نظام المرور .. أسئلة تبحث عن إجابة!!

نظام المرور هو مشروع وطني كبير، وموضوع حياة أو موت، وتطبيقه يضمن لنا حياة ورفاهية وأمانا، لا يمكن تجاهله، ولكن لا أدري ما الفائدة من ذلك النظام الذي بذلت له مجهودات كبيرة وشاقة حتى تم اعتماده ثم نام، ولم نسمع عنه شيئا. وكل ما يعرفه الناس هو سالفة سمعت خبرا، أو كان هناك مقابلة مع المسؤول عن النظام، وهي مقابلة لم يرها معظم المواطنين، ثم نسمع عن نظام ساهر، ولا ندري هل هو النظام الوحيد الذي سيتم تطبيقه عوضا عن أنه لم يتم تطبيق إلا أجزاء صغيرة منه؟ وهل هناك أنظمة أخرى وكاميرات لغير الطرق؟ هل هناك نظام لمراقبة المخالفين داخل الأحياء، التي أصبحت حوادثها والسرعة فيها أكثر من الطرق السريعة؟ وهل هناك أنظمة لإرشاد السائقين وتحذيرهم عن مواقع الازدحامات أو مواقع الغرق وغيرها؟ وهل سيكون هناك أنظمة للمواقف وعدادات يدفع السائق عليها أجرة الوقوف لتخفف من الازدحامات في وسط المدن؟
فهل من المعقول أن نظاما مثل هذا ليس له خطة تنفيذية، وميزانية كبيرة، وحملة كبيرة للتوعوية به، ويتم إعادتها كل يوم أو كل أسبوع. إنه نظام مهم، ويتمنى الجميع أن يتم تطبيقه للحد من المشكلات المرورية، والتهور، وقتل الأنفس البريئة. نظام يخفف من خسائرنا الاقتصادية والاجتماعية، التي يسببها لنا غياب القانون وعدم تطبيقه، معظم الناس ما زالت لا تدري ما الأنظمة والعقوبات، صحيح أن موظفي المرور يعرفونها، ولكن ماذا عن المواطنين والمقيمين؟ كان الأولى أن يكون هناك خطة توعوية كبيرة وإعلانات في كل الصحف، وليس ليوم واحد، بل لأشهر. وخطة مجدولة لكل مرة يتم فيها تفعيل أي جزء من نظام المرور، فالتوعية ضرورية قبل التطبيق بسنة أو أشهر. وأن يحدد أنه بعد شهر أو شهرين سيتم تطبيق الأنظمة التالية، ولوحات على الطرق، وفي الصحف للعد التنازلي، بقي 30 يوما ثم بقي 29 يوما، وهكذا حتى يأتي اليوم، ثم متابعة أخبار وعرض عدد المخالفات وبرامج تلي ذلك عما تم تطبيقه ومقابلات مع بعض، من ثم تطبيق الجزاءات عليهم، إن ما هو مطلوب بالضرورة حملة للتوعية قبل التطبيق، وإنذارات وتحذيرات في كل مكان قبل وحتى بعد تطبيق النظام.
لقد وصلني ووصل مجموعة كبيرة من الأصدقاء رسائل جوال بوجود مخالفة علينا، ومع أنني أرى أن الجميع لم يتفاعلوا أو يفهموا أو يصدقوا ما صار، إلا أنني أعتقد أن المرور كان يجب عليه أن يسخر حملة إعلامية وإعلانية كبيرة لتوعية المواطنين عن نظام ساهر، وما الأنظمة والقوانين التي سيعاقب عليها المخالفين؟ وكيف نعرف أننا خالفنا؟ وهل التظليل كله أو بعضه أو درجاته مسموح؟ وما مخالفة التحدث في الجوال أثناء القيادة؟ أو تغير المسار؟ أو التلاصق بالسيارة التي أمامك؟ أو استعمال الأبواق؟
وقد تساءلت منذ فترة عن جدوى إرساء قوانين المرور كل سنة مرة في أسبوع المرور؟ ولماذا لا تكون الحملة طوال السنة؟ فما عمل المرور؟ أليس من المفروض أن يتم نشر نظام في الصحف المحلية أو وسائل الإعلام الأخرى؟ وأن تكون الحملة مفصلة، وكل شهر تتحدث عن نوع أو نوعين من تلك الأنظمة ومشاكلها وسلبياتها؟ ولماذا تم منعها؟ وأن تبدأ بالأولويات والمخالفات الأكثر ضررا؟ وأن يكون له موقع على الإنترنت واضح ومصمم بطريقة مهنية. وأن يشمل جزاءات صارمة لمن يستعمل كتف الطريق أو يتجاوز من اليمين. وحتى لو قيل إنه موجود وإنه لا أحد يصرح له برخصة القيادة إلا بعد الاطلاع عليه. فأنا أرى أن هناك الكثير ممن أخذوا رخصهم قديماَ وهم كثيرون ويجددونها دون علم عن النظام. لذلك فإنه من الأولى إخضاع أي شخص يتقدم لتجديد رخصته لقراءة القانون وامتحانه عنها بأسئلة سريعة. وهو ما تطبقه معظم دول العالم. وأن يتم عمل زيارات للمدارس وتوعية الطلاب لأنهم هم من سيعلم ويوعي أبويه. وهم الذين يتواجدون دائما مع السائقين سواء كانوا عربا أو أجانب فيعلمونهم القانون. وبعد ذلك يتم تطبيق القانون والعقوبات الرادعة.
ماذا يقول قانون المرور عن مخالفة إشارة الوقوف داخل الأحياء وعلى الطرق أو التجاوزات عند إشارة المرور، خاصة القادم من اليمين ثم يصطف أمام من هم قبله. أو تغيير خط السير دون إشارة بين الخطوط الموضحة بعين القط على الطريق. وما هو عقاب من يلاصق وبسرعة شديدة سيارتك أنت وعائلتك وما يحدثه من مفاجأة وإرباك لك قد يؤدي إلى حوادث شنيعة.
وما حقوق المواطن مع أخطاء المرور! ومن أحق بالدخول إلى الطريق السريع؟ إن السياسة المتبعة من رجال المرور عند الازدحامات في وقت الذروة تكون بتوقيف سيارة أو رجل مرور لمنع الدخول عند مداخل الحركة إلى الطريق السريع، وبذلك تتكوم السيارات في خط الخدمة بسبب إعطاء الأولوية لمن هم في الطريق السريع، بينما يقبع البقية من المواطنين محبوسين لحين يسمح بالدخول. وهذه لها إشكالاتها ولا تحل المشكلة بل تنقل الازدحامات إلى التقاطع الذي يليه.
إن حل مثل هذه المشكلة للتدفقات المرورية ليس بالمعضلة الكبيرة، فالتجارب والحلول الدولية معروفة وهو وضع إشارة ضوئية تسمح بالدخول التدريجي من الخدمة إلى السريع أو سيارة وراء سيارة. وتقوم بتبديل الضوء الأخضر إلى أحمر بالتناوب في أوقات الذروة بدلا من الإثقال على رجل المرور أو استعمال النظام العالمي المسمى بالسحاب، والذي يسمح للسير في الاختناقات بمرور سيارة من اليمين ثم اليسار بالتوافق.
ثم ما جدوى الأذرعة الطويلة التحذيرية عند مداخل الطرق والتي وضع عليها إنارة عاكسة وتحذيرية ولوحات تشير إلى عملها في ساعات معينة على الكثير من المداخل للطرق السريعة، ولكنها لم تشغل وتفعل حتى تاريخه. فما السبب في تعطيل تلك الأذرعة؟
وماذا عن حقوق المشاة؟ ماذا يقول القانون؟ هل الأولوية للمشاة ولو على الأقل داخل الأحياء السكنية؟
جميل أن أرى هذا النشاط ويفرحني ولكننا تحتاج إلى نشر ثم تطبيق القانون بصرامة وشدة على الجميع والنظر في إمكانية تحويل الحملات الأسبوعية إلى سنوية للتوعية على نحو يخدم المواطنين ورجال المرور في الميدان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي