيئة عمل خالية من الفساد؟
لكي تحقق تغييراً قوياً طويل الأمد لا بد من وجود رؤية واضحة تتبعها أهداف محددة وأنظمة وآليات مراقبة للتأكد من تحقيق الأهداف واستراتيجياتها.
وبالتالي فإننا يجب أن نفعل ذلك على كافة المستويات والقطاعات. فعلى المستوى الحكومي أعتقد أن استراتيجية حماية النزاهة ومكافحة الفساد الصادرة من مجلس الوزراء فيها ما يكفي من الشمولية في حال اكتمال تطبيقها لكي تحقق هذا الهدف. وفي المؤسسات الأهلية فإن حوكمة الشركات متى ما كانت معدة إعداداً جيداً وبتطبيق مماثل تذهب بعيداً إلى تحقيق الهدف.

ما الرؤية المستقبلية لـ ''سعفة القدوة الحسنة''؟
توجد لدينا طموحات كثيرة لأن مجال عملنا واسع. فنظام المؤسسة يسمح لنا بآليات كثيرة لأداء مهمتنا في نشر الوعي عن ثقافة الشفافية وحماية النزاهة، مثل الجائزة والندوات وورش العمل والإصدارات الدورية، إضافة إلى المحاضرات ومساعدة المؤسسات في الوصول إلى المصادر التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم في هذا المجال. كما أننا نطمح بحكم أننا إحدى مؤسسات المجتمع المدني إلى أن نحظى بدور في استراتيجية حماية النزاهة ومكافحة الفساد، التي نصت على أن هذه المؤسسات لها دور مهم نلعبه في هذه الاستراتيجية.

الأكثر قراءة