الأزمة المالية وتداعياتها تدفع دولا جديدة إلى الدخول في المالية الإسلامية

الأزمة المالية وتداعياتها تدفع دولا جديدة إلى الدخول في المالية الإسلامية

ربما هي المرة الأولى التي تحقق فيه الصناعة المالية الإسلامية هذا الإنجاز، انتشار هو الأوسع خلال أربعة عقود من عمرها، دول لم يسمع بها أحد أنها قريبة من الإسلام أو معتقداته تفتح أبوابها وتتركها مشرعة للنظام المالي الإسلامي؛ من الفلبين ذات الأغلبية المسيحية إلى الهند بسكان معظمهم من الهندوس، ومالطا، ولوكسمبورج التي تحن إلى ماضي بنوكها الإسلامية، وهنا قريبا منا تتسابق دول أخرى، حتى أنها تلامس أفغانستان المثخنة بجراح الحرب والانفجارات وجيبوتي الأفقر على الإطلاق.. يقولون إنه الحدث الأكبر، ويتحدث المختصون عن توجه حقيقي هو الأبرز في تاريخ الصناعة.. هنا نرصد بعض أهم محطاته خلال العام الماضي.

ألمانيا تفتح أول بنك إسلامي
يعترف مسؤولون كبار في الدولة بدور الشريعة الإسلامية في الاستراتيجية المالية، كاختيار ثالث بديلا عن الرأسمالية والاشتراكية، وتتجه إلى افتتاح أول بنك إسلامي في مدينة مانهايم في كانون الثاني (يناير)، مع وعد بافتتاح بنوك إسلامية أخرى، ويتجه سكان ولاية ساكسن إلى التعاملات المالية الإسلامية.

الهند تنجح في الانضمام إلى قافلة المصرفية الإسلامية
تمضي قدما في تطبيق المزيد من أنظمة التمويل الإسلامي، وتأتي هذه الخطوة بعد رفضها الدائم خلال السنوات الماضية لتطبيق أي نوع من هذا النظام، ووفقا لمختصين، فإن الخطوة جاءت على ما يبدو من ضغط المسلمين ورفضهم الدائم للتعامل مع الأدوات الربوية، حيث يتجاوز عددهم الـ 150 مليون نسمة، فيما تعمل الحكومة بجدية للتغلب على ظاهرة عزوف المسلمين عن التعامل مع البنوك التي لا تتوافق نظمُها مع تعاليم الدين الإسلامي، كما تُُخطط للقيام بإصلاحات مصرفية متعددة داخل نظامها المالي بهدف جذب الاستثمارات من دول الخليج.

روسيا تسعى لأن تكون بوابة للصناعة في شرق أوروبا
في موسكو تحدثت الأنباء عن سعيها لبناء نظام مصرفي إسلامي موسع، وتطلب من ماليزيا ودول عربية مساعدتها في وضع وتنفيذ خطة لنظام مالي إسلامي متكامل، على خلفية نمو الطلب على الخدمات المالية الإسلامية فيها، حيث تسعى لأن تكون بوابة لدخول هذه النوعية من الخدمات إلى أوروبا الشرقية.
فرنسا تسنّ إطارا قانونيا يناسب إصدار السندات الإسلامية
تحرك لتعديل الإطار القانوني والمالي لديها ليناسب إصدار سندات إسلامية، فيما تجتهد باريس إلى اجتذاب هذه الصناعة سريعة النمو. ويستضيف المجلس الفرنسي للمالية الإسلامية مؤتمر المالية الإسلامية في فرنسا من التكييف إلى التجديد، وذلك بحضور عدد كبير من خبراء الصناعة وتحت رعاية البنك الإسلامي للتنمية.

الفلبين.. خطوة أولى نحو الصناعة
أكبر دولة مسيحية في آسيا، تفكر في إصدار صكوك إسلامية قيمتها 500 مليون دولار، لتصبح بذلك أحدث عضو في سوق الصيرفة الإسلامية، وتبدأ من شركة الطاقة الوطنية المديونة بمبلغ 325 مليون دولار؛ ليتم تحويلها إلى صكوك مطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية، هذه الخطوة سبقتها محاولة لإصدار صكوك بقيمة مليار دولار، لكنها تأخرت بسبب الأزمة المالية العالمية.

لوكسمبورج تتجه للتعاملات المالية الإسلامية لتحقيق العدالة الاجتماعية
هذه الدولة الصغيرة ''المحشورة'' في وسط قارة أوروبا ترى في المصرفية الإسلامية مجالا لتحقيق العدالة الاجتماعية، ووفقا لرئيس البنك المركزي فيها، فإن المعاملات المالية الإسلامية ''أخلاقية ومهمة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي قادرة على خدمة غير المسلمين أيضا''، ولهذه المميزات وزيادة الطلب على التعاملات المالية الإسلامية عمدت لوكسمبورج خلال العام الماضي في العودة إلى هذه الصناعة، وهي عودة في الحقيقة بسبب أنها كانت لديها مؤسسات بنكية إسلامية في سبعينيات القرن الماضي، في المقابل سعت الحكومة إلى إزالة جميع العقبات القانونية التي تواجه التمويل الإسلامي، وتستعد الآن لتصبح واحدة من المراكز الرائدة في قطاع التمويل الإسلامي في العالم.
مالطا تعمل بجدية لتهيئة البيئة المناسبة
تقيم مؤتمرا لاستكشاف الفرص في عالم التمويل الإسلامي بعنوان ''مالطا قطاع الخدمات المالية.. التغيير والفرص: تحقيق النمو المستدام في بيئة مستقرة''، فيما تعيد صياغة جملة من القوانين التي تحكم بيئة العمل وتهيئها للعمل المصرفي الإسلامي، ويؤكد المسؤولون أن هذه القوانين تتسم بتوفير حماية لعمليات الصكوك في حالة الاستثمار في المنتجات المصرفية الإسلامية، مع سهولة تأسيس شركات ذات طابع خاص، تعمل في المجال الاستثماري، كما أن هذه القوانين تتيح عدم ازدواجية الضرائب على الأصول الثابتة التي تشجع العمل المصرفي الإسلامي الذي يقوم على الإجارة والتملك.

البنوك المغربية اهتمام بالإجارة والمرابحة وإهمال صيغة المشاركة
بعد مضي عام ونصف العام على السماح بالعمل وفق النظام المالي الإسلامي، يذكر تقرير البنك المركزي المغربي أن رقم معاملات المصارف المغربية المتعلق بهذه الصيغ التمويلية جاءت مشجعة نسبيا بخصوص صيغتي المرابحة والإجارة، حيث سجلت رقم معاملات بلغ 500 مليون درهم (الدرهم المغربي يعادل ثمانية دولارات تقريبا)، إلا أن حصيلة صيغة التمويل بالمشاركة جاءت مخيبة للآمال؛ إذ لم تقدم المصارف على أي عملية تمويل بهذه الصيغة.

أفغانستان المضطربة.. الخدمات المصرفية الإسلامية تنمو ببطء
هي المنطقة الأكثر حساسية التي تمتد إليها المصرفية الإسلامية خلال العام الماضي، تستقبل كابول المثخنة بجراح الحرب والانفجارات حدثا مهما، هو الأول في تاريخها، ينظم مهتمون مؤتمرا دوليا يهدف إلى استكشاف فرص التمويل الإسلامي هناك، وتأتي الخطوة بالتعاون مع مركز الهدى للخدمات المصرفية الإسلامية، وفي هذا الخصوص قال الشيخ الزبير مغل، الرئيس التنفيذي للمركز: ''إن أفغانستان هي السوق المتنامية الناشئة لصناعة المالية الإسلامية''. يذكر أن إجمالي البنوك العاملة في أفغانستان في الوقت الراهن وصل إلى 18 بنكا، بما في ذلك المصارف الأجنبية، بينها عدد من البنوك الإسلامية، وحيث تنوي عدد من البنوك التقليدية إطلاق عمليات الخدمات المصرفية الإسلامية في المستقبل القريب.

أذربيجان تستضيف فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية
استضافت باكو العاصمة فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، كما تعقد على هامش الاجتماع السنوي، اجتماع مجلس محافظي البنك واجتماعات عدة، منها اجتماع مجلس محافظي المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، واجتماع مجلس محافظي صندوق التضامن الإسلامي للتنمية والجمعية العمومية للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، والجمعية العامة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. ويتيح الاجتماع فرصة لتنظيم الندوات، وحلقات العمل، والمنتديات، حول موضوعات مختارة ذات أهمية راهنة بالنسبة للدول الأعضاء في البنك.

مؤتمر دولي حول التمويل الإسلامي
في موريشيوس
تصبح وجهة مهمة في عالم الصناعة بعد أن دخلتها المصرفية الإسلامية بداية العام قبل الماضي. وتستضيف في الربع الأخير من العام المؤتمر الدولي حول الصيرفة والتمويل الإسلامي، ويعد هذا المؤتمر أحد أكبر المؤتمرات حول الصيرفة والتمويل الإسلامي. ويأتي عقده كمحاولة من الجزيرة لتحسين معدل النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية، ورفع مستويات المهارة من خلال تحسين التعليم وزيادة الوعي المصرفي الإسلامي لتشجيع الاستثمار في الصناعة المالية الإسلامية، وذلك في وقت تواجه فيه الجزيرة مجموعة من التحديات بسبب ارتفاع معدلات البطالة وزيادة المنافسة الخارجية لأسواق التصدير.
اليابان تصدر أول صكوك متوافقة مع أحكام الشريعة
يبدي البنك المركزي توجها على استحياء نحو المصرفية الإسلامية، ففي خطوة جديدة تصدر اليابان صكوك مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، في خطوة وصفها المراقبون الاقتصاديون بأنها تاريخية، باعتبارها دشنت لأول اختراق للصكوك الإسلامية لمجموعة الدول الثماني الكبار (مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى وروسيا).

تونس: التجربة تحتاج إلى مزيد من الخطوات القانونية والاقتصادية
مع دخول مصرف الزيتونة الإسلامي طور النشاط خلال العام قبل الماضي، يتغير مشهد القطاع المصرفي في تونس، ويتعزّز واقعه، بدخول منتجات جديدة ومتنوعة، هذا على الرغم من أن الصيرفة الإسلامية لم تكن معدومة في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا، حيث يعد بنك التمويل التونسي السعودي التابع لمجموعة البركة العالمية، أول بنك إسلامي أنشئ في تونس عام 1983، بمساهمة رساميل تونسية وسعودية، لكن المختصين يقولون: ''إن التجربة في حاجة إلى المزيد من الإجراءات القانونية والاقتصادية''.

كوريا الجنوبية تتطلع إلى مزيد
من الفرص
مع تزايد إقبال الكوريين على الإسلام، تتطلع الجهات المالية إلى اكتساب مزيد من فرص التمويل الإسلامي. وتعلن الحكومة عبر موقعها الإلكتروني الفرص الإيجابية للأزمة المالية العالمية، وكيفية الاستفادة منها، حيث تكشف هذه الدولة الواقعة في شرق آسيا قدرتها على تحويل ''المحنة'' إلى ''منحة'' وتطلعها إلى ركوب موجة التمويل الإسلامي والصيرفة الإسلامية لتستفيد من الفرص التي توفرها هذه الصناعة، وتعمل في المقابل على تنظيم مؤتمر دولي للتمويل الإسلامي في العاصمة سيئول.

جيبوتي: تسارع وتيرة التعاملات المصرفية الإسلامية
مثل غيرها من دول العالم تتطلع جيبوتي بذاكرتها المنسية وسط دول منطقة القرن الإفريقي إلى بناء قاعدة للاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية، ولا سيما مع نمو اقتصادها الواعد الذي يدفع بكثير من الدول الكبرى للتسابق إليها، وتتعاون جيبوتي في هذا الخصوص مع دول متقدمة في مجال المصرفية الإسلامية، كما هو الحال مع السعودية والسودان وغيرهما، وتنجح في تنظيم دورة تخصصية في فقه المعاملات المالية في الإسلام تحت شعار ''نحو مصرفية متميزة''، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وبالتنسيق مع لجنة شباب إفريقيا في مكتب الندوة في الرياض، هذا يحدث متزامنا مع تزايد أعداد البنوك الإسلامية.

موريتانيا تستنجد بالنظام
المالي الإسلامي
تتقدم الصناعة المالية الإسلامية في هذا البلد بخطى كبيرة، وتزداد قناعة الاقتصاديين الموريتانيين بأهميتها، ولا سيما في الوقت الحالي، حيث تهتم البلاد بفتح الباب واسعا أمام الاستثمارات الأجنبية، ويدعو الاقتصاديون هناك إلى ضرورة العمل على إنشاء مزيد من المصارف الإسلامية والترخيص لها لاستقطاب المستثمرين الذين يثقون بهذه المصارف التي نجحت في الآونة الأخيرة في إثبات جدواها في كثير من دول العالم. ويؤكد أكثر المحللين والاقتصاديين الموريتانيين، أن البلاد في حاجة ماسة إلى مزيد من المصارف الإسلامية لإنعاش حركة الاستثمار والسيولة النقدية.

إندونيسيا تستضيف المنتدى الآسيوي للصكوك
نظمت إندونيسيا المنتدى الآسيوي للصكوك، وذلك في العاصمة جاكرتا، ليناقش عددا من المواضيع الرئيسة، التي من أهمها تطوير وابتكار الصكوك، إضافة إلى موضوع مهم وهو إدارة المخاطر الشرعية والقانونية وتسوية المنازعات، ويولي المؤتمر أهمية كبيرة لجانب التحكيم في تسوية النزاعات حول الصكوك التي ظهرت على الساحة أخيرا بعد أزمة الصكوك الإسلامية في دبي، إضافة إلى عولمة التمويل الإسلامي وأهمية إعداد الجيل المقبل للتعامل مع التمويل والمصرفية الإسلامية.

المؤتمر الأول للمال الإسلامي في قطر
تستضيف الدوحة المؤتمر الأول للمال الإسلامي بحضور مصرفيين ورجال أعمال، ويأتي المؤتمر ضمن خطوات قطر الداعمة للمصرفية الإسلامية، حيث يظهر على الساحة منذ فترة الاهتمام القطري بالمصرفية الإسلامية وانتشار العديد من المصارف وشركات المال الإسلامية هناك.

الأكثر قراءة