كأس العالم والنقل الجوي في المنطقة

فوز قطر الشقيقة باستضافة وتنظيم كأس العالم لكرة القدم سيكون له الكثير من العوائد على العديد من الصناعات في المنطقة، ومن أهمها صناعة السياحة والسفر الجوي. ومع أن المنطقة تنتظر عشر سنوات أو يزيد على هذا الحدث العالمي، إلا أنه يأتي في وقت كثر فيه الحديث عن مستقبل سوق السفر الجوي في كل من دبي وأبو ظبي والدوحة، حيث إنها تنفذ مشاريع توسعية ضخمة تتمثل في تطوير المطارات وزيادة حجم الأساطيل معتمدة على تقديرات متفائلة لديمومة تنامي حجم الحركة الجوية في المنطقة. فبرغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعانيها دبي، إلا أن النموذج التجاري لطيران الإمارات، الذي يسمى الطيران القاري، أثبت أنه يصمد أمام ضعف المدينة الحاضنة له وهي دبي، إذ إن حركة المسافرين لا تنتهي دوما في هذه المدينة التي قل إقبال الناس عليها. نموذج طيران الإمارات المبرهن بوتيرة الأرباح الإيجابية في كل عام إلى جانب الرغبة في التنافس، دعا كلا من الدوحة وأبوظبي للتسابق والمنافسة، خاصة وأن أبوظبي والدوحة تعتمدان على أساسات أكثر صلابة من دبي؛ لوجود عوائد النفط والغاز وما يقوم عليهما من صناعات أساسية وثانوية. من المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى من مطار الدوحة الدولي خلال السنتين القادمتين، وسيكون عند تشغيله قادرا على التعامل مع 25 مليون مسافر في العام، وهي طاقة استيعاب مناسبة للتعامل مع السنوات العشر القادمة، خاصة أن المطار صُمّم بطريقة تزيد من فاعلية مناولة الطائرات والإقلال من وقت بقاء الطائرات في البوابات، وهو ما يعرف بوقت الدوران. سطوع نجم الدوحة عالميا من خلال هذا الحدث سيلقي ببعض الضوء على المنطقة أيضا، خاصة الدول التي لديها قيم مضافة كمناطق جذب للعالم الخارجي. وتأتي المملكة في مقدمة تلك الدول لوجود الحرمين الشريفين، حيث سيكون هناك تنامٍ في حجم رحلات الزيارة للأماكن المقدسة. وتأتي مصر الشقيقة كمصدر جذب لكنوزها التراثية ومنتجعاتها على ساحل البحر الأحمر، حيث إن على المسؤولين عن صناعة النقل الجوي استثمار هذا الحدث والتخطيط له من الآن، خاصة أن مطار القاهرة الجديد لديه طاقة استيعابية لم تستغل بالشكل المطلوب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي