المناظير لها دور فاعل ومؤثر في اكتشاف اضطرابات الجهاز الهضمي
مع تقدم الطب ووسائل تشخيص الأمراض وعلاجها، ظهرت وسائل جديدة هدفها التخفيف عن المرضى وتقديم عناية فائقة بهم، ومن تلك الوسائل ثورة المناظير خاصة فيما يتصل بعلاج أمراض الباطنة والجهاز الهضمي.
عملية بسيطة
من جهته، أوضح الدكتور نزيه عبابنة استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في القصيم، أن التنظير عملية جراحية قصيرة وبسيطة. وفي كثير من الأحيان يتم اكتشاف الأسباب وعلاجها في الوقت نفسه. وتمتاز العمليات التي تجرى باستخدام التنظير عن تلك التي تجرى بفتح جدار البطن، بأن بقاء المريض في المستشفى بعد الجراحة أقل بكثير من بقائه بعد الجراحة العادية. والمنظار أينما استخدم فإن له وظيفة، إما للتشخيص أو للعلاج أو كلاهما معا.
المنظار يجنب الفتح الجراحي
أضاف عبابنة قائلاً: من الفوائد الواضحة لجراحة المناظير هو تجنب الفتح الجراحي، والذي من مضاعفاته حدوث فتق بعد الجراحة، ومن الناحية التجميلية فغالباً ما تختفي آثار الجراحة تماماً، وذلك بسبب أن الفتحات صغيرة جداً، وبهذا فإن آثار العمليات بالمنظار لا تذكر ولا تقارن بآثار الفتحات التي تجرى في حالات الجراحة التقليدية. ويتنوع المنظار ما بين مرن وصلب، حيث يستخدم المرن عادة لتنظير الجهاز الهضمي العلوي أو السفلي، وهناك ما هو أصغر منه حجما لتنظير القصبات الهوائية.
#2#
قلة المضاعفات وممارسة النشاط بشكل طبيعي
كما أشار استشاري أمراض الجهاز الهضمي إلى أن المناظير العلوية والسفلية تعد من المناظير الجيدة جداً وقليلة المضاعفات، خصوصاً إذا أجريت في مراكز متخصصة، وهي تستخدم غالباً تحت المهدئ الموضعي دون تخدير كامل ويتمكن المريض من العودة إلى منزله في اليوم نفسه وممارسة حياته الطبيعية.
استكشاف المريء والبلعوم والمعدة
وأوضح أن مناظير الجهاز الهضمي العلوي تقوم باستكشاف المريء والبلعوم والمعدة إلى الاثني عشر. ومن الأسباب التي يقوم الطبيب من أجلها بعمل هذا المنظار على سبيل المثال لا الحصر، الألم المزمن أو الحاد في أعلى البطن، حرقة المعدة والبلعوم، الشعور الدائم بالغثيان.
الحصول على عينة
من المريض
أضاف: كذلك يستخدم هذا المنظار للعلاج، حيث يمكن من خلال النهاية الطرفية للمنظار والتي تحوي رؤوس أحدها لكاميرا والآخر يمكن من خلاله إدخال أدوات خاصة مثلا لإيقاف نزيف أو أخذ عينة أو إزالة الزوائد اللحمية الداخلية لإرسالها للفحص المجهري وغيرها من الوسائل العلاجية العديدة.
تنظير القنوات المرارية
قال الدكتور نزيه عبابنة إن منظار القنوات المرارية من أهم مناظير الجهاز الهضمي ويعمل بأسلوب المنظار الهضمي العلوي نفسه، غير أن الجهاز المستخدم له خصائص ومميزات أوسع تمكن من تنظيرها، حيث إن من أهم أسباب عمله انسداد القنوات المرارية والذي يسبب ألما ويرقانا، لذا يقوم الطبيب بعمل هذا المنظار لاستكشافها ومن ثم أيضا علاج السبب، فلو كان الانسداد نتيجة لوجود حصوات يمكن إزالتها بهذا المنظار.
كبسولة برافو الأحدث في هذا المجال
ويحدثنا عن الجديد في مجال تشخيص وعلاج الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي قائلاً: لقد قطع التقدم العلمي في تصوير وتشخيص الجهاز الهضمي شوطاً كبيراً باختراع كبسولة برافو التي تعادل حجم حبة الدواء، وهي كبسولة صغيرة لا يتعدى طولها سنتيمترين، حيث يتم وضعها بكل سهولة ورفق تحت عضلة المريء السفلي عند إجراء منظار المريء ومن ثم تركها في مكانها لتبقى مدة معينة وتسقط تلقائيا وتخرج مع الفضلات، حيث ترسل البيانات لاسلكيا عن طريق ذبذبات راديو إلى جهاز استقبال يوضع في جيب المريض ثم يتم قياس شدة الحموضة لمدة تراوح بين 24 و 48 ساعة حسب حالة المريض، كما أن عملية وضع الكبسولة لا تتعدى دقيقتين ولا يوجد لها مضاعفات خطيرة تذكر.
تشخيص أمراض كانت صعبة سابقاً
وأوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور نزيه عبابنة أن الكبسولة الذكية تستخدم في تشخيص الأمعاء الدقيقة التي يصعب الوصول إليها بالمنظار. وترجع أهميتها في تشخيص أمراض كان من الصعب التوصل إليها دون التصوير مثل النزف الداخلي غير الظاهر، وحالات فقر الدم الناتج عن نزول نسب الحديد، وحالات مرض كرونز، وحساسية القمح. وهذا الاكتشاف ما زال حديثا ويستخدم فقط للتشخيص والمشاهدة. والكبسولة بسيطة وغير مؤلمة ومدة الفحص تعتمد على الجزء المراد فحصه. وفي النهاية لا يمكن لأحد أن ينكر ما للمناظير من دور فاعل ومؤثر في المجال الطبي والذي بلا شك ساعد الأطباء على التخفيف عن مراجعيهم بشكل كبير.