شركة ورق تسهم من خلال نشاطاتها المختلفة في الإصحاح البيئي
تأسست الشركة العربية لصناعة الورق ''ورق'' في عام 1414هـ أي منتصف عام 1994، وبدأت إنتاجها التجاري أواخر عام 1995 لتفتح آفاق صناعة وتقنيات التدوير وإعادة استخدام المواد ومنها تدوير المخلفات الكرتونية والورقية وذلك بتحويل الكراتين المستعملة إلى لفات ورق تنتج منها الصناديق الكرتونية للحد من الاعتماد على الورق المُصَنع من لب الأشجار وللإسهام في المحافظة على الموارد الطبيعية وتنميتها وترشيد استخدامها للحفاظ على البيئة وتوفير المواد الخام محليا لمصنعي الكرتون وخلق فرص عمل للكوادر الوطنية تقليل الاستيراد وإثراء الاقتصاد الوطني. وكانت المخلفات الكرتونية قبل تأسيس الشركة يصدر جزء منها إلى خارج المملكة لتستفيد منها جهات خارجية تعيد تصنيعها وتصديرها مرة أخرى للمملكة على شكل منتج نهائي تعادل قيمته أضعاف قيمتها كمادة خام، بينما الجزء الآخر يوجه للدفـن في المرادم التابعة للبلديـات بعد تعرضه للتلوث نتيجة اختلاطه بالمخلفات الأخرى في المكابس المتحركة التابعة لمقاولي النظافة، وبذلك تهدر ثروة وطنية. وكانت هذه المخلفات الكرتونية تشغل حيزاً كبيراً من نفايات البلديات، وذلك لحجمها مما يزيد في أعباء الأمانات والبلديات ويرفع تكلفة مشاريع نظافة المدن وتشغيل المرادم. كما أسهمت الشركة منذ نشأتها في تجميع وشراء نحو مليوني طن حتى نهاية هذا العام 2010 من المخلفات الكرتونية والورقية تم استغلالها بشكل سليم، حيث تمكنا من تحويلها إلى لفات ورقية بيعت إلى مصانع الكرتون في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة مما أسهم في دفع عجلة الاقتصاد. كما أن الشركة أسهمت في إيجاد فرص عمل لكثير من المواطنين في مدن المملكة حيث شجعتهم على الاستثمار في تجميع المخلفات الكرتونية وهم بدورهم أوجدوا فرص عمل جديدة للمواطنين، كما وفرت لهم الشركة فرص استثمارية جديدة.
وأخيرا قامت الشركة بإنشاء مجموعة من مراكز التجميع في المدن الرئيسة في المملكة ودول الخليج العربي بغرض استقبال المخلفات الكرتونية من صغار المجّمعين وفرزها وكبسها وشحنها إلى مصانع الشركة في الدمام دون أن يضطروا إلى الاستثمار في معدات الكبس أو تخزينها في مستودعات وذلك حفاظا على السلامة العامة ومنعا للحرائق، حيث لا يستطيع صغار المجمعين تجهيز مواقعهم بمعدات مكافحة الحرائق ذات التكلفة العالية والتي تحرص ''ورق'' على توفيرها في جميع مواقع ومراكز التجميع التابعة لها، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في زيادة عدد المجمعين واستمرارهم، حيث تعمد الشركة إلى تقديم الدعم المالي والفني لهم كما تسعى إلى انتشارهم في جميع مدن المملكة لضمان تجميع أكبر كمية ممكنة من المخلفات الكرتونية والورقية وإعادة تدويرها، وقد نجحت الشركة بحمد الله في كسب ثقة كافة المجمعين نظرا لالتزامها ووفائها بتعاقداتها معهم. ومن خلال كل هذا كَونّت الشركة خلال السنوات الماضية خبرة فنية وإدارية مثلى للحصول على المخلفات الكرتونية واستغلالها بالشكل السليم مما يعود بالنفع على الوطن والمواطن والبيئة، وتعمل الشركة حاليا مع بعض الجهات لاستحداث برامج توعية بيئية ستوجه إلى أبنائنا وبناتنا في المدارس لغرس مفهوم البيئة وأهمية المحافظة عليها واستغلال المخلفات بجميع أنواعها لحماية البيئة ولتشجيع صناعة التدوير والحفاظ على الثروة الوطنية والموارد الطبيعية.
#2#
لقد كانت مساهمة الشركة في المحافظة على البيئة وترشيد استخدام الموارد الطبيعة المتجددة لم تقتصر على استغلال وتدوير المواد الخام بل تجاوزت ذلك لتسهم في المحافظة على مصادر المياه، حيث تعمد ''ورق'' إلى تدوير المياه العادمة الصناعية وإعادة استخدامها في خطوط الإنتاج بعد معالجتها بأحدث النظم، وقد حققت الشركة في هذا المجال وفراً يقارب 20 مليون متر مكعب من المياه الجوفية خلال عمرها الإنتاجي مما أدى إلى انخفاض كميات المياه المستخرجة من باطن الأرض وقلل كذلك من كميات المياه العادمة الصناعية التي توجه للصرف. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصانع الشركة نحو 200 ألف طن متري في السنة من لفات الورق، وقد حصلت الشركة أخيرا على موافقة وزارة التجارة والصناعة برفع الطاقة الإنتاجية إلى 600 ألف طن متري في السنة، وتقع مصانع الشركة في المدينة الصناعية الثانية في الدمام على مساحة تبلغ نحو 220 ألف متر مربع، كما تعاقدت الشركة مع كبريات الشركات العالمية والمتخصصة لتوريد وتركيب آلات تصنيع الورق الخاصة بالمصنع الثالث والذي تبلغ طاقته 300 ألف طن متري في السنة، ويتوقع أن يكتمل في الربع الثالث من عام 2012، وتمكنت الشركة خلال عمرها القصير من رفع رأسمالها المدفوع من 77.5 مليون ريال ليصل إلى 310 ملايين ريال من الاحتياطيات المتوافرة لدى الشركة، كما يتوقع أن تبلغ جملة الاستثمارات المالية لمشاريع الشركة إلى قرابة مليار ريال. ومن المؤكد أن حكومتنا الرشيدة أولت جُل اهتمامها بتطوير القطاع الصناعي لحداثة هذا القطاع في المملكة، وذلك لأهمية دور القطاع الصناعي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة والإسهام في تطوير وإثراء الاقتصاد الوطني، ويعد صندوق التنمية الصناعية السعودي أحد الركائز لتطور هذا القطاع الحيوي من خلال ما قدمه وما يقدمه من دعم لا محدود يتمثل في قروض ميسرة طويلة الأجل، إضافة إلى تقديمه الخدمات الاستشارية والفنية اللازمة لأصحاب المشاريع لمساعدتهم في تطوير مشاريعهم والارتقاء بها وزيادة إنتاجيتها وربحيتها، وقد حظيت الصناعات الورقية بنصيب من هذا الدعم، فعلى سبيل المثال استفادت الشركة العربية لصناعة الورق ''ورق'' من برامج الإقراض التي يقدمها صندوق التنمية الصناعية السعودي، حيث حصلت عند تأسيس مصنعها الأول عام 1994 على قرض بمبلغ 42.5 مليون ريال سعودي تم تسديده بالكامل، وحصلت الشركة كذلك عند إنشاء المصنع الثاني عام 2002 على قرض بمبلغ 99.8 مليون ريال سعودي تم تسديد معظمه، كما تقدمت الشركة بطلب إقراض للمشروع الثالث بمبلغ 200 مليون ريال سعودي فضلاً عن دعم الصندوق المعنوي من خلال تقديم أحدث الدراسات التي يعدها والتي تشمل جميع جوانب تطوير وتوطين هذه الصناعة الناشئة.
تعتبر صناعة الورق من الصناعات الواعدة في المملكة ودول الخليج لوجود طلب قوي نتيجة للازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة، إضافة إلى التوجه العالمي لاستخدام المنتجات الورقية بدلاً من المواد الأخرى لإنتاج مواد التعبئة والتخزين التي تلامس الصناعات الغذائية حيث لا تشكل المنتجات الورقية أي خطورة على الصحة العامة وكذلك على البيئة نظرا لسرعة تحللها وإمكانية إعادة استخدامها، وتسعى الشركة العربية لصناعة الورق لأن تكون من كبريات الشركات المصنعة للورق في المنطقة ولديها خطط كبيرة سترى النور في المستقبل القريب، كما تعمل على تحويلها إلى شركة مساهمة عامة تفتح آفاق الاستثمار للجميع ليجنوا ثمار النجاحات التي حققتها وستحققها الشركة مستقبلا ـــ بإذن الله.