تأثير محدود للأزمة العالمية على قطاع الطيران الخاص السعودي
طائرات الفالكون
وبحسب الإدريسي فإن أسطول طيران السعودية الخاص، SPA يتكون من ست طائرات هوكر 400XP ذات حمولة ستة ركاب، إضافة إلى أربع طائرات من طراز فالكون 7X الفخمة ذات الحمولة 16 راكباً.
وأوضح الإدريسي أنه تم تسلم جميع طائرات أسطول الهوكر، إضافة إلى أول طائرة من طائرات أسطول الفالكون 7X الفخمة, مشيراً إلى أن الخطة القادمة تستدعي تسلم الطائرات الأخرى من الطراز نفسه، وبذلك يصل مجموع الطائرات إلى عشر طائرات التي تتميز بالتنوع لتحقيق مختلف الرغبات والتطلعات التي يسعى المستفيد إلى التمتع بها.
وأكد الإدريسي أن الخطوط السعودية ممثلة في طيران السعودية الخاص تعد أول شركة طيران في العالم العربي تضم لأسطولها طائرات الفالكون الفخمة بحمولة 16 راكبا، التي تتميز بالمدى البعيد الذي يصل إلى أكثر من إحدى عشرة ساعة طيران دون توقف، مشيراً إلى أن توزيعها سيتوزع بين مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومطار الملك فهد الــدولي في الدمام, حتى يغطي بذلك أسطول طيران السعودية الخاص أنحاء ومناطق المملكة كافة.
وأشار الإدريسي إلى أنه يتم حالياً فيما يتعلق بالطائرات ذات الحـمولة الكبيرة التي لها سوق واسعة في المملكة الاستعانة بطائرات أسطول الرحلات المجدولة للخطوط السعودية حسب الحاجة, موضحا أن هناك خططا مستقبلية لتأمين طائرات كبيرة ذات حمولة كبيرة في المرحلة المقبلة, مؤكدا في الوقت نفسه أن سوق المملكة تعد السوق الأولى عالمياً لشريحة الطائرات الكبيرة بشكل واضح.
وأضاف الإدريسي أن الخطوط السعودية تملك خبرات كبيرة مشهوداً لها بالكفاءة العالية, حيث إنها تمتد إلى أكثر من 30 عاما، مبينا أنها تتسلح بكادر بشري تلقى درجات عالية من التأهيل والتخصص في جميع المجالات المتعلقة بإدارة الطيران, مشيرا إلى أنه تتم حاليا إدارة أكثر من 13 طائرة إدارة كاملة و28 طائرة إدارة جزئية من جميع الأنواع بسواعد هذه الكوكبة من الكوادر المعطاءة.
#3#
تراخيص دولية لصيانة جميع أنواع الطائرات
ومن ناحية أخرى, أكد الإدريسي أن الخطوط السعودية تستطيع أن تقوم بمعظم صيانة الطائرات التي تديرها من خلال مرافق الصيانة المتقدمة التي تتمتع بخبرات كبيرة، وتحظى بالتقدير العالمي والتراخيص الدولية لصيانة جميع أنواع الطائرات، إضافة إلى ذلك فإنه توجد إدارة متخصصة لصيانة طائرات الفالكون والقولف ستريم والهوكر, مشيراً إلى أن شركة طيران السعودية الخاص هي إحدى الشركات التي تشكل الشركة القابضة للخطوط السعودية، وبالتالي فإن الاستفادة كبيرة من الإمكانيات الكبيرة للخطوط السعودية, خاصة أن الخطوط السعودية تتمتع بخبرة طويلة في مجال المناولة الأرضية بصفة عامة, إلى جانب أن هنالك وحدة للخدمات الأرضية التي يتم تحويلها إلى إحدى شركات الخطوط السعودية، إضافة إلى خبرتها المتخصصة في مجال الطيران الخاص والممتدة لأكثر من 30 عاماً عبر إدارة خدمات الرحلات الخاصة التي أصبحت جزءا مــن "طيران السعودية الخاص".
وقال الإدريسي هناك تنسيق وتكامل في الخدمات الأرضية بين هذه الجوانب مجتمعة, حيث إنها تغطي خدماتها جميع مناطق المملكة ولديها ما لديها الإمكانيات لتقديم الخدمات لجميع أنواع الطائرات في الطيران الخاص والعام بأعلى مستوى من الكفاءة التشغيلية وبأسعار منافسة جداً وفي جميع مناطق المملكة, تواكب كل المستجدات والمتغيرات في هذا الصدد.
وأوضح الإدريسي أن هناك الخطط التي يتم العمل عليها الآن التي تعد امتدادا لخدمات هذا المجال, بدءاً من مشاريع لبناء صالات مستقلة لخدمة رحلات الطيران الخاص والمسافرين من الشخصيات ورجال الأعمال, مبينا أنه يتم حاليا, بناء مبنى خاص بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، يحتوي على صالات خاصة بالرحلات الدولية وأخرى بالرحلات الداخلية، مجهزة بجميع الاحتياجات اللازمة لأسطول طيران السعودية الخاص وعملائها، إضافة إلى وجود مبنى مشترك للطيران الخاص في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وهنالك خطط لتأمين مبنى للطيران الخاص في مطار الملك فهد الدولي في الدمام حتى تكتمل كل الخدمات في هذا المنحى.
التدريب والتأهيل
وفيما يتعلق بتدريب الطيارين وتأهيلهم، أكد الإدريسي اهتمامهم بهذا الجانب, معتبرا أن أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران تعد صرحاً تدريبياً عالمياً في مجال الطيران ونظم السلامة والعمليات الجوية, كونه يقوم بتدريب الطيارين وتقديم خدمات تدريب الطيارين واختبارهم لأي فئة من الطائرات, مشيراً إلى وجود أكثر من 20 طائرة في المنطقة, حيث تخطط الأكاديمية لخدمة طائرات الطيران الخاص في منطقة الخليج.
وفي هذا السياق توقع الإدريسي أن يرتفع عدد طائرات الطيران الخاص خلال السنوات الخمس القادمة إلى أكثر من 1200 طائرة, مؤكداً في الوقت نفسه أن طيران السعودية الخاص SPA استطاع أن ينافس عمليا وبشكل قوي في مسألة تحديد أسعار تنافسية تخدم المستفيدين من اتجاهات الحركة والأسواق المحلية والإقليمية والدولية التي يقدم طيران السعودية الخاص خدماته بشكل ناجح, من خلال توفير خدمات عالمية, في الوقت الذي يتم فيه طرح أسعار خاصة للتأجير السنوي لرجال الأعمال والشركات يلبي الطموحات ويرضي العميل.
متطلبات تواكب
تنامي السوق
أما فيما يتعلق بحاجة السوق لخدماتهم, أشار الإدريسي إلى الأسباب التي دفعت الخطوط السعودية لدخول عالم سوق الطيران الخاص, وقال إن الطلب على الرحلات الخاصة يمثل من 7 إلى 8 في المائة من سوق الطيران الخاص العالمي في منطقة الخليج العربي، في حين تمثل السعودية 70 في المائة من سوق الخليج، ومن هنا تتضح الحاجة الملحة لوجود شركات طيران خاصة تكون قادرة على الوفاء بمتطلبات هذه السوق المتنامية في المنطقة.
وبناء على ذلك, أوضح الإدريسي أن توجيهات مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية صدرت بالبدء في دخول هذه السوق لتلبية احتياجاتها, مبينا أن العمل مع الشركة الاستشارية المتخصصة في مجال صناعة الطيران الخاص انطلق وفق دراسة موضوعية للسوق الحالية وحجم الطلب الموجود والشرائح المستهدفة, مشيرا إلى أن الشركة أوصت بتوفير أنواع معينة من الطائرات، واستغرق العمل قرابة العامين حتى أصبحنا على أعلى جاهزية لدخول سوق الطيران الخاص، حيث تم إنشاء شركة الخطوط السعودية للرحلات الخاصة Saudi privet Aviation واختصارها SPA .
تميز لخدمة
الهدف التنموي
وبشأن تميزها عن غيرها من شركات الطيران الخاص, قال الإدريسي إن رسالة SPA تكمن في التفرد بتقديم خدمات فائقة الجودة والتميز، مما يكسب الشركة سمعة عالمية رائدة في هذا المجال, تنطلق من أهداف الخطوط السعودية الوطنية التنموية, من حيث الإسهام في تشييد البنية التحتية لخدمات الطيران الخاص بالمدن الاقتصادية والصناعية وتغطية المحطات التي لا تغطيها الشركات الأخرى داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى توفير الخدمات الأرضية والتشغيل والإدارة والصيانة لطائرات القطاع الخاص.
وبحسب الإدريسي فإن الخدمات التي ستقدمها SPA في مجال صناعة الطيران الخاص, تشمل ثلاث خدمات، الأولى هي خدمة تأجير الطائرات الخاصة، وخدمات إدارة هذا النوع من الطائرات, إضافة إلى خدمة مناولة الرحلات الخاصة في جميع المطارات داخل المملكة وخارجها, موضحاً أن SPA تقوم حالياً بتأجير طائرات الهوكر ذات السعة المقعدية ستة ركاب، ومدة طيران هذه الطائرة تصل إلى ثلاث ساعات دون توقف.. كما ستدخل الطائرات الفاكون 7X، وهي أحدث الطائرات النفاثة ذات السعة المقعدية 15 راكبا، ومداها يصل إلى أكثر من 11 ساعة طيران متواصلة دون توقف.
وأكد الإدريسي أن SPA تعد أول شركة طيران خاصة تمتلك هذا النوع من الطائرات في العالم العربي, حيث تقوم بتأجير الطائرات من خلال التأجير طويل المدى، الذي يتم وفق عقود مسبقة بساعات معينة بدءا من 50 ساعة فأكثر حسبما يحدد العميل، وكذلك بنظام التأجير للرحلات العارضة أي تأجير حسب الطلب، ويتم ذلك بناء على طلب بعض رجال الأعمال وبعض كبار الشخصيات لقضاء مهمة ما.
وأضاف الإدريسي أن خبرة الطيران السعودي الخاص تصل إلى أكثر من 30 عاماً, موضحا أن الخطوط الجوية العربية السعودية قامت بإنشاء إدارة مختصة لهذا الغرض، وهي خدمات الرحلات الخاصة، وبذلك تعد اليوم جزءا أصيلا من شركة الطيران السعودي.
#3#
امتيازات تنافسية
ونوه الإدريسي بسياسات التسعير المرنة التي تتبعها SPA التي تميزها عن غيرها, إذ إنها تأخذ بنظام تعدد نقاط الانطلاق, حيث وضعت ثلاثة مواقع رئيسة في المملكة في وجود الطائرات، وهي: الرياض، وجدة، والدمام, ما يخفض التكلفة على العميل، فالطائرة تكون موجودة لديه في منطقته، وبالتالي لا يتحمل قيمة الخط الفارغ حتى وصول الطائرة إليه لتنقله إلى أي مكان يرغبه.
وبحسب الإدريسي فهناك عديد من المميزات تتوافر في الطيران الخاص بخلاف رحلات الطيران العادية، فعلى سبيل المثال يتيح الطيران الخاص للعميل تحديد موعد وتاريخ الرحلة دون الحاجة إلى معرفة جدول الرحلات والالتزام بها، في حين يكون مضطراً في الرحلات العادية إلى الالتزام بجدول الرحلات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير موعد الرحلة أو تاريخها، ما يتطلب الحجز المسبق، وفي أوقات الذروة, خشية ألا يتمكن من توفير المقعد الذي يحتاج إليه على متن الرحلة، بل قد لا يستطيع الحجز عليها أصلا في حالة عدم توافر مقاعد شاغرة، وهذا بطبيعة الحال لا يتماشى مع احتياجات وجدول أعمال كبار الشخصيات.
فضلا عن ذلك, قال الإدريسي إن الطيران الخاص يوفر أجواء من الخصوصية سواء من حيث قوائم الطعام المقدمة التي يختارها العميل مسبقاً، أو من حيث الانفراد برحلة خاصة دون أن يكون مضطراً إلى السفر مع أعداد كبيرة من الركاب, إضافة إلى إمكانية الوصول إلى أي وجهة حتى لو لم تكن مدرجة على جدول الرحلات الاعتيادية وإلى غير ذلك من الامتيازات التي تتبعها رحلات الطيران الخاص التي بإمكانها أن تحسم قرار كبار الشخصيات ورجال الأعمال لاختيار الطيران الخاص.
تأثير محدود
وفيما يخص تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية في سوق الطيران الخاص, أوضح الإدريسي أن سوق الطيران الخاص شهدت انخفاضا عالمياً بسبب الأزمة بنسبة 30 في المائة خلال عام 2009، ومن المتوقع استمرار هذا الانخفاض ليصل إلى 15 في المائة خلال منتصف العام الحالي, مؤكداً أن سوق الطيران الخاص في المملكة كان تأثره طفيفاً مقارنة بما حدث عالمياً بحكم قوة اقتصاد المملكة وتنوعه والمشروعات التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة في القطاعات كافة, إضافة إلى السياسات الاقتصادية المتمثلة في زيادة الميزانية الخاصة بالدولة وزيادة معدل الإنفاق الحكومي.
وأشار الإدريسي إلى أن ارتفاع مؤشرات سوق الطيران بصفة عامة وسوق الطيران الخاص بصفة خاصة, لم يعد مجرد رفاهية بل تحول إلى ضرورة ملحة للكثير من رجال الأعمال والشركات الكبرى، وتشير الإحصائيات إلى أن السفر لأجل الأعمال استأثر بنسبة 80 في المائة من سوق الطيران الخاص، في حين لم يتجاوز السفر الترفيهي نسبة 20 في المائة، ما يعني دخول الطيران الخاص عالم التجارة والمال والأعمال كعامل نجاح رئيس في هذا المجال.